عالم الكمبيوتر

رحلة أندرويد قبل استحواذ جوجل عليه

تم الاستحواذ على أندرويد في عام منتصف عام 2005. لكن في بدايات هذا العام لم تكن الأمور في أفضل أحوالها بالنسبة لفريق التطوير. حيث أن الشركة الناشئة حينها كانت تمر بظروف سيئة وفي أمس الحاجة للتمويل.

واحتاجت الشركة الناشئة حينها لإنشاء نسخة تجريبية من النظام. كما أن هذه النسخة كانت تهدف بشكل رئيسي لإظهار قدراتها وما يمكن لأندرويد أن يقدمه. وقد تم إنتاج هذا الإصدار التجريبي على يدّ كل من Andy McFadden، Brian Swetland وChris White.

وعند الانتهاء من النسخة التجريبية، والإنتهاء من العرض التقديمي الخاص بالنظام انجذبت عدد من الشركات له. وهذا لأنه كان يقدم قيمة استثمارية حقيقية. ومن الشركات التي انتبهت له كانت جوجل.

اقرأ أيضًا: جوجل تخلت عن هاتف أندرويد الرائد الصغير

قصة جوجل مع نظام أندرويد

وكان النظام في بداياته يسوق لنفسه بشكل مثالي. حيث أن أولى المعلومات التي تم ذكرها في العرض التقديمي الخاص به هي أن عدد مبيعات الحاسب الشخصي سنويًا هو 178 مليون وحدة، في مقابل 675 مليون وحدة للهواتف الذكية.

وقد لوحظ حينها أن السوق أصبح أكبر من أن تغطيه أجهزة الحاسب الشخصي. بينما أصبحت الهواتف الذكية نفسها قادرة على حمل مواصفات كافية لمعظم المهام، وهو ما شكل الفرصة.

وحينها كان من المخطط لنظام أندرويد أن يكون مفتوح المصدر بشكل كامل. لكن تم التراجع عن هذا القرار نظرًا لأنه سينتج عنه حرية كبيرة جدًا للشركات المصنعة في استخدام النظام دون العودة للشركة، ودون إمكانية لتحقيق الربح.

اقرأ أيضًا: كيفية عرض التطبيقات جنبًا إلى جنب في أندرويد

وحينها كان المتعارف عليه هو أن الشركات المصنعة تقوم بتطوير أنظمتها بنفسها. مثل بلاك بيري ونوكيا. إلى جانب أن اختلاف لغات البرمجة بين الشركات واختلاف التطبيقات نفسها بين بعضها البعض بشكل أو بآخر قد جعل الأمور أكثر صعوبة.

إلا أن أندرويد قد نجح في التوصل لشكل مثالي. حيث أن النظام يعتمد بشكل رئيسي على نواة لينكس. كما أنه يقدم الأجزاء المطلوبة لتكامل النظام مع الهواتف الذكية المختلفة. إلى جانب الاعتماد على لغة برمجة واحدة وجعل عملية تنصيب أندرويد على أي هاتف من أي شركة عملية سهلة.

تحقيق الربح

ولكن المشكلة التالية بالنسبة لتلك الشركة الرائدة كانت تتمحور حول كيفية تحقيق الربح. المستثمرين المملولين قد يعجبون بفكرة البرمجيات مفتوحة المصدر ويدعموها، لكن عندما يأتي ذكر الربح فيجب أن تتواجد طريقة لتحقيقه.

وحينها كانت الشركات تعتمد على تحقيق الأرباح من خلال وضع النظام على الهواتف وبيعها. لكن هذا لم يكن أسلوب عمل أندرويد. لكن أولى مصادر الدخل المنطقية بالنسبة لأندرويد كانت عبر التعاقدات. سواء مع مزودي خدمات الاتصالات، مطوري التطبيقات، وغيرهم.

وفي هذه المرحلة كان أندرويد يبحث عن التمويل لكي يبدأ في تطوير النظام فعليًا. وقد حاولت الشركة كثيرًا من أكثر من ناحية، ومن ضمن محاولاتهم تلك كانت المقابلة مع جوجل.

اقرأ أيضًا: أجهزة أندرويد القديمة تفقد مميزات حساب جوجل

تقابل كلًا Larry Page، المدير التنفيذي المشارك في جوجل مع Andy McFadden في أوائل شهر يناير. وقد ضم الاجتماع أشخاصًا آخرين أيضًا، وقد أشاد المدير التنفيذي لجوجل بهاتف عمل عليه آندي قبلها في شركة T-Mobile. وانتهى الاجتماع بلاري بيدج يقول “نحن نريد أن نساعدكم”.

وبالرغم من الاجتماع كان مبشرًا ومشجعًا إلا أن الوقت قد مر بعده دون أي جديد. لدرجة أن Andy قد ظن أن الاجتماع كان يتمحور حول شركة Danger التي أسسها وتركها في عام 2003.

ولم يتوقف أندرويد عن هذه المحطات، بل سافر الفريق إلى كوريا الجنوبية في محاولة الحصول على تعاقدات مع سامسونج وإتش تي سي إلا أن هذا لم ينجح، وبالرغم من أن مدير قسم الهواتف الذكية في سامسونج كان متحمسًا للصفقة، إلا أن فريق مهندسي الشركة قد سخروا من أندرويد.

اقرأ أيضًا: تفاصيل حول شبكة التعهيد الجماعي من جوجل

واستمر الفريق المكون من عدة أشخاص من البحث عن فرصة. حتى دعتهم جوجل لاجتماع جديد، إلا أن هذا الاجتماع قد حضره أشخاص أكثر، وحينها قالت جوجل أن نظام أندرويد يحتاج لأن يتم الاستحواذ عليه.

وبدلًا من اعتماد أندرويد على شركات الإتصالات، كان من الممكن أن يتم إنشاء شراكات مع هذه الشركات وتحقيق الأرباح بشكل مستقل دون أن يكون لها سيطرة على أندرويد.

وكانت لاري بيدج حينها يتفهم حقيقة أن الاستحواذ على أندرويد فعلًا خطوة قوية، لأنه استحواذ على شركة صغيرة وسيساعد من ناحية أخرى على الدخول لمجالات وقطاعات جديدة.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن صيغة AAB الجديدة لتطبيقات أندرويد

زر الذهاب إلى الأعلى