دراسات وتقارير

تقرير نورتن حول الأنشطة العائلية يبرز أهمية السلامة الإلكترونية

أطلقت اليوم نورتن تقريرها الخاص بالأنشطة العائلية على شبكة الإنترنت «Norton Online Family Report» والذي يلقي الضوء على واقع المخاطر التي تتهدد الأطفال في الإمارات الذين يعيشون في العصر الرقمي الحالي. وقد بني هذا التقرير على الدراسات التي قامت بها نورتن وعلى تعليقات وملاحظات الآباء والمدرسين والأطفال على حد سواء.

وأشار التقرير، الذي عمل على إعداده خبراء الحماية والأمن الإلكتروني إلى أن 54% من أطفال الإمارات الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 17 عاماً قد تعرّضوا لموقف سيّء لدى استخدام الإنترنت، إذ أقرّ هؤلاء بأنهم قاموا بصورة رئيسية بإحدى الأمور التالية:

– تحميل فيروس إلى كمبيوترهم الخاص أو كمبيوتر العائلة (28% من إجمالي الأطفال)

– قيام طفل أو مراهق آخر لا يعرفونه بإضافتهم إلى قائمة الأصدقاء في الشبكات الاجتماعية (22%)

– مشاهدة صور أو أفلام أو ألعاب عنيفة جدا على الإنترنت (20%)

ومع التطور السريع الذي يشهده عالم الجريمة الإلكترونية في الإمارات، والذي لم يعد يقتصر على الكمبيوترات المكتبية أو المحمولة، بل تعداه ليصل إلى الشبكات الاجتماعية والأجهزة المحمولة التي أصبحت في متناول شريحة أوسع من الأطفال والمراهقين، فقد ازداد اهتمام الآباء بمسألة حماية أبنائهم، إذ تشكل أبرز مخاوف الآباء عند استخدام الأبناء لشبكة الإنترنت:

– وصول الأطفال إلى محتويات غير لائقة (43% منهم)

– تواصل الأطفال مع أشخاص مشبوهين (35%)

– قيام الأطفال بإعطاء الكثير من المعلومات والتفاصيل الشخصية إلى الغرباء (35%)

وفي تعليقه على التقرير، قال تميم توفيق، رئيس مبيعات المستهلكين لشركة سيمانتك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “يتجه الأطفال نحو تطوير هويتهم ونشر معلوماتهم على الإنترنت في سن مبكرة أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فهم بحاجة إلى دعم آبائهم ومعلميهم ومن هم قدوة لهم لإرشادهم إلى ما يمكن لهم القيام به، وما يمكن لهم قوله، وإلى كيفية قيامهم بنشاط ما أو الامتناع عنه بحسب الظروف، وإن المواقف السلبية أو التصرفات الخاطئة لدى الاتصال بالإنترنت قد تتسبب بتداعيات على العالم الحقيقي تتمثل في عمليات التحرش أو خسارة المال أو وقوع المعلومات الشخصية في أيدي الغرباء”.

وأضاف تميم: “يلعب الآباء والمعلّمون دورا هاما في حماية أطفالهم وحماية أنفسهم لدى استخدام الإنترنت، وتبرز في تقرير نورتن للأنشطة العائلية على شبكة الإنترنت هذا العام الحاجة الماسّة إلى التوعية والتثقيف، وذلك بإجراء حوارات مفتوحة مع الأطفال ضمن بيئة آمنة كالمنزل أو المدرسة، إضافة إلى تزويد الأطفال بالأدوات المناسبة التي تساعد على حمايتهم، وإننا سعداء بنتيجة الدراسة التي تشير إلى أن أكثر من نصف الآباء المستطلعة آراؤهم يتحدثون إلى أبنائهم حول الحماية من مخاطر الإنترنت”.

جوانب إيجابية في التقرير:

يشير التقرير إلى أن الآباء يضعون قواعد لاستخدام الإنترنت تساعد أطفالهم على اكتساب خبرة أكبر في استخدام الإنترنت، وأن 3% من الآباء في الإمارات فقط لا يعلمون شيئا عن أنشطة أطفالهم على الإنترنت، وتشير هذه النسبة المنخفضة إلى تبنّي الآباء لنهج مبنيّ على الحرص والاهتمام بمسألة الحماية لدى استخدام الإنترنت.

ويظهر تقرير نورتن أن 57% من الآباء لديهم قواعد منزلية حول كيفية استخدام أبنائهم للإنترنت، إلا أن من الممكن الارتقاء بهذا الواقع، لا سيما وأن نسبة الآباء الذين يعتمدون على أدوات المراقبة الأبوية في كمبيوتر العائلة 38% فقط. وفي حين أن نسبة التعرض لمواقف سلبية على الإنترنت تبلغ 52% للأطفال الذين يتبعون القواعد التي يفرضها الآباء، فإن نسبة التعرض ترتفع إلى 57% للأطفال الذين لا يلتزمون بهذه القواعد”.

الحاجة الماسّة للتعليم والتثقيف

وفقا للدراسة، يشير معظم الآباء إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المدارس في دمج التقنيات التي تعكس الحياة الواقعية للأطفال، وقد وافق على ذلك 76% من الأطفال و 83% من المعلّمين، في حين يعتقد 50% من الأطفال أنهم يحصلون على مستوى متواضع من التعليم في المدرسة حول الحماية من مخاطر الإنترنت. وينبغي أن تتكاتف الجهود في العملية التعليمية، إذ يعتقد 89% من المعلّمين أن تعليم الأطفال حول الحماية من مخاطر الإنترنت هو مسؤولية مشتركة بينهم وبين الآباء، في حين يعتقد 49% من الآباء أن المسؤولية تقع على عاتقهم، لكن الكثيرين منهم أيضا (47%) يؤمنون بأن المسؤولية تقع على عاتقهم وعاتق المعلّمين معا. وإننا نتوقع أن تزداد هذه النسبة خلال السنوات القليلة القادمة مع تطلّع المعلّمين إلى تبنّي المزيد من المناهج التعليمية حول الإنترنت والكمبيوتر خلال السنتين القادمتين. وتوفر الحلول المجانية مثل Norton Online Family تعليمات وتوجيهات للآباء حول الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع هذه المسألة والتشجيع على الحوار مع الأطفال.

وأشار التقرير هذا العام إلى ظاهرة جديدة هي التصيّد الإلكتروني «Cyberbaiting»، وهي ظاهرة جديدة تتمثّل في قيام الأطفال بالتهكّم بالمعلّمين، ثم تسجيل ردّة فعلهم الغاضبة عبر كاميرا الهاتف الجوال، إذ أكّد 28% من المعلّمين الذين شملتهم الدراسة أنهم عانوا من هذه المشكلة بشكل شخصي أو أنهم يعرفون معلّمين آخرين ممن تعرّضوا لها.

زر الذهاب إلى الأعلى