عالم الكمبيوتر

خدمات الشراء الآن والدفع لاحقًا أصبحت صناعة بقيمة 100 مليار دولار

أصبحت خدمة الشراء الآن والدفع لاحقًا، التي تعرف اختصارًا باسم BNPL، واحدة من أهم خدمات التمويل والتقسيط، وقد تضاعفت معدلات استخدامها في السنوات الأخيرة.

ويعتمد ملايين المتسوقين حول العالم على تلك الخدمات لتمويل مشترياتهم لحظيًا. وقد أثبتت بعض الشركات قوتها في هذا القطاع مثل Kalrna و Affirm و Afterpay. إلى جانب بدلاء محليين في جميع بلدان العالم، بما في ذلك الوطن العربي.

ولكن اهتمام الشركات التقنية الرائدة بهذا المجال قد زادت من قيمتها بشكل كبير. إذ بدأت شركة باي بال بتقديم خدمة شبيهة. إلى جانب تعاقد كلًا من أمازون وآبل مع شركة Affirm التي تقدم هذه الخدمة. كما استحوذت شركة سكوير على خدمة Afterpay بمبلغ 29 مليار دولار أمريكي.

اقرأ أيضًا: باي بال تطلق تطبيقًا شاملًا لتقديم الأدوات المالية

وتروج خدمات الشراء الآن والدفع لاحقًا لنفسها بأنها أفضل كثيرًا من بطاقات الائتمان التقليدية. ولكن هذا لم يمنع من ظهور عدد كبير من الانتقادات، خصوصًا من طرف الاقتصاديين. وذلك لأن هذه الخدمات قد ضاعفت من معدلات الشراء حتى في ظل عدم الحاجة لذلك.

اقرأ أيضًا: آبل تلمح إلى الانتقال إلى قطاع المدفوعات البديلة

خدمات الشراء الآن والدفع لاحقًا

تعرف خدمات الشراء والدفع لاحقًا أيضًا باسم قروض نقاط البيع. وتعرف في الولايات المتحدة بمصطلح “Layaway” الذي يعني التقسيط أو التأجيل.

وكما هو واضح، فإن هذه الخدمات تتيح لمستخدميها شراء المنتج والحصول عليه لحظيًا مقابل دفع ثمنه على أقساط متتالية.

ويمكن للمستخدم أن يختار الشراء الآن والدفع لاحقًا أثناء الشراء عبر الإنترنت أو في المحال التجارية. بينما يجب عليه عادةً أن يسدد المبلغ خلال فترة قصيرة نسبيًا، التي تصل إلى أربعة أشهر.

وتقوم بعض مواقع الشراء بإضافة زر مخصص لعملية الشراء الآن والدفع لاحقًا بالرغم من أن الشركات المزودة للخدمة تحصل على نسبة من المبيعات. وذلك لأن هذا الخيار في حد ذاته يشجع المتسوّق على الشراء.

اقرأ أيضًا: أمازون تدخل مجال الشراء الآن والدفع لاحقًا

بالإضافة إلى ذلك تحقق الشركات المزودة لتلك الخدمة أرباحًا إضافية من المستخدمين الذين يتأخرون في دفع الأقساط، عبر فرض غرامات. وسمحت تلك الخدمات للمستخدمين بشراء منتجات غالية نسبيًا التي كان يصعب عليهم شرائها نقدًا.

تأثير جائحة كورونا

ساهمت جائحة كورونا في زيادة معدلات استخدام هذه الخدمات بشكل كبير. وذلك لأن التسوق عبر الإنترنت عمومًا قد حقق نموًا ضخمًا بسبب الجائحة. ويفضل أي شخص تقسيم المبالغ على أقساط بدلًا من دفعها بشكل كامل في ظل الأثر الاقتصادي للجائحة.

وبحسب التقارير، فإن إجمالي عمليات الدفع المتعلقة بالتجارة الإلكترونية قد وصل إلى 4.6 تريليونات دولار أمريكي، بنمو يقدر بنسبة 19في المئة مقارنةً بعام 2019.

اقرأ أيضًا: بيتكوين التي تشتريها عبر باي بال ليست ملكك فعليًا

وقد سيطرت عمليات الشراء الآن والدفع لاحقًا لوحدها على نسبة 2.1 في المئة من إجمالي هذا المبلغ.

وبالرغم من أن النسبة تبدو صغيرة، ولكنها نسبة من مبلغ تريليوني، وهي تشكل 97 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تتضاعف النسبة إلى 4.2 في المئة بحلول عام 2021.

المخاطر والفوائد

يمكننا أن نستنتج مخاطر وفوائد خدمات BNPL بسهولة. وتظهر الفوائد بوضوح في إمكانية جعل أي شخص قادر على شراء أي منتج بسهولة ويسر. في حين أن المخاطر تتمحور حول عدم قدرة هذا الشخص على الدفع مستقبلًا.

بالإضافة إلى ذلك فإن سهولة استخدامها تدفع المستخدم – كما سلف الذكر – إلى التسوق بتهور وشراء منتجات إما باهظة جدًا أو لا يحتاج إليها.

ولكن الوضع لا يختلف كثيرًا عن البطاقات الائتمانية. حيث إنها تقدم مزيج من المخاطر والفوائد التي قد تسهل حياة المستخدم الحريص أو تفسد حياة المستخدم المتهور.

اقرأ أيضًا: انسحاب أصحاب المشاريع الصغيرة من أمازون

زر الذهاب إلى الأعلى