أخبار قطاع الأعمالرأي وحوار

تفاصيل الجلسة الحوارية الثانية: “تطبيقات مميزة في البرمجيات صنعت فارقاً في تطوير القطاعات”

انطلق منتدى التقنية الرقمية 2023 في يوم 18 أكتوبر تحت شعار “برمجيات رائدة لاقتصاد رقمي مزدهر” في نسخته الثالثة في العاصمة الرياض في المملكة العربية السعودية، برعاية معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المهندس عبد الله بن عامر السواحه.

شهد المؤتمر خمس جلسات حوارية غنية، ونتناول في هذا التقرير الجلسة الحوارية الثانية التي عُقدت تحت عنوان: “تطبيقات مميزة في البرمجيات صنعت فارقاً في تطوير القطاعات”، وشاركت فيها شخصيات بارزة بدءاً مع المهندس أحمد النعيمي، الشريك الاستثماري في إس تي في STV، والأستاذ عبد المحسن العبيد المدير العام لحلول الأعمال في قطاع المنتجات الرقمية في شركة علم، والمهندس عبد الرحمن القاضي المدير التنفيذي لإدارة تطبيقات الأعمال العالمية في سابك، والمهندس بندر الصانع وكيل الوزارة المساعد للتحول الرقمي والتطبيقات العدلية في وزارة العدل. وأدارت هذه الجلسة الدكتورة دعاء أباعود؛ المستشارة في وكالة التحول الرقمي بوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.

تضمن الحوار العلاقة بين تطور البرمجيات وتحقيق اقتصاد رقمي مزدهر؛ وتطرق المهندس بندر الصانع لعدد من النقاط المهمة، حيث ذكر قائلاً: “أعتقد أن هناك ثلاثة أمور أساسية تعزز بشكل كبير الاقتصاد الرقمي فيما يتعلق بالبرمجيات، أولاً: أن البرمجيات دائماً ترفع الكفاءة وتزيد الإنتاجية، خصوصاً إذا أُعيدت هندسة الإجراءات بالكامل ورقمنتها وأتمتها، فالإجراء الذي يحتوي على عشر خطوات، على سبيل المثال، يمكن بالرقمنة اختصاره إلى أربع خطوات أو ثلاث”.

وأضاف: “ثانياً: البرمجيات دائماً تتيح الوصول إلى المستفيدين على مستوى العالم، فالشركة التي مقرها في الرياض على سبيل المثال تبيع منتجاتها وخدماتها في كل دول العالم، وربما أفضل الأمثلة على هذه النقطة أن وزارة العدل في العام الماضي خدمت مستفيديها مِن بُعد في أكثر من 100 دولة حول العالم، ولم يتطلب منهم القدوم شخصياً إلى المحاكم وكُتاب العدل”.

وأكمل قائلاً: “الأمر الثالث: أن البرمجيات تمكن الشركات والمؤسسات وأيضاً الجهات الحكومية من تحويل أنظمتها التقنية إلى منصات رقمية؛ بحيث إن الجهة تستطيع أن تقدم واجهة تطبيق برمجية APIs للشركاء وأيضاً للشركات خصوصاً الشركات الناشئة ورواد الأعمال، إذ إنها تمكنهم من بناء منتجات جديدة، وخدمات جديدة، وخدمات ابتكارية غير موجودة ذات قيمة مضافة”.

أما المهندس أحمد النعيمي فكانت له إضافة مهمة، إذ قال: “كنت أنظر إلى الأرقام قبل الجلسة، في عام 2018 حينما بدأنا كان يوجد 60 مليون دولار اُستثمرت في شركات تقنية في السعودية، وفي عام 2022 وصلت قرابة مليار دولار أي 17 ضعف خلال خمس سنوات”.

وعند التطرق إلى الأثر الذي تصنعه الأنواع المختلفة من البرمجيات وهل يختلف الأثر باختلاف نوع البرمجيات، أجاب المهندس عبد الرحمن القاضي قائلاً: “هناك أهداف معينة للبرمجيات لكن هناك أهداف أبعد من ذلك يمكن تركها، لكن البرمجيات المميزة التي نحتاج إليها فعلاً في الاقتصاد السعودي هي البرمجيات المتعلقة بالابتكار والبرمجيات المتعلقة ببناء منظومة عمل كاملة أي النظام الإيكولوجي”.

وشارك عدد من الأساتذة أبرز النجاحات المتعلقة بالبرمجيات التي ساهمت في تطوير القطاع الاقتصادي؛ وكانت البداية مع الأستاذ عبد المحسن العبيد، الذي قال: “إن محرك (استحقاق) صرف أكثر من 190 مليار ريال إلى مستحقيه، وأكثر من 15 مليون مستفيد يتلقون المبالغ شهرياً مباشرة من النظام إلى حسابات المستفيدين أو إلى المستفيدين من البرامج المتعددة. كنقطة أخيرة، البرنامج مفتوح والحمد الله استطاع اليوم أن يتطور واستطاعت الشركة أن تطبق عليه عدداً من التطبيقات مثل: الذكاء الاصطناعي لترفع من الكفاءة بحيث نستطيع اليوم أن نتحقق من أهلية الشخص سواء يستحق سكناً، أو أرضاً، أو دعماً، أو ضماناً اجتماعياً خلال ثوانٍ معدودة”.

وعن النجاح في القطاع الحكومي قال المهندس بندر الصانع: ” في وزارة العدل بدأنا رحلة التحول الرقمي بعد إطلاق سمو سيدي ولي العهد رؤية المملكة 2030. أصبحت الخدمات تُقدم عبر الإنترنت وعلى مدار الساعة وحتى كثير من الإجراءات أو معظم الإجراءات أصبحت تجري بدون تدخل بشري على الإطلاق وعلى مدار الساعة وعبر الإنترنت، على سبيل المثال: يمكن لشخص ما إصدار وكالة خلال دقائق عبر الإنترنت في أي وقت سواء كان في أيام الإجازة أو غيرها”.

وعند الحديث عن المجالات الواعدة في المملكة التي يجب على المخترعين والمطورين التقنيين في مجال البرمجيات التركيز عليها في الفترة القادمة، قال المهندس أحمد النعيمي: “بدأت انطلاقة أصحاب تطبيق سلة من مكة، واليوم لديهم أكثر من 50 ألف تاجر، وهم يحظون سنوياً بعمليات تبلغ قيمتها 10 مليارات ريال سعودي، هذا خلال خمس سنوات. شركة أخرى هي تابي، بدأت في الإمارات وأكبر سوق لها الآن في السعودية، وقد أعلنوا الأسبوع الماضي نقل مقراتهم إلى السعودية. تابي تقدم خدمة اشترِ الآن وادفع لاحقاً، ما شاء الله .. أداؤهم الأفضل عالمياً من ناحية الأرقام، وقد أوجدوا لأنفسهم سوقاً كبيراً من مهندسين وعملاء وسيحققون هذا العام 20 مليار ريال من المبيعات. لدينا العديد من الشركات الناجحة وبدأت تصدّر أعمالها خارج السعودية”.

وقبل ختام الجلسة الحوارية الثانية طُرح سؤال مهم يتعلق بأفضل الإستراتيجيات التي يجب أن تعمل بها القطاعات المختلفة لتستطيع معاً إيجاد برمجيات تصنع فارقاً في رحلة التحول الرقمي وتساهم في بناء الاقتصاد الرقمي الوطني، كان جواب المهندس عبد الرحمن القاضي مهماً حيث قال: “أهم ممارسة رأيتها، التي تخلق تغييراً جذرياً، هي وجود بنية مؤسساتية متماسكة للمنظومة مع خارطة عمل واضحة؛ بحيث يكون هناك وضوح للإمكانيات الموجهة للقطاع؛ ليتمكن من خلق التحول المطلوب أو المرجو في الفترات القادمة، ويبدأ بصنع الإمكانيات على مستوى المهارة، وبناء البنية التحتية لصنع هذا التغيير، ومن ثم التغيير سيسير وفقاً للخطة الموجودة مع التناغم بين الخطة و أنظمة العمل”.

زر الذهاب إلى الأعلى