دراسات وتقارير

الشبكات العصبية تنتقي المجرمين من خلال وجوههم

استخدم Xiaolin Wu وXi Zhang من جامعة شنغهاي جياو تونغ Shanghai Jiao Tong في الصين مجموعة متنوعة من خوارزميات رؤية الآلة لبناء شبكة عصبية قادرة على التعرف على الوجوه ودراسة وجوه المجرمين وغير المجرمين ثم إجراء اختبار لمعرفة فيما إذا كان بإمكانها انتقاء المجرمين بمجرد النظر في وجوههم.

وكان بعض الأخصائيين في علم الجريمة قد لاحظوا بعد مرور وقت قصير على اختراع التصوير الفوتوغرافي وجود نماذج متشابهة نوعاً ما في الصور المأخوذة للمجرمين، حيث أشاروا إلى وجود ملامح في الوجه سمحت بإمكانية تحديد الخارجين عن القانون.

وكان سيزار لومبروزو الأخصائي الإيطالي في علم الجريمة الصوت الأكثر تأثيراً في هذا النقاش، حيث يعتقد أن المجرم يتميز بملامح خاصة توفرت فيه عن طريق الوراثة.

وقد وجد لومبروزو مجموعة من الصفات تشبه صفات الحيوانات البدائية والتي تعود للانسان غير المتطور، وقال بأن توفر خمس صفات أو أكثر من هذه السمات الجسدية يجعل الفرد خاصعا للنمط الإجرامي التام.

واستمر هذا الجدل حتى عام 2011 عندما أظهرت مجموعة من علماء النفس من جامعة كورنيل أن الناس لديهم قدرة جيدة على تمييز المجرمين من غير المجرمين من خلال فقط النظر إلى صورهم.

ورغم فقدان هذه النظريات لمصداقيتها في نهاية المطاف، إلا ان تكنولوجيا الذكاء الصنعي الجديدة تقترح إمكانية كون تلك النظريات ما تزال سارية المفعول.

واستخدم الباحثون من أجل تحقيق ذلك مجموعة من خوارزميات رؤية الآلة لدراسة سلسلة من الوجوه المتجاورة بين مجموعة من صور المجرمين وغير المجرمين بهدف معرفة فيما إذا كانت الشبكة الصعبية قادرة على إخبارهم معلومات موثوق بها.

وعمل العلماء على تغذية الشبكة العصبية بما مجموعه 1856 صورة لرجال دون وجود شعر في الوجه، حيث تتراوح أعمارهم بين 18 و56 عاماً، وكان نصف عدد الرجال ذو ماضي إجرامي.

واستخدم الباحثون 90 في المئة من الصور لتدريب الذكاء الصنعي من أجل التعرف على الفروق بين المجموعتين، واستخدموا الـ 10 في المئة من الصور المتبقية لأغراض الاختبار.

وكانت النتائج مثيرة للإعجاب، حيث تمكنت الشبكة العصبية كما يبدو من التفريق والإشارة إلى المجرمين وصرفت النظر عن غير المجرمين بدقة مذهلة تصل إلى 89.5 في المئة.

ويقول الباحثون “إن هذه النتائج تأتي في سياقها الصحيح بشكل كبير وتثبت صحة التعرف على الوجوه الإجرامية باستخدام الآلة، وذلك على الرغم من الجدل التاريخي المحيط بالموضوع ككل”.

screen-shot-2016-11-25-at-11-14-53

زر الذهاب إلى الأعلى