دراسات وتقاريرمنوعات تقنية

كيف دعمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مجتمع الأبحاث العالمي خلال 2023؟

شهد عام 2023 تأثيرًا إيجابيًا للذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الصناعي، لذلك واصلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال العام مبادراتها الرائدة ومشاريعها المبتكرة التي تعكس دورها البارز والداعم لمجتمع الأبحاث العالمي.

إذ عززت الجامعة دورها على صعيد بناء القدرات الصناعية من خلال العمل على مشاريع تطبيقية كبرى بالتعاون مع شركاء رائدين عالميًا.

أهم مشاريع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال عام 2023:

شملت المشاريع التي ساهمت فيها الجامعة تطوير نماذج لغوية كبيرة متقدمة، وابتكار بنى تحتية خاصة بالبرمجيات، مثل: تطوير (جيس) Jais، وهو النموذج اللغوي الكبير باللغة العربية الأعلى جودة على مستوى العالم، وذلك بالشراكة مع شركة (سيريبراس سيستمز)، وشركة (كور 42) التي يقع مقرها في أبوظبي والتابعة لمجموعة (جي 42).

وفي أوائل عام 2023؛ عملت مجموعة من الباحثين من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة ستانفورد، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على تطوير نموذج لغوي كبير مستدام يحمل اسم (فيكونا) ليقدم بديلًا لنموذج (GPT-3) الذي تقدمه شركة (OpenAI)، والذي يفرض تكاليف باهظة ويتسبب في بصمة كربونية كبيرة.

كما أطلقت الجامعة (جيس للمناخ) Jais Climate، الذي يُعد أول نموذج لغوي كبير ثنائي اللغة في العالم مخصص للمناخ والاستدامة، في مؤتمر الأطراف للمناخ (COP28)، الذي عُقد في دبي خلال شهر ديسمبر 2023.

وتعاونت الجامعة مع شركتي (بيتووم) و(سيريبراس سيستمز) لإطلاق منصة (LLM360) للنماذج اللغوية المفتوحة المصدر، وذلك بهدف تعزيز الشفافية والثقة والتعاون البحثي.

علاوة على ذلك؛ أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال شهر أكتوبر 2023؛ معهد النماذج التأسيسية، الذي يهدف إلى تطوير النماذج التأسيسية المتقدمة وفهمها واستخدامها وإدارة المخاطر المتعلقة بها، لتعزز الجامعة مكانتها في طليعة تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ونتيجة لهذه الجهود؛ انضمت الجامعة إلى تحالف الذكاء الاصطناعي، لتصبح هي المؤسسة الإماراتية الوحيدة التي تنضم إلى هذا التحالف، وهو تحالف يضم أكثر من 50 شركة ومؤسسة بحثية بقيادة شركة (IBM)، ويهدف إلى تسريع وصول المستخدمين حول العالم إلى الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول.

جهود جامعة في مجال الرعاية الصحية الرقمية:

برزت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أيضًا كقوة مهمة في مجال الرعاية الصحية الرقمية، إذ تُشكل الصحة إحدى ركائزها البحثية الرئيسية الثلاث.

عقدت الجامعة شراكات مع بعض الشركات الناشئة النشيطة والمبتكرة ضمن الملكية الفكرية المشتركة عالميًا، كما وقّعت خلال هذا العام اتفاقيات مع مستشفى (كليفلاند كلينك أبوظبي)، وشركة (بيور هيلث)، وشركة (كيورس إيه آي)، وشركة (إنفنت برين تكنولوجي)، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.

ونتيجة لتركيزها في الأبحاث ونجاحها في جذب بعض ألمع العقول في العالم، ارتقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي – التي أُدرجت ضمن تصنيفات مؤسسة (CSRankings) التي تُعنى بعلوم الحاسوب في عام 2022 – إلى المرتبة 18 عالميًا في تخصصات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، والتعلّم الآلي، ومعالجة اللغات الطبيعة، وفقًا لتصنيفات 2023.

كما ارتفع عدد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة إلى 64 عضوًا في عام 2023، مع الإشارة إلى أن أكثر من نصف هؤلاء الأعضاء انضموا إليها بعد أن عملوا في أفضل مئة مؤسسة متخصصة في الذكاء الاصطناعي حول العالم.

ونظمت الجامعة أول حفلتَي تخرج لطلابها في يناير؛ لدفعة عام 2022، ويونيو دفعة عام 2023، حيث تخرج 111 طالبًا، ونالوا شهادات الماجستير في علوم الحاسوب أو التعلّم الآلي أو معالجة اللغات الطبيعية، وقد بقي 86% من الخريجين في المنظومة المحلية للذكاء الاصطناعي، مما يعكس مهمة الجامعة المتمثلة في تطوير المواهب وتدريبها والاحتفاظ بها لتعزيز اقتصاد دولة الإمارات.

أما عدد طلاب الجامعة، فقد ارتفع إلى 276 طالبًا من أكثر من 40 جنسية، غالبيتهم من مؤسسات جامعية عالمية رائدة، وبلغت نسبة الطلاب الإماراتيين 19%، فيما بلغت نسبة الإناث 39% وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي تسجلها المؤسسات الأخرى المتخصصة في علم الحاسوب حول العالم.

إطلاق أقسام جديدة في الجامعة:

أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في عام 2023 قسمين جديدين متخصصين في علم الروبوتات، وعلوم الحاسوب، إلى جانب مركز حضانة وريادة الأعمال، وذلك من أجل مواصلة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والمساهمة في تطوير الابتكار والأبحاث المتقدمة عالميًا للتوصل إلى حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي.

وحصلت الجامعة خلال عام 2023 أيضًا على أول براءة اختراع لها من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، تحت عنوان (محولات كتابة خط اليد).

وقدم الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أكثر من 537 ورقة بحثية خلال هذا العام، كما أطلقوا ثمانية مشاريع ممولة للتعاون البحثي.

وشهد عام 2023 العديد من المحطات المهمة للجامعة، أبرزها: تقديم أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب 30 ورقة بحثية في المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر، و44 ورقة بحثية في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية الذي عُقد في سنغافورة في شهر ديسمبر، و53 ورقة بحثية في المؤتمر السابع والثلاثين لنظم معالجة المعلومات العصبية الذي عُقد في ديسمبر في نيو أورلينز.

كما احتفت الجامعة بتخريج دفعتين من البرنامج التنفيذي، مما ساهم في تزويد 125 مديرًا تنفيذيًا رفيع المستوى بالمهارات اللازمة لتحقيق منافع الذكاء الاصطناعي داخل القطاع الصناعي في دولة الإمارات.

دور الجامعة في مؤتمر COP28:

أدت الجامعة دورًا فاعلًا في نجاح مؤتمر الأطراف للمناخ (COP28) الذي عُقد في دبي، من خلال مشاركتها في مجموعة من الفعاليات ضمن مركز التعليم الأخضر الذي نظمته وزارة التربية والتعليم، وذلك من أجل تعزيز الدور الرئيسي الذي يمكن أن يؤديه الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف الحد من تغير المناخ، وأهمية إدماج تقنياته في المناهج الدراسية.

زر الذهاب إلى الأعلى