منوعات تقنيةنصائح تكنولوجية

دراسة تُظهر التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي التوليدي في التعلم  

وجد باحثون في جامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania) أن طلاب المدارس الثانوية الأتراك الذين يستخدمون روبوت الذكاء الاصطناعي ChatGPT للمساعدة في حل مسائل الرياضيات التدريبية حققوا نتائج أسوأ في اختبار الرياضيات مقارنةً بالطلاب الذين لم يستخدموا ChatGPT قبل الاختبار.

وقد أطلق الباحثون على ورقتهم البحثية عنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضر بالتعلم” Generative AI Can Harm Learning، للتوضيح للآباء والمعلمين أن روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي والمتاحة حاليًا مجانًا يمكن أن تؤثر سلبًا في عملية التعلم.

تفاصيل الدراسة:

شملت الدراسة ما يقرب من ألف طالب في الصفوف من التاسع إلى الحادي عشر خلال خريف عام 2023. وقد قُسّم الطلاب إلى ثلاثة مجموعات بنحو عشوائي لدراسة الرياضيات باستخدام واحدة من الطرق الثلاثة التالية:

  • مع إمكانية الوصول إلى ChatGPT.
  • مع إمكانية الوصول إلى روبوت ذكاء اصطناعي تعليمي مدعوم من ChatGPT.
  • دون أي مساعدات تقنية على الإطلاق.

مُنح الطلاب في كل صف المسائل نفسها للتدريب، بعد ذلك أجروا اختبارًا لمعرفة مدى تعلمهم للموضوعات المختلفة، وقد أجرى الباحثون أربع دورات لهذه الدراسة؛ مما منح الطلاب أربع جلسات مدتها 90 دقيقة من وقت التدريب على أربعة مواضيع رياضية مختلفة لفهم كون الذكاء الاصطناعي يميل إلى المساعدة في التعلم أو الإضرار به أو عدم التأثير فيه.

حل أولئك الذين استخدموا روبوت ChatGPT ما نسبته 48% أكثر من مسائل التدريب بنحو صحيح، لكنهم في النهاية سجلوا نتائج أسوأ بنسبة قدرها 17% في الاختبار الخاص بالمادة التدريبية مقارنة بالذين لم يستخدموا الروبوت.

كانت المجموعة الثالثة من الطلاب قادرة على الوصول إلى نسخة خاصة من روبوت ChatGPT تعمل بنحو أشبه بالمعلم. وقد طوّرت هذه النسخة لتقديم تلميحات عن طريقة الحل دون الكشف عن الإجابة بنحو مباشر. وقد كان أداء الطلاب الذين استخدموها أفضل بكثير في حل المسائل التدريبية السابقة للاختبار، مقارنة بالطلاب الذين لم يحصلوا على أي مساعدات تقنية.

ولكن في الاختبار الذي تلا المرحلة التدريبية لم يكن أداء هؤلاء الطلاب الذين تلقوا تدريبات بمساعدة الذكاء الاصطناعي جيدًا، فالطلاب الذين حلوا المسائل التدريبية بالطريقة التقليدية بمفردهم تطابقت درجاتهم في الاختبار مع الذين حصلوا على مساعدة من الذكاء الاصطناعي.

يعتقد الباحثون أن المشكلة تكمن في أن الطلاب يعتمدون على روبوت الدردشة بنحو كامل لتقديم إجابة نهائية، فعندما حلل الباحثون المطالبات التي كتبها الطلاب لروبوت ChatGPT، وجدوا أن أغلب الطلاب يطلبون الإجابة النهائية، ولم يكن الطلاب يهتمون بفهم تفاصيل طريقة الحل.

من ناحية أخرى، قد تكون الأخطاء التي يرتكبها ChatGPT في أثناء الحل عاملًا مساهمًا فلم يقدم الروبوت حلولًا صحيحة على كل مسائل الرياضيات، وكانت حساباته غير صحيحة بنسبة قدرها 8%، ولكن المشكلة الأساسية كانت أن طريقته في حل المسائل كانت غير صحيحة بنسبة قدرها 42%. وأما الإصدار الخاص من ChatGPT فقد زوّد بالإجابات الصحيحة، وقدم طريقة الحل بنحو صحيح في معظم المسائل.

نُشرت مسودة للورقة البحثية الخاصة بالتجربة على موقع SSRN في يوليو 2024، ولم تُنشر الورقة بَعد في أي مجلة. وهذه مجرد تجربة واحدة في بلد واحد، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد نتائجها.

زر الذهاب إلى الأعلى