منوعات تقنيةنصائح تكنولوجية

الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه.. فوائده وطرق استخدامه

إن تقنيات الذكاء الاصطناعي متاحة منذ سنوات، ولكن في العام الماضي، أدى انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل: روبوت الدردشة ChatGPT ومولدات الصور مثل: Midjourney إلى زيادة الاهتمام بهذا المجال، وتتوقع شركة Statista أن ينمو مجال الذكاء الاصطناعي بمقدار يبلغ 20 ضعفًا بحلول عام 2030، أي ما يصل إلى تريليوني دولار، فهذا المجال يتطور بسرعة، ويتمتع بالقدرة على نقل كل القطاعات تقريبًا نقلةً نوعية، وبطريقة لم نشهدها منذ ظهور الحاسوب الشخصي، وقد أدى هذا التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي إلى ثورة في قطاع الإعلام والترفيه تحديدًا، وكان استخدامه نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات العقود لعام 2023 في نقابة الممثلين ونقابة الكُتّاب الأمريكية؛ إذ عارض الممثلون توليد صورهم باستخدام الذكاء الاصطناعي، وعارض الكُتّاب الاستعانة بمصادر خارجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لعملهم.

ومع ذلك، استُخدم الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه (M&E) في العديد من التطبيقات، وأظهر إمكانيات استثنائية في تسهيل سير العمل، وتعزيز الإبداع، وإلهام أنواع جديدة من الفن. 

وفي هذا المقال، سنوضح بعض حالات الاستخدام هذه، وكيف يمكن للمبدعين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنجاز أعمالهم.

أولًا: طرق استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه:

منذ وقت بعيد وقطاع الإعلام والترفيه رائد في استخدام التكنولوجيا، إذ استُخدمت الخوارزميات لتوليد مؤثرات خاصة لافتة للنظر في الأفلام القديمة مثل: فيلم الخيال العلمي Westworld الذي صدر في عام 1973، وفيلم الخيال العلمي Tron الذي صدر في عام 1982، وآخرًا استُخدمت الخوارزميات لإنشاء عوالم افتراضية كاملة في ألعاب الفيديو مثل: No Man’s Sky.

مع التطور المستمر في التكنولوجيا، يجب على المبدعين في قطاع الترفيه والإعلام أن يتطلعوا إلى الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي بالطرق التالية:

  • تعزيز الإبداع باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
  • أتمتة سير العمل باستخدام مساعدي الذكاء الاصطناعي.
  • تخصيص المحتوى بما يناسب رغبات الجمهور.
  • ابتكار التطبيقات المستقبلية لتقنية الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام.

ثانيًا: فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه:

تشمل بعض الفوائد التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لقطاع الإعلام والترفيه ما يلي:

تقديم توصيات فضلى للمحتوى: 

يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة تقديم توصيات للمحتوى لمساعدة المستخدمين في العثور على الأخبار، والبرامج المفضلة الجديدة. وأما بالنسبة إلى المبدعين، فيمكن أن يساعدهم ذلك في إيجاد محتوى مناسب لجمهورهم المستهدف.

تحليل بيانات الجمهور:

يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الخاصة بالمستخدمين للمساعدة في فهم ما يبحث عنه المستخدم بطريقة، ويتيح ذلك للمبدعين الحصول على رؤى أكثر تفصيلًا حول ما يطلبه الجمهور، واستخدامها أساسًا للعصف الذهني.

إنشاء الإعلانات المستهدفة:

يساعد تحليل البيانات الكبيرة الخاصة بالجمهور باستخدام الذكاء الاصطناعي وتعرف رغبات المشاهدين في إنشاء حملات إعلانية مستهدفة يمكنها الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور المهتم بمحتوى الإعلان.

الإشراف على المحتوى: 

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي دورًا مهمًا في مراقبة المحتوى الضار وتصفيته؛ مما يؤدي إلى تجربة استخدام فضلى على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات.

تخفيض التكلفة: 

يمكن أن تساعد العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام المختلفة في مجال الإعلام والترفيه وتسهيل إنشاء محتوى احترافي بنحو أسرع وأرخص.

ثالثًا: كيف يمكن تعزيز الإبداع في مجال الإعلام والترفيه باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

تتضمن بعض أنواع الوسائط التي يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاؤها حاليًا ما يلي:

  • النصوص: يمكن لروبوتات الدردشة الشائعة الاستخدام مثل: ChatGPT من OpenAI، وروبوت Gemini من جوجل، وروبوت Copilot من مايكروسوفت إنشاء نصوص منوعة مختلفة في الطول وأسلوب الكتابة بحسب مطالبات المستخدم.
  • الصور الاحترافية: يمكن لأدوات مثل: Dall-E، وMidjourney، وAdobe Firefly إنشاء صور واقعية ورسوم توضيحية ذات مظهر احترافي بناءً على ما يطلبه المستخدم.
  • الموسيقا: يمكن لأداة Jukebox الخاصة بشركة OpenAI إنشاء مقتطفات منوعة من الموسيقا.
  • الكلام: تعد أداة WaveNet من جوجل من أكثر الأدوات شيوعًا لإنشاء خطاب بشري يبدو واقعيًا.
  • الفيديو: يمكن لأداة Runway ML إنشاء مقاطع فيديو قصيرة بناءً على النص المدخل، سواء كان المطلوب إنشاء عمل إبداعي جديد أو إنشاء مقطع فيديو باستخدام عينة موجودة سابقًا، وهناك أدوات جديدة قيد التطوير من شركات مثل: ميتا وأدوبي لتسهيل إنشاء مقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي.

يرى بعض الأشخاص الذين يعملون في المجالات الإبداعية التقنيات المذكورة سابقًا بمنزلة تهديد لهم، مع أن بإمكانهم استخدامها لتعزيز إبداعهم وتسهيل العديد من جوانب العمل؛ إذ يمكنهم أتمتة مهام الكتابة مثل: كتابة الملخصات والتقارير، وهذا يتيح المجال للصحفيين لإجراء المزيد من المقابلات الشخصية، كما يُتيح للمبدعين اختصار الوقت والتركيز في المهام التي تتطلب المزيد من التفكير والإبداع.

من ناحية أخرى يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بتوليد الصور المساعدة في الحصول على صور احترافية وجذابة بسهولة، وتحفيز الإبداع.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أتمتة بعض مهام تحرير الوسائط باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومع أن هناك الكثير من المتعة المصاحبة لإنشاء الأعمال الإبداعية، فإن بعض جوانبها يمكن أن تكون مملة وتستغرق وقتًا طويلًا، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تسريع بعض هذه الجوانب في مجال الإعلام والترفيه.

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساعدة في تسريع بعض المهام في أثناء تحرير الوسائط:

  • تصحيح الألوان: يستخدم كل من DaVinci Resolve و Adobe Premiere Pro التعلم الآلي للمساعدة في مطابقة الألوان وتصحيح الألوان في مقاطع الفيديو.
  • مزامنة الصوت: يستطيع Adobe Premiere Pro و Final Cut Pro X مزامنة مسارات الصوت والفيديو تلقائيًا؛ مما يوفر الكثير من الوقت والجهد.
  • العنونة: يمكن لأدوات مثل: Descript تحويل الصوت تلقائيًا إلى نص؛ مما يؤدي إلى تسريع عملية العنونة، وإنشاء البيانات الوصفية.
  • تحرير الفيديو: يمكن لبرامج مثل: Adobe Premiere Pro و After Effects استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحرير مقاطع الفيديو باحترافية وبسرعة؛ مما يسهل إنشاء المواد الإعلامية. وفي الوقت الحالي تركز أدوبي في تعزيز قدرات برامجها المخصصة للمبدعين بإضافة المزيد من المزايا المتقدمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
زر الذهاب إلى الأعلى