الأخبار التقنية

التصويت الإلكتروني وانتخابات المجالس البلدية

كما هو معلوم فإن وزارة الشؤون البلدية والقروية تعتزم القيام خلال هذا الشهر بانتخابات المجالس البلدية في مناطق المملكة كافة، حيث شرعت في تجهيز المقار الانتخابية وجندت جميع إمكاناتها لإنجاح سير العملية الانتخابية، وكمتابع للحملة الإعلامية المميزة التي تقوم بها الوزارة للتواصل مع الناخبين وزيادة الوعي لديهم، نجد أن الاعتماد سيكون على الطريقة التقليدية في عملية التصويت. وكمهتم بالشأن التقني فقد لفت نظري العزوف عن استخدام التقنيات المتاحة في بعض البرامج والمشاريع الحكومية، ومن بينها الاستفادة من أنظمة التصويت الإلكتروني (e-voting) عبر الإنترنت في الانتخابات البلدية.

مع العلم بأن التصويت الإلكتروني يمكن أن يسهم في اتساع المشاركة الانتخابية لجميع شرائح المجتمع وتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم من منازلهم بعد التحقق من هوية الناخب دون تكبد مشقة التنقل أو الانتظار. كما أن استخدام هذه التقنية سيؤدي إلى خفض تكلفة العمليات الانتخابية؛ لأنه لا يتطلب أي إجراءات إدارية وأمنية أو استخدام مقار جهات أخرى وتعطيلها، كما أنه سيفيد في تقليل أعداد المشاركين في تنظيم العملية الانتخابية، وبالتأكيد فإنه سيسهم في التخفيف من الازدحام، التي قد تلاحظ عند بعض مقار اللجان الانتخابية. وبما أن استخدام هذه التقنية سيوفر الجهد والوقت المستغرق في تفريغ البيانات، فإنه سيزيد من سهولة حفظ البيانات وسرعة معالجتها، فدولة مثل الهند استطاعت باستخدام التصويت الإلكتروني استخراج نتائج الانتخابات خلال 24 ساعة لأكثر من 650 مليون ناخب.

وحققت أنظمة التصويت الإلكتروني شعبية كبيرة تتزايد يوما بعد يوم مكتسبةً ثقة عديد من الدول على سبيل المثال لا الحصر أمريكا، البرازيل، إيرلندا، الهند وسويسرا التي مكنت مواطنيها من استخدام الإنترنت في الانتخابات باستخدام شفرة سرية أو كود يرسل له بالبريد أو تسلم له في مكان عمله، وفي بعض الدول مثل أستونيا قامت بتزويد الناخبين لديها ببطاقات ذات شريحة إلكترونية تمنح الناخب الصلاحية للدخول إلى نظام التصويت الإلكتروني. ولزيادة الثقة بين أفراد المجتمع في مثل هذه التطبيقات لا بد من إعداد مشروع وطني لزيادة الوعي بالتصويت الإلكتروني قبل الشروع في تنفيذه، فدولة مثل بريطانيا إيمانا منها بأهمية المشروع أعدت برنامجا للتوعية بالتصويت الإلكتروني تجاوزت تكلفته مليار جنيه. ويمكن لدينا كمرحلة أولى البدء بتطبيق التصويت الإلكتروني مصاحبا للتصويت التقليدي في عدد من المدن ذات الكثافة السكانية الأقل كتجربة تمكن القائمين على هذه الانتخابات من الوقوف بشكل أشمل عن مدى إمكانية تطبيق مشروع التصويت الإلكتروني في مملكتنا الغالية.

زر الذهاب إلى الأعلى