دراسات وتقاريرمنوعات تقنية

سدايا: القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي التوليدي ستتجاوز 4 تريليونات ريال سعودي بحلول عام 2032

أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) دليلًا جديدًا حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، يتضمن استعراضًا لمكوناته وحالات استخدامه وفوائده وطرق تبنيه وأثره في مختلف التطبيقات الرقمية وخدمات القطاعات الحيوية.

وتهدف سدايا من هذه الخطوة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بات عنصرًا مهمًا في عصرنا الحالي، بما يسهم في تعزيز بناء مستقبل مشرق للمملكة وفق رؤيتها الطموحة 2030، لتكون من مصاف الدول الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

ويأتي ذلك الاهتمام في ظل ما يشهده العالم من تطور متسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي بجانب زيادة في حجم البيانات المتاحة وتنوعها، وتحسّن قوة الحوسبة وسرعتها، إذ يشير هذا التقدم إلى بداية حقبة جديدة في عالم التقنية لا يقتصر دورها على فهم عالمنا فقط بل القدرة أيضًا على المشاركة في تشكيله، والذكاء الاصطناعي التوليدي هو ثمرة تقدم التقنيات، ويُعد نقلة نوعية في كيفية تفاعل الآلات مع المستخدمين.

توقعات مستقبلية:

تشير التوقعات المستقبلية إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سوف يستخدم في الكثير من المنتجات ويؤثر فيها، ومن أهم هذه التوقعات، ما يلي:

  • ستُكتشف 30% من الأدوية والمواد الجديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول عام 2025.
  • ستُضمّن 70% من شركات البرمجيات قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطبيقاتها بحلول عام 2025.
  • سيُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في أتمتة تصميم 60% من المواقع والتطبيقات بحلول عام 2026.
  •  سيستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير 15% من التطبيقات الجديدة تلقائيًا دون تدخل البشر بحلول عام 2027.

 القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي التوليدي:

من المتوقع أيضًا أن تصل القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي التوليدي إلى أكثر من 4.8 تريليونات ريال سعودي بحلول عام 2032، كما قد يسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة قدرها 7% خلال السنوات العشرة القادمة.

ويُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي نوعًا من أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم تقنيات التعلم الآلي والشبكات العصبية العميقة لمحاكاة قدرة الإنسان في إنشاء بيانات جديدة أو محتوى أصيل ومبتكر، مثل: النصوص والصور ومقاطع الفيديو، ويمكن لنماذجه توليد مخرجات من نوع المدخلات نفسه، مثل: توليد نص من نص، أو من نوع مختلف، مثل:  توليد صورة أو مقطع فيديو من نص.

وتوجد عدة فروق بين نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى، من أبرزها قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى أو بيانات جديدة تعكس خصائص بيانات التدريب، ولكن لا تكررها، إضافة إلى إمكانية تطبيق هذه النماذج على مجموعة واسعة من المهام الإبداعية.

الطبقات التقنية:

أوضحت سدايا في الدليل أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تعتمد على عدة طبقات تقنية؛ لدعم تشغيل التطبيقات والخدمات التوليدية، ويمكن تقسيم هذه الطبقات إلى أربع طبقات رئيسية:

  • التطبيقات: وهي برمجيات تستخدم قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي لأداء مهمة أو وظيفة محددة.
  • أدوات التطوير والتشغيل: وهي أدوات مساعدة على بناء التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي ونشرها.
  • النماذج التوليدية: وهي نماذج تعلم آلي يمكن تكييفها مع حالات استخدام محددة لتحسين الأداء في مجالات معينة.
  • البنية التحتية التقنية: وهي مكونات البنية التحتية التقنية التي يمكن استخدامها لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي وأدواته.

طريقة بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي:

يتضمن بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي عدة خطوات أساسية؛ من أبرزها: تجهيز البيانات، وبناء النموذج، واختبار النموذج، ونشر النموذج، وتحسين النموذج، وتكمُن طريقة عمل النماذج باستخدام المدخلات التي قد تتلقاها من المستخدم لتوليد أنواع مختلفة من المخرجات، وهذه المدخلات يمكن أن تكون نصوصًا أو صورًا أو صوتًا أو أشكالًا أخرى من البيانات.

أنواع المخرجات:

توجد عدة أنواع من المخرجات التي يمكن توليدها باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمكن تصنيفها إلى: نصوص، وأكواد برمجية، وصور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، ومقاطع صوتية، ومقاطع الفيديو.

حالات استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي:

يمكن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنجاز عدة مهام في مختلف المجالات، مثل: خدمة العملاء، والتسويق والتصميم والبرمجة، والخدمات المصرفية، والرعاية الصحية، والإعلام والترفيه، والعقارات، والطاقة، والزراعة وغيرها من المجالات، وتتميز هذه النماذج بقدرتها على الإبداع وتسريع سير الأعمال ورفع الإنتاجية.

ومن المتوقع أن تؤثر حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في كثير من قطاعات الأعمال ويختلف حجم هذا التأثير من قطاع إلى آخر ومن وظيفة إلى أخرى.

ولاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي فوائد عدة مـن أبرزها: زيادة الإنتاجية عبر تعزيز قدرات الموظفين في إنجاز المهام، وتحسين الخدمات بتوفير تجربة مستخدم محسنة ومخصصة حسب الخدمة، علاوة على رفع الكفاءة عبر أتمتة المهام والعمليات المتكررة في مختلف المجالات، وتقليل التكلفة بخفض تكلفة إنجاز الأعمال عن طريق الأتمتة أو تعزيز القدرات، وتعزيز الابتكار عبر توليد أفكار جديدة للمنتجات أو الخدمات.

جهود سدايا:

نظرًا إلى أهمية مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف المجالات؛ فقد عملت (سدايا)، بوصفها المرجع الوطني لكل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة، على إطلاق العديد من المبادرات التي من شأنها أن تساعد في تمكين المنظومة التقنية وترفع مستوى الكفاءات المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي.

أبرز جهود سدايا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي:

  •  إنشاء مركز التميز للذكاء الاصطناعي التوليدي.
  • إطلاق مسرعة الذكاء الاصطناعي التوليدي (غاية)، التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • إقامة منتديات وملتقيات الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ لتعزيز المعرفة في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عدد من المجالات المهمة.
  •  إقامة هاكاثونات تنافسية.
  •  إطلاق مجموعة من الإصدارات المعرفية في المجال.

ويقوم مركز التميز للذكاء الاصطناعي التوليدي بالتعاون مع شركة إنفيديا (Nvidia) الأمريكية على بناء تطبيقات تخدم جميع القطاعات وأفراد المجتمع في المملكة، والابتكار في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن أهم أهداف المركز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير الخوارزميات والتطبيقات المختلفة للوسائط المكتوبة والمرئية والصوتية التي تدعم اللغة العربية.

وللاطلاع على الدليل كاملًا، يمكنك الانتقال إلى هذا الرابط.

زر الذهاب إلى الأعلى