كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعاون والعمل الجماعي في المؤسسات؟
تزداد أهمية الذكاء الاصطناعي في مكان العمل بمرور الوقت، ويسعى بعض الباحثين إلى تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة إلى عضو في فريق العمل، لكن بعض الأبحاث أظهرت أن إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في فريق العمل لتكون جزءًا أساسيًا منه يمكن أن يؤثر في كيفية تعاون أعضاء الفريق معًا ويقلل التواصل والثقة بينهم، وفي المقابل هناك العديد من المنظمات التي تغلبت على هذه المشكلات وابتكرت طرق لإدماج الذكاء الاصطناعي في عملياتها دون الإضرار بالتعاون الجماعي، ويعتمد ذلك بالأساس على التدريب وتحديد كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.
فعند إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل بطريقة مناسبة، يمكن أن تساهم هذه الأدوات في تعزيز التعاون والعمل الجماعي في المؤسسات بعدة طرق مختلفة سنذكر منها ما يلي:
1- تسهيل إدارة المهام والمشاريع:
يمكن لأدوات إدارة المهام المدعومة بالذكاء الاصطناعي تسهيل إدارة المشاريع الجماعية وزيادة الإنتاجية وتوفير الوقت، على سبيل المثال: إذا كنت مديرًا لمؤسسة ما، فإن استخدام أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة المشاريع والمهام يمكن أن يمنحك فكرة واضحة عن سير عمل الموظفين دون الحاجة إلى سؤالهم.
ومن الأمثلة على منصات إدارة العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي منصة Asana، التي يمكنها اقتراح الخطوات التالية في المشروع، والإشارة إلى العقبات المحتملة، وتقديم صورة دقيقة عن عبء العمل والإنتاجية لدى الفريق، أي أنها تعمل عضوًا إضافيًا في الفريق مخصصًا لتحليل أداء وإنتاجية أعضاء الفريق وتسهيل توزيع المهام، حتى يتمكن أعضاء الفريق البشري من التركيز في المهام المهمة.
2- تسهيل عملية البحث ومشاركة المعلومات:
في الوقت الحالي، أصبحت الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT تؤثر في الطريقة التي نُجري بها عمليات البحث عبر الإنترنت، ومن المُتوقع أن تحل محل محركات البحث التقليدية نظرًا إلى قدرتها على تسهيل عملية البحث ومشاركة المعلومات.
باستخدام ChatGPT، يمكنك استخدام اللغة الطبيعية لتنقيح عبارات البحث الخاصة بك والوصول إلى النتائج التي تحتاج إليها بسرعة كبيرة، كما يمكنك استخدامه لتلخيص المقالات البحثية الطويلة والتقارير ومجموعات البيانات بسرعة كبيرة.
وإذا كنت تبحث عن فكرة ما ولا تعرف من أين تبدأ؛ فيمكن أن يكون ChatGPT مفيدًا في عملية العصف الذهني، إذ يمكنه مساعدتك في توليد الأفكار الجديدة.
إن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار والبحث عنها يوفر المزيد من الوقت للتفكير الإبداعي ودراسة وجهات نظر أعضاء الفريق الآخرين.
3- تعزيز تجربة اجتماعات العمل:
يمكن أن تكون الاجتماعات سببًا لهدر الوقت والطاقة؛ إذ أظهرت دراسة حديثة أجريت على 5000 عامل من دول مختلفة، أن ما نسبته 78% من المستجيبين يتوقعون أنهم سيحضرون العديد من الاجتماعات مما سيصعب عليهم إنجاز عملهم، كما صرّح ما نسبته 76% بأنهم شعروا بالإرهاق في الأيام التي كان لديهم فيها العديد من الاجتماعات.
في أي عمل، لا بد من عقد اجتماعات أساسية من وقت إلى آخر، وحتى يتمكن الجميع من إعطاء انتباههم الكامل في أثناء الاجتماع والتركيز على محتواه وعدم الانشغال بتدوين الملاحظات؛ يأتي دور أدوات الأتمتة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التي يمكنها نسخ ملاحظات الاجتماع تلقائيًا، على سبيل المثال: يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي Fellow أتمتة نسخ ملاحظات الاجتماع وتسجيلها، ويمكن أيضًا استخدام هذه الأداة لإنشاء جداول الأعمال وتحديد النقاط الرئيسية التي تجب مناقشتها في الاجتماع؛ مما يعني أن هذه الأداة ستساعدك في الاستعداد للاجتماعات.
يمكنك إدماج هذه الأداة في تطبيقات التقويم ومؤتمرات الفيديو لإنشاء اجتماعات مع الزملاء، وستقدم أداة Fellow اقتراحات حول المواضيع الأساسية التي يمكن مناقشتها في هذه الاجتماعات المجدولة.
4- المساعدة في تنسيق الجداول:
إن إنشاء الجداول من المهام التي يضيع فيها الكثير من الوقت والطاقة بين أعضاء فريق العمل، لكن باستخدام أدوات الجدولة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؛ يمكنك تخطي هذه المهمة، إذ تستخدم هذه الأدوات مثل Clara معالجة اللغة الطبيعية لإعداد الاجتماعات وتحديد المواعيد المناسبة مع جميع الأعضاء المشاركين في الاجتماع، ويمكنك إدماجها في بريدك الإلكتروني وتطبيق التقويم.
باستخدام Clara وغيرها من أدوات الجدولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ يمكن لجميع العاملين في المؤسسة الحصول على مساعد شخصي يساعدهم في تنظيم جداول أعمالهم؛ مما يتيح لهم التركيز في الأعمال المهمة.