أخبار قطاع الأعمال

تفاصيل الجلسة الحوارية الأولى: “البرمجيات ونماذج أعمال الاقتصاد الرقمي”

انطلق منتدى التقنية الرقمية في يوم 18 أكتوبر تحت شعار “برمجيات رائدة لاقتصاد رقمي مزدهر” في نسخته الثالثة في العاصمة الرياض في المملكة العربية السعودية، برعاية معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، رئيس مجلس إدارة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية.

شهد المؤتمر خمس جلسات حوارية قوية حول البرمجيات، والتحول الرقمي، وسنستعرض في هذا التقرير تفاصيل الجلسة الحوارية الأولى؛ التي كانت بعنوان: “البرمجيات ونماذج أعمال الاقتصاد الرقمي”، والتي انطلقت بقيادة الدكتور (جيغار باتيل)؛ وهو شريك في شركة ماكنزي، متحدثا ببعض النقاط المهمة قائلًا: “اليوم، يبلغ حجم سوق البرمجيات العالمية 600 مليار دولار أمريكي. إنها أكثر من نصف تريليون دولار أمريكي. إنه سوق سريع النمو ووفقًا لبعض التوقعات فإنه بحلول عام 2030 سيتجاوز حاجز التريليون. هناك العديد من التوجهات السائدة التي تدفع هذا النمو وأحد تلك التوجهات التي أريد تسليط الضوء عليها هو أن المزيد والمزيد من منتجاتنا وخدماتنا البرمجية أصبحت ما يمكن أن أسميه متجر (One-Stop) الرقمي أو كما قد يسميه بعضهم (التطبيقات الفائقة). ويمثل هذا القطاع وحده نحو 10% من السوق العالمية، وتبلغ قيمته 60 مليار دولار وينمو بنسبة 23%، إنه جزء مهم للغاية”.

ثم رحّب الدكتور جيغار باتيل بضيوف هذه الجلسة وهم: المهندس كارانبريت سينج؛ مساعد المدير العام لإدارة البرامج في شركة (باي تم) Paytm، وكان سابقًا يعمل لدى شركة جوجل، والأستاذ رودولف لومير؛ شريك ورئيس معهد التحولات الوطنية في شركة (كيرني) Kearney، والأستاذ أمين التاجر، المدير التنفيذي لشركة (INFINITEWARE).

انطلق الحوار نحو كيفية إعادة تشكيل العالم من حيث الطلب والعرض لمنتجات وخدمات البرمجيات، ليشاركنا الأستاذ رودولف لومير الحديث قائلًا: “أعتقد أن هناك ثلاث قوى للتغيير هي الأكثر صلة بالسؤال الذي طرحته؛ ألا وهي القوى التكنولوجية والقوى الجيوسياسية والجيو اقتصادية وصدّق أو لا تصدق القوى التنظيمية أيضًا”.

وأضاف: “بالنسبة للقوى التكنولوجية؛ فالجميع في هذه القاعة يعرفون جيدًا أننا في منتصف مرحلة مهمة للغاية عنوانها سهولة الوصول إلى قوة الحوسبة، إذ إن التكنولوجيا تطورت بسرعة خلال الفترة الأخيرة، ونتيجة لذلك أصبح لدى عدد أكبر من البشر القدرة على الوصول إلى القوة الحاسوبية بسهولة أكبر، وذلك بفضل تطور البرمجيات، كما أصبح الذكاء الاصطناعي التفاعلي الآن قويًا جدًا، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا مجددًا على فهم التعليمات اللفظية، وهذه النقطة كانت الحاجز المتمثل في القدرة على استخدام اللغة الطبيعية، لذلك سيمكننا الذكاء الاصطناعي من القيام بعمليات متسلسلة معقدة متعددة الخطوات بسهولة وبسرعة. إذ إن هذا هو التغيير الكبير في العرض والطلب، فهو يغير ما تستطيع شركات البرمجيات التقليدية القيام به لإنشاء القيمة، كما أنه يغير إشارة الطلب فيما يتعلق بما يريده المستخدمون”.

وتابع الحديث قائلًا: “وبالنسبة للقوى الأخرى؛ وهي: القوى الجيوسياسية والجيو اقتصادية، فهي مهمة جدًا أيضًا لماذا؟ لأننا في لحظة تاريخية مهمة جدًا، تتجلى في العديد من الأماكن التي توجد فيها العولمة، لذلك نحن نرى درجة كبرى من الانقسام الجيوسياسي، وأود أن أقول إنها لن تختفي بل ستتغير في الشكل، لتلخيص ذلك بلغة بسيطة فالحدود مهمة، لأنها هي التي تحدد سياق عرض وطلب البرمجيات، وبالطبع هذا العرض والطلب يواجه تحديات، مثل: إلى أي مدى يمكن أن نتحرك عبر الحدود، لذلك يُعد التنظيم عنصرًا مهمًا في المعادلة، فعلى سبيل المثال: التطبيقات الفائقة (Super Apps) مهمة، ولكنها لا تناسب الدول جميعها، بسبب اختلاف النظام السياسي، والتاريخي والثقافي”.

ثم انتقل الحوار إلى نقطة مشتركة وهي كيف يغير ما ذُكر الطريقة التي ينبغي لشركة البرمجيات أن تنظر بها إلى العالم، وكيف ينبغي أن تغير الطريقة التي تطور بها منتجاتها؟

وقد أدلى الأستاذ أمين التاجر برأيه حول هذه النقطة قائلًا: “أنا أتفق تمامًا، الكثير من الناس لا يفهمون حجم ما يحدث. لم تعد التكنولوجيا رفاهية بعد الآن، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في مجموعة التكنولوجيا لديك وفي منتجاتك. خذ على سبيل المثال: الذكاء الاصطناعي التوليدي، الجميع يتحدث عنه، لكن الكثير من الناس لا يفهمون حجم ما يتغير. لديك الآن شركات ناشئة جديدة تظهر كل يوم ولديها القدرة على التنافس مع الشركات العملاقة مثل: جوجل ومايكروسوفت، وكل ذلك لأنها الآن في المشهد نفسه ولديها الأفضلية نفسها، لذلك في رأيي المتواضع، لديك منتجات جديدة وخدمات جديدة والتقنيات هي ما يغذي كل ذلك”.

سأل الدكتور جيغار باتيل ضيوفه كيف نفكر في التوسع في هذه القطاعات الجديدة، وما نوع التعقيد الذي قد يضيفه ذلك إلى العمل الذي بدأ؟

كان لدى المهندس كارانبريت سينج جواب حول ما طرح قائلًا: “أود بالتأكيد أن أذكر نوعًا واحدًا من دراسة الحالة أو قصة نجاح البنية التحتية للمدفوعات في بلدي الأم – الهند – الذي يشبه UPI الذي يسمونه واجهة المدفوعات الموحدة. إذا تحدثت عما كان الحال عليه قبل ست سنوات، فإن معظم المعاملات تمت نقدًا، وربما أُجريت قرابة 5 إلى 10% من المعاملات رقميًا. إذا تحدثنا عن 2022 و2023 تقريبًا في الهند، فإن 80% من عدد المعاملات الرقمية تتم من خلال UPI”.

اتجه الحوار نحو سؤال آخر ذكره الدكتور جيغار في عالم تمتلك فيه منصة برمجية واحدة وهي بدورها تقدم خدمات متعددة أو منتجات متعددة، كيف ستغير Genei هذا النموذج في المستقبل؟

أجاب الأستاذ أمين التاجر عن هذا السؤال قائلا: “كمهندس تقني يعمل على Genei أنا لست معجبًا حقًا بما تحصل عليه من تلك الموسوعة. ما يجعلني أتعامل مع هذه التكنولوجيا في الأساس هو القدرة على فهم اللغة التي تعد حقًا مهارة أساسية مهمة إذا كنت ترغب في التواصل مع الآخرين؛ على سبيل المثال، لقد أتينا إليك من منطقة حيث لدينا دعابات خاصة، ولدينا أشياء ضمنية عندما نتحدث إلى أشخاص آخرين، لا يكون الأمر واضحًا كما يبدو، ولذا فإن هذا النوع من مساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي يفهم ما أقوله ويفهم تجاربي ثم يزودني بنوع الأداء الوظيفي الذي أريده. هو أمر مذهل، وجنوني بالنسبة لي”.

وشارك الدكتور جيغار باتيل من جديد قائلا: “أولاً: كما قلت في البداية، إنه وقت رائع للوجود في الفضاء الرقمي، والوجود في مجال البرمجيات، وإنشاء منتجات وخدمات تمس حياة الجميع بشكل يومي. ثانياً: أعتقد أنه بفضل قوة التوجهات التي نشهدها والتقدم التكنولوجي الذي نشهده، سيصبح تطوير هذه المنتجات أكثر كفاءة، وسيطلق القدرة التنظيمية التي – كما قال رودولف – تخلق فرصة للشركات لإعادة استثمار تلك القدرة على تطوير أفضل المنتجات أو التفكير في المستقبل. ثالثًا: أستنتج أنه مع تزايد حجم العالم وصغره أيضًا، نحتاج إلى تحقيق التوازن بين الوصول العالمي عبر الحدود لمنتجاتنا وخدماتنا البرمجية مع المناقشات المتزايدة باستمرار حول السيادة التكنولوجية الجارية حول العالم”.

زر الذهاب إلى الأعلى