الأخبار التقنيةدراسات وتقارير

دراسة: ألعاب الفيديو تساعد الشباب في الإمارات في اكتساب المهارات والحصول على وظيفتهم الأولى

أظهرت دراسة جديدة أن ألعاب الفيديو تساعد جيل ما بعد الألفية في الإمارات العربية المتحدة في اكتساب مهارات يمكن أن تساعده في الانطلاق في مسيرته المهنية.

إذ أظهرت الدراسة التي نشرتها منصة يوتيوب من إعداد شركة (CensusWide) أنّ نسبة 80% من خبراء التوظيف يميلون أكثر إلى توظيف شخص يلعب بألعاب الفيديو ويمكنه شرح المهارات التي طوَّرها من خلال اللعب.

واتفقت نسبة 63% من المشاركين من جيل ما بعد الألفية أن ألعاب الفيديو أعطتهم الثقة لمواجهة تحديات العالم المهني، ولكن نسبة 40% فقط من جيل ما بعد الألفية في الإمارات يذكرون معلومة كهذه خلال مقابلات العمل أو في سيرتهم الوظيفية. ويدعم الاستطلاع بحثًا سابقًا حول المهارات القيّمة والقابلة للنقل التي يكتسبها اللاعبون من ألعاب الفيديو.

سُئل مجموعة من خبراء التوظيف ضمن الاستطلاع عن أهمّ المهارات التي يبحثون عنها خلال عملية التوظيف للمبتدئين، فقالوا إنّهم يطلبون بشكل أساسي ما يلي: مهارة التواصل الجيّد (54%)، والقدرة على حلّ المشاكل (46%)، والقدرة على التصرف بهدوء تحت الضغط (42%).

وفي ذلك تناغم مع ما يقوله المشاركون من جيل ما بعد الألفية بالنسبة إلى المهارات التي غالبًا ما تُكتسب من ألعاب الفيديو، حيث يؤكّد نسبة 74% منهم أنّ التفاعل مع اللاعبين الآخرين ساعدهم في التواصل بثقة كبرى، علمًا أنّ هذه المهارة يقدّرها خبراء التوظيف.

تعد القدرة على التواصل والتفاعل مع الأشخاص الذين لديهم اهتمامات متشابهة أمرًا أساسيا في تجربة يوتيوب، ويشمل ذلك: مجتمع ألعاب الفيديو في يوتيوب. على سبيل المثال: أعلنت منصة يوتيوب آخرًا أن المحتوى المرتبط بألعاب الفيديو تخطى تريليونَيْ مشاهدة في عام 2022. ومنذ شهر ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي، جذبت فئة المحتوى نفسها أكثر من 500 مليون مشاهِد نشِط ومسجِّل الدخول وأكثر من 120 مليار ساعة مشاهدة.

وفي الإمارات، لدى بعض أكبر صناع محتوى ألعاب الفيديو مثل: Rima، و Basharkk، و ZayedGaming، و KhaliDasEC0 إجمالي عدد المشتركين يزيد على 10 ملايين مشترك وأكثر من ملياري مشاهدة في المنصة.

وقالت صانعة المحتوى ريما الأسطة (قناة Rima): “بفضل تجربتي مع يوتيوب؛ أصبحت أكثر ثقة وأقل خجلاً وأكثر عفوية. فقد كان لمنصة يوتيوب دور أساسي في دفعي للخروج من منطقة الراحة الخاصة بي، وتشجيعي باستمرار على التكيف والتطور والتحسن”.

وأضافت: “أعطتني ألعاب الفيديو شيئًا جيدًا وهو رد الفعل السريع، الذي ساعدني في التفاعل مع جمهوري في يوتيوب”.

في السياق نفسه، قال طارق أمين، مدير الشراكات في يوتيوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يزور ملايين الأشخاص منصة يوتيوب لتعزيز مهاراتهم في ألعاب الفيديو التي أثبتت الدراسات أنها تساعد في تطوير مهارات مهمة للنجاح المهني. سُعِدت كثيرًا لمعرفة أنّ أصحاب العمل على يقين بالمهارات التي يمكن للّاعبين تقديمها لمنظماتهم. ونحن فخورون كثيرًا بالدور الذي يؤديه صنّاع المحتوى في يوتيوب في هذا الإطار، حيث يساعدون الشباب والشابات في تحسين مهاراتهم في هواية لديها تأثير كبير خارج إطار الإنترنت”.

في هذا الإطار، علق (مات بار) المحاضر الأقدم والأستاذ المشارك في جامعة (جلاسكو) Glasgow، ومؤلف كتاب Graduate Skills and Game-Based Learning (مهارات الخريجين والتعلّم المستند إلى ألعاب الفيديو) قائلاً: “تسمح لنا منصّات مثل يوتيوب بمشاهدة تسجيلات أو بث مباشر لأسلوب اللعب، مما يساعدنا في فهم الطرق التي يتّبعها اللاعبون ذوو المستوى الرفيع أو اللاعبون الآخرون بشكل عام لمعالجة المشاكل في الألعاب التي نعرفها، وكيف يتكيّفون تحت الضغط، ويغيّرون إستراتيجياتهم بسرعة. ومن ثم تسنح لنا الفرصة بتعلّم مهارات جديدة، ومراقبة أداء الإستراتيجيات الجديدة، وتعلّم أساليب يمكننا تبنّيها بدورنا عندما نلعب”.

علاوةً على ذلك، قال “جيرون فان دن الشوت”، مدير الأعمال التجارية في وكالة التوظيف المتعددة الجنسيات (Hays Middle East) لتي تقدّم حلولاً مرتبطة بالقوى العاملة: “يمكن استثمار المهارات المكتسبة من ألعاب الفيديو في الكثير من السياقات المهنية. بالنسبة إلى جيل ما بعد الألفية الذي يملك القليل من الخبرة العملية، يمكنه التميّز عن غيره من خلال تسليط الضوء على المهارات القابلة للنقل المكتسبة من ألعاب الفيديو. على سبيل المثال، يمكن للّاعبين في هذا الجيل التركيز على الإنجازات في ألعاب الفيديو، كالترتيبات العالية أو الجوائز المحصّلة من البطولات والمنافسات. ويمكنهم أيضًا ربط خبرتهم في ألعاب الفيديو بمهارات محددة مطلوبة للوظائف، من خلال وصف كيف علّمتهم ألعاب الفيديو التفكير بشكل مبتكر والتعامل مع الضغوطات والتعاون مع الآخرين”.

وأضاف قائلاً: “يمكن للمرشحين للوظائف من جيل ما بعد الألفية إثبات مهاراتهم القابلة للنقل وشرح كيف اكتسبوها من ألعاب الفيديو ليبرهنوا عن جدارتهم لأصحاب العمل المحتملين”.

نبذة عن جيل ما بعد الألفية:

  • غالبًا ما يُستخدم مصطلح “جيل ما بعد الألفية” للإشارة إلى المولودين بين عامي 1996 و 2012. وبما أنّ الأشخاص الأكبر سنًا ضمن هذه الفئة العمرية هم الآن في عقدهم الثاني، يحضّر الكثير منهم لإطلاق مسيرته المهنية.
  • من المتوقع أن يشكّل جيل ما بعد الألفية نسبة 27% من القوى العاملة حول العالم بحلول عام 2025.
  • بحسب مؤشر الجاهزية (The Readiness Index)، يُعد جيل ما بعد الألفية هو الأشدّ قلقًا بشأن مسيرته المهنية، كما أنّه يفتقر إلى الثقة بمهاراته ودوره في سوق العمل.

معلومات إضافية من مات بار:

  • بحسب “مات بار”، تُعد الألعاب الأنسب لتطوير المهارات التي يطلبها أصحاب العمل، و هي ألعاب (الإستراتيجية اللحظيّة) Real-Time Strategy التي تُعرف اختصارًا باسم RTS في المقام الأول، متبوعةً بألعاب (ساحات المعارك المتعددة اللاعبين عبر الإنترنت) في المقام الثاني.

قال الدكتور “مات بار”، المحاضر الأقدم في مجال علوم الحاسوب في جامعة جلاسكو في أسكتلندا، الذي أجرى دراسات معمّقة حول هذا الموضوع: “ليس من المفاجئ أن يربط اللاعبون بين ألعاب الفيديو ومسيرتهم المهنية المستقبلية. فبحسب خبرتي في المجال، يمكن لألعاب الفيديو أن تساهم في تطوير مهارات مهمة ومطلوبة في سوق العمل، مثل مهارات التواصل والدهاء والقدرة على التكيّف”.

يستطيع اللاعب الذكي أن يقارن بين المهام في ألعاب الفيديو والمهام التي قد يتولّاها في إطار العمل أو الجامعة، وسيشعر بالثقة بأنّه يملك الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح؛ لأنّه قام بمهمة مماثلة في لعبته المفضّلة.

منذ عقود، كان من المُشجَّع الانضمام إلى فريق رياضي مثلاً، لأنّ ذلك يعزز مهارات العمل الجماعي والتواصل وغيرها. لذا، من المستحسن الحديث عن خبرة في فريق كرة قدم أو كرة سلة عند التقدم لوظيفة.

والأمر سيّان بالنسبة إلى ألعاب الفيديو المعتمِدة على العمل الجماعي. ففي العالم الرقمي، تتطلّب ألعاب الفيديو مستوى فائقًا من التعاون على الإنترنت، وهذا ينطوي على أهمية غير مسبوقة.

تساهم منصات مثل يوتيوب في تعزيز عملية التعلّم هذه. على سبيل المثال، يمكن الاستفادة من هذه المنصات لفهم الطريقة التي يعتمدها اللاعبون ذو المستوى الرفيع وغيرهم من اللاعبين لحلّ المشكلات بشكل عام في الألعاب التي نعرفها. ويمكن أيضًا مراقبة كيف يتكيّف اللاعبون تحت الضغط وكيف يغيّرون إستراتيجياتهم بسرعة البديهة. وهذه طريقة رائعة للتعلّم وتطوير أسلوب لعب خاصّ في مرحلة مقبلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى