رأي وحوار

هل سينجح لينوكس في جذب اهتمام المستخدم العادي بشكل أكبر؟ شاركنا الرأي

طرح فريق تطوير نظام أوبونتو منذ أيام النسخة رقم 12.04 من توزيعة لينوكس الشهيرة التي تُعتبر أحد أكثر توزيعات النظام مفتوح المصدر شعبيةً على الإطلاق. وركّز نظام أوبونتو منذ إطلاق نسخته الأولى في العام 2004 على تبسيط النظام وتحسين واجهاته قدر الإمكان كي تناسب المستخدم العادي، لهذا كان لتوزيعة أوبونتو فضل كبير في انتشار لينوكس لدى المستخدمين العاديين بعد أن كانت الفكرة العامة عن لينوكس هي أنه حكر على خبراء الكمبيوتر أو على الاستخدامات المتقدمة.

أوبونتو ليس التوزيعة الوحيدة التي تُركز على تقديم أفضل تجربة للمستخدم العادي، فلدينا أيضاً توزيعات مثل فيدورا وأوبن سوزي ومينت الذي يعتمد على أوبونتو كأساسٍ له.

في الواقع يمتلك نظام لينوكس أكثر من 63% من الحصة السوقية للمخدّمات، كما يُشغل أكثر من 90% من الحواسب الخارقة super computers حول العام ولا ننسى النجاح الهائل الذي يحققه في الهواتف الذكية بحصة تفوق الـ 52% بفضل نجاح نظام أندرويد المبني على نواة لينوكس أيضاً.

ولو نظرنا إلى لينوكس كنظام تشغيل للمستخدم العادي وليس المتخصص، لرأينا أنه يمتلك أيضاً عوامل هامة للنجاح قد لا تتوفر في الأنظمة الأخرى، فهو مجاني أولاً، وثانياً فهو آمن إذ لا يعرف مستخدموا لينوكس مضادات الفيروسات ناهيك عن أن بنية النظام نفسه هي بنية آمنة تجعل اختراقه صعباً جداً لأنه مبني وفق بنية أمنية مشددة. كما أنه ثابت جداً وهذا سبب شهرته في عالم المخدّمات إذا لا يعاني من الانهيارات ونادراً ما يضطر المستخدم إلى إعادة تشغيله.  ناهيك عن كونه قابلاً للتخصيص بشدة، وسهل الاستخدام بشكل كبير على عكس ما يعتقد من لم يجرب النظام بعد، كما يعمل بكفاءة منقطعة النظير على أجهزة الكمبيوتر القديمة  كما أنه يقدم دعماً ممتازاً لقطع العتاد الرئيسية مثل الطابعات والمساحات وأجهزة المودم. والطريف أن مبدأ Plug ‘n Play (أوصل وشغّل) الذي ابتكرته مايكروسوفت تلمسه على بعض توزيعات لينوكس مثل أوبونتو بأكثر مما هو عليه في ويندوز. على سبيل المثال يقوم أوبونتو بالتعرف على جميع أنواع الطابعات تقريباً بمجرد وصلها بحيث تستطيع مباشرة الطباعة بعد وصل الطابعة فوراً دون الحاجة لتثبيت أية تعريفات على عكس ويندوز الذي يصعب فيه تشغيل أية طابعة أو جهاز آخر دون تثبيت تعريفه أولاً.

لكن للأسف، ورغم كل عوامل القوة تلك التي يمتلكها لينوكس إلا أن الأرقام تشير إلى عدم امتلاكه أكثر من 1.5% من سوق الأجهزة المكتبية والحواسب المحمولة، مع وجود تقديرات أخرى أكثر تفاؤلاً لكنها لا تتعدى الـ 3%. فيما يحظى ويندوز بأكثر من 92% من المستخدمين ونظام ماك من آبل أكثر من 6%. ورغم أن مشاريع طموحة مثل أوبونتو تحقق تقدماً مثيراً للإعجاب في كل نسخة إلا أن لينوكس ما زال يعاني منذ سنوات من عدم تمكنه من الحصول على نسبة أعلى من المستخدمين.

البعض يعزي هذا إلى غياب دعم تجاري حقيقي من شركة ضخمة تتبنى إصدار توزيعة للينوكس على غرار ما فعلته جوجل عندما تبنت لينوكس لتشغيل هواتفها الذكية، والبعض الآخر يرى بأن ثقافة مايكروسوفت التي نجحت في فرضها أدت إلى عدم اهتمام المدارس والجامعات بتدريس ونشر ثقافة المصادر المفتوحة وثقافة لينوكس مما أدى إلى عدم انتشار النظام. هناك من ما زال يعتقد بأن النظام صعب ومعقد ويخشى من تجربته، خاصة أن جميع الحواسب المحمولة وأجهزة الكمبيوتر تقريباً تأتي مع نسخة ويندوز مثبتة مسبقاً بسبب اتفاقيات مايكروسوفت مع تلك الشركات، ولا يمتلك المستخدم العادي الخبرة التقنية أو الاهتمام لتثبيت نظام تشغيل آخر إلى جانب ويندوز.

ماهو برأيك سبب معاناة لينوكس من حصة ضئيلة في سوق أجهزة الكمبيوتر المكتبية والحواسب المحمولة؟ لماذا لم يتمكن من جذب كمية أكبر من المستخدمين العاديين؟ هل تعتقد بأن الجهود التي يبذلها مطوروا توزيعات مثل أوبونتو ومينت ستثمر في انتشار لينوكس بشكل أكبر؟ أم أنه لن يتمكن من تحقيق أكثر مما حققه حتى الآن؟ دعنا نعرف رأيك في التعليقات.

زر الذهاب إلى الأعلى