نصائح تكنولوجية

كيف تغيّر الأجهزة القابلة للارتداء طريقة استهلاكنا للمحتوى؟

يقضي ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم الكثير من وقتهم في النظر إلى الشاشات، سواء كان ذلك في هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو جهاز يمكن ارتداؤه مثل: الساعات الذكية، إذ تزداد شعبية الأجهزة القابلة للارتداء في قطاع الإلكترونيات الاستهلاكية.

في حين أن الأجهزة القابلة للارتداء تُسهل علينا البقاء على اتصال، يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى خاصة في صناعة التسويق بالمحتوى وطريقة استهلاكنا للمحتوى.

من المتوقع أن ينمو سوق التقنيات القابلة للارتداء في السنوات القادمة بصورة كبيرة، إذ وصل إلى 121.7 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 13.89% ليتجاوز 392 مليار دولار بحلول 2030.

ينمو سوق الأجهزة القابلة للارتداء أيضًا في الوطن العربي، إذ كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة (AppDynamics) التابعة لشركة سيسكو، أن الغالبية العظمى من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة يعتزمون زيادة استخدامهم للتقنيات أو التطبيقات الصحية القابلة للارتداء خلال العام الحالي.

وأشارت الدراسة إلى أن 88% من المشاركين في منطقة الخليج يعتزمون استخدام الأجهزة القابلة للارتداء التي تسهل تتبع البيانات الصحية مثل: الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية خلال هذا العام، مقارنة مع 47% من المشاركين الذي يستخدمون بالفعل هذه الأجهزة حالياً.

يعتقد معظم المستخدمين أن الساعات الذكية هي المثال الرئيسي للأجهزة القابلة للارتداء، ولكن هناك تنوع كبير في هذه الأجهزة الآن، إذ تشمل: النظارات الذكية والمجوهرات والملابس وسماعات الواقع المعزز، ومن المتوقع أن تظهر أجهزة جديدة خلال السنوات القادمة، قد تحتوي على ميزات مثيرة مثل: أجهزة استشعار لمراقبة المقاييس الصحية، أو استشعار مصادر الطاقة المتجددة مثل: الطاقة الشمسية لإبقاء الأجهزة مشحونة.

حتى الآن لا توجد طريقة تؤكد ما ستحاول شركات التكنولوجيا مثل: آبل وجوجل إدماجه في الأجهزة القابلة للارتداء في المستقبل، لكن هناك شيء واحد مؤكد هو أن هذه الأجهزة ستستمر في التطور لجعل حياتنا أسهل.

سنستعرض اليوم أبرز الطرق التي تغير بها الأجهزة القابلة للارتداء طريقتنا في استهلاك المحتوى:

غالبًا ما تكون قراءة رسالة نصية أو الرد على مكالمة هاتفية من خلال الساعة الذكية أسرع وأسهل، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع الناس إلى شراء الأجهزة القابلة للارتداء، إذ يمكن لأي شخص الوصول بسهولة إلى رئيسه أو زملائه في العمل، لا سيما في قطاع الأعمال التي تستند إلى وجود العاملين في أي وقت، وهو الأمر الذي له آثار إيجابية وسلبية على العاملين.

ومع ذلك؛ من الصعب تجاهل مدى سهولة الوصول إلى الرسائل أو رسائل البريد الإلكتروني أو معلومات العمل المهمة الأخرى من جهاز يمكن ارتداؤه.

يستخدم المزيد من الأشخاص الأجهزة القابلة للارتداء أكثر من أي وقت مضى لتتبع الإشعارات ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم وتلقي تحديثات الأخبار العاجلة والمزيد.

كيف تؤثر الشعبية المتزايدة للأجهزة القابلة للارتداء في كيفية تقديم جهات التسويق المحتوى للمستخدمين؟

1- تقديم المحتوى بتكرار أكثر:

عادةً ما يُفعل المستخدمون إعدادات الإشعارات في الأجهزة القابلة للارتداء مثل: الساعات الذكية لتلقي الإشعارات من الخدمات والتطبيقات الموجودة في هواتفهم طول الوقت بسهولة، لذلك من المحتمل أن يصل إليهم المحتوى بتكرار أكثر.

تسمح الأجهزة القابلة للارتداء للمستخدمين بقراءة ملخصات الأخبار أو المقالات في بضع دقائق فقط، وبما أن تسويق المحتوى يهدف إلى زيادة أعداد الزيارات فهذه الأجهزة عادة ما تؤثر في عدد مرات زيارة الأشخاص للمواقع لقراءة محتوى جديد، وهذا يجعل مسوقي المحتوى يشعرون بقدر أكبر من المنافسة لجذب أكبر عدد ممكن من المستخدمين إلى محتواهم.

2- تقديم محتوى قصير:

نظرًا إلى أن شاشة الأجهزة القابلة للارتداء غالبًا ما تكون أصغر بكثير من الهاتف الذكي، يجب على العاملين في مجال التسويق بالمحتوى إيجاد طرق جديدة لجعل المحتوى قصيرًا. هناك مساحة محدودة في شاشة الجهاز الذي يمكن ارتداؤه، لذا يجب أن تكون الرسائل التسويقية موجزة ومخصصة.

3- تقديم المحتوى القائم على الصور:

يتطلب تقصير المحتوى عادةً الاعتماد على الصور، إذ يمكن تقديم المحتوى الذي تريد في صورة مثل: القوائم، أو رسوم بيانية أو صور لافتة للنظر قادرة على سرد قصة.

تشير الدراسات إلى أن معظم المستخدمين يفضلون النظر إلى عنصر مرئي صغير بدلًا من قراءة النصوص حتى لو كانت قصيرة؛ لأن الرؤية تتفوق لدينا على كل الحواس، لذلك إذا استمعت إلى معلومات ستتذكر 10% منها فقط بعد ثلاثة أيام، ولكن إذا شاهدت صورة تحتوى على المعلومات نفسها سنتذكر 65% من محتواها بعد 3 أيام.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن القراءة غير فعالة للغاية بالنسبة لنا، إذ يرى دماغنا الكلمات على أنها الكثير من الصور الصغيرة، وعلينا تحديد ميزات معينة في الحروف حتى نتمكن من قراءتها.

كل هذا يجعل المحتوى القصير والمحتوى المرئي أكثر فعالية في إستراتيجية التسويق، إذ يؤثر في مدى الوصول والمشاركة ومن ثَم زيادة المبيعات.

4- تقديم المحتوى القائم على الصوت:

أصبح المحتوى الصوتي شائعًا بشكل متزايد لذلك بدأت الشركات بتقديم تطبيقاتها لتتناسب مع الأجهزة القابلة للارتداء، إذ إن معظم تطبيقات الكتب الصوتية، والبودكاست والموسيقى متاح منها إصدارات للساعات الذكية مثل: ساعة آبل، وساعات أندرويد مثل: ساعات سامسونج، وساعة جوجل Pixel Watch؛ لتسهيل الاستماع إلى المحتوى أثناء التنقل أو أداء التمارين الرياضية.

5- الاستهداف بناء على الموقع الجغرافي:

يلعب الاستهداف الجغرافي دورًا رئيسيًا في التسويق الإلكتروني، إذ تتمثل إحدى الطرق الفعالة بشكل كبير في إنشاء المحتوى والإعلانات المخصصة في استهداف العملاء المحتملين بناءً على موقعهم الجغرافي. عندما يدخل المستخدمون الذين لديهم أجهزة قابلة للارتداء موقعًا جغرافيًا محددًا، يمكن لمسوقي المحتوى تخصيص المحتوى مباشرةً للمستخدمين وأجهزتهم القابلة للارتداء، سواء كان هذا المحتوى أخبارًا عاجلة، أو توصيات بالشراء، أو إشعارًا بحسومات.

يرغب العديد من المستخدمين في تخصيص رسائل المحتوى لتناسب تفضيلاتهم. يمكن أن يساعد الاستهداف الجغرافي في هذه الدرجة من التخصيص ومن المرجح أن يحتل استخدام بيانات الموقع في تسويق المحتوى مركز الصدارة.

أبرز التوقعات المستقبلية في سوق الأجهزة القابلة للارتداء:

من المتوقع أن تستمر الأجهزة القابلة للارتداء بالتطور مع مرور الوقت، إذ قد تكون في شكل نظارات ذكية أو ملابس أو أجهزة تتضمن أجهزة استشعار لحالة الجسم لتحفيز الناس على اتّباع أنماط حياة صحية.

قد يكون هناك وقت يقرأ فيه الناس القصص الإخبارية من خلال نظاراتهم مباشرة أو يشاهدون قصة إخبارية حية في صورة ثلاثية الأبعاد تُبث من ساعتهم الذكية، وهو ما سيؤثر في صناعة المحتوى، وطريقة استهلاكنا له عبر أجهزتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى