منوعات تقنيةنصائح تكنولوجية

أولمبياد باريس 2024.. كيف سيعزز الذكاء الاصطناعي تجربة الألعاب الأولمبية هذا العام؟

الألعاب الأولمبية من أبرز الأحداث الرياضية العالمية، وتُعقد دورة جديدة منها كل أربع سنوات بتنظيم من اللجنة الأولمبية الدولية، وفي كل دورة تتطور طرق التنظيم ومتابعة الرياضيين وحساب النتائج، وكان إدماج الذكاء الاصطناعي في هذه الألعاب بمنزلة تقدم كبير في كيفية تنظيم الأحداث الرياضية وتحليلها؛ إذ أدّى الذكاء الاصطناعي دورًا أساسيًا في أولمبياد طوكيو 2020 وسيكون له دور بارز في أولمبياد باريس 2024 الذي سيُعقد في المدة الممتدة من 26 من يوليو الجاري إلى 11 من أغسطس 2024. وسيُحدث ثورة في جوانب مختلفة من الألعاب، بدءًا من تدريب الرياضيين وحتى إدارة الأحداث.

توفر الألعاب الأولمبية دائمًا فرصة كبيرة لعرض التقنيات الجديدة، ومن المُتوقع أن تُظهر دورة الألعاب الأولمبية هذا العام قوة الذكاء الاصطناعي، وستحدد التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي التي ستظهر في أولمبياد باريس 2024 اتجاهات جديدة لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة وغيرها من المجالات في جميع أنحاء العالم لسنوات قادمة.

أولًا: كيف استُخدم الذكاء الاصطناعي في أولمبياد طوكيو 2020؟

شهدت دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 في طوكيو تحولًا استثنائيًا في إدارة الأحداث بمساعدة الذكاء الاصطناعي. فقد قدمت شركة Omega التي توفر أجهزة توقيت في 35 رياضة أولمبية، كاميرات مجهزة بقدرات حاسوبية متطورة لتتبع الحركات في لعبة كرة الطائرة الشاطئية وكانت هذه الكاميرات قادرة على تحديد الضربات القوية والتمريرات؛ مما يوفر فهمًا شاملًا لديناميكيات اللعبة، إضافةً إلى ذلك، ساعدت أجهزة الاستشعار الجيروسكوبية المدمجة في ملابس اللاعبين في إثراء البيانات؛ مما يتيح تتبعًا دقيقًا ولحظيًا لكل من اللاعبين والكرة.

وقد وفر هذا الإدماج بين البيانات المرئية والبيانات التي رصدتها أجهزة الاستشعار للمعلقين والمشاهدين على حد سواء رؤى غير مسبوقة حول جميع الأحداث الخاصة بهذه اللعبة.

ظهر في أولمبياد طوكيو أيضًا نظام التتبع الرياضي الثلاثي الأبعاد (3DAT) أول مرة، وهو نظام ناتج عن جهد تعاوني بين إنتل وعلي بابا، وباستخدام كاميرات متخصصة مضمنة على جانب المضمار، عالج هذا النظام المبتكر الصور الملتقطة من خلال خوارزميات التعلم العميق المتطورة الموجودة في سحابة Alibaba، وكانت النتيجة توفير كمية كبيرة من التحليلات التفصيلية، مثل: السرعة القصوى التي وصل إليها كل متسابق خلال المنافسات.

ثانيًا: ما دور الذكاء الاصطناعي في أولمبياد باريس 2024؟

مع اقتراب انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، يستعد الشركاء الأولمبيون العالميون لأداء دور أساسي في إنجاح الألعاب، وأبرزهم: شركتا إنتل وسامسونج.

ضمن سلسلة Road to Paris، تحدثت سارة فيكرز، قائدة مكتب إنتل للألعاب الأولمبية عن بعض الدعم الأساسي الذي تقدمه شركة إنتل للمساعدة في توفير تجربة أولمبية لا تُنسى للجماهير والرياضيين على حد سواء. كما أشارت إلى أن الشركة تتطلع إلى تسريع مهمتها المتمثلة في جلب الذكاء الاصطناعي إلى كل مكان باستخدام حلول وبرامج إنتل في باريس 2024.

وقالت سارة: “هدفنا هو عرض الإمكانات القوية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب غامرة وتفاعلية في أولمبياد باريس 2024 لملايين الأشخاص حول العالم”.

توفير تجربة تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي:

خلال الألعاب الأولمبية، ستُظهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المدعومة بمعالجات وبرامج إنتل إمكانات التكنولوجيا في خدمة الرياضيين والمدربين والمشاهدين. ويتضمن ذلك توفير تجربة تفاعلية للجماهير مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتأخذ المشاهدين في رحلة ليصبحوا رياضيين أولمبيين. فقد أنشأت إنتل تجربة الذكاء الاصطناعي الغامرة الأولى من نوعها للجماهير في باريس المدّربة على مسرعات Intel Gaudi، والتي تعمل بمعالجات Intel Xeon المزودة بقدرات الذكاء الاصطناعي، والمحسنة باستخدام Intel OpenVINO وستعتمد هذه التجربة على الذكاء الاصطناعي لتحليل التدريبات الرياضية ومطابقة ملف كل مشارك برياضة أولمبية محددة.

تعزيز خدمات البث باستخدام الذكاء الاصطناعي:

تدعم إنتل أيضًا خدمات البث الأولمبية (OBS) لإثراء تغطيتها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وسيكون أولمبياد باريس 2024 النسخة الأولى من الألعاب الأولمبية التي تستخدم معالجات Intel Xeon لعرض تجربة بث مباشر بدقة قدرها 8K؛ مما يوفر لمحة عن مستقبل البث المباشر العالي الدقة عبر الإنترنت.

ستستغرق خوادم البث التي تعمل بأحدث معالجات Intel Xeon Scalable والمدعومة بتقنية Intel AI Deep Learning Boost أجزاء من الثانية فقط لتشفير وضغط الإشارات المباشرة التي تنتجها خدمات البث الأولمبية (OBS) بدقة قدرها 8K التي توفر أربعة أضعاف دقة Ultra HD 4K.

بعد ذلك ستصل إشارة OTT بدقة قدرها 8K في ثوانٍ فقط إلى أحدث الحواسيب المحمولة التي تعمل بمعالجات إنتل والمتصلة بأجهزة تلفاز تدعم دقة قدرها 8K في مواقع محددة حول العالم؛ مما يُمكّن المشاهدين من الاستمتاع بتجربة بث مباشر لا مثيل لها في الألعاب الأولمبية.

ستشهد دورة باريس للألعاب الأولمبية 2024 أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتمكين القنوات الناقلة من تقديم محتوى رقمي مخصص أكثر للجمهور بنحو أسرع من أي وقت مضى؛ إذ ستتمكن تقنية توليد أبرز اللقطات التلقائية من OBS (OBS Automatic Highlights Generation) المدربة على منصة إنتل جيتي (Intel Geti) من تجميع أبرز اللقطات من مختلف الأحداث الرياضية وعرضها على الجماهير فورًا.

اكتشاف المواهب باستخدام الذكاء الاصطناعي:

تستخدم اللجنة الأولمبية الدولية الذكاء الاصطناعي لضمان توفير فرص متساوية لأكبر عدد ممكن من الدول بحسب ما قاله أميت جوشي، الأستاذ وخبير الذكاء الاصطناعي في كلية IMD للأعمال وعضو مجموعة عمل الذكاء الاصطناعي.

ويقول جوشي: “مع قدرة الذكاء الاصطناعي على تحديد المواهب من جميع أنحاء العالم؛ فإن مستقبل التنوع والشمولية في الرياضة يبدو أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى”.

ويساعد شركاء أولمبياد باريس 2024 – مثل: إنتل وسامسونج – في تطوير عملية تحديد المواهب الرياضية حول العالم من خلال مساعيهم ومشاريعهم المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ صممت شركتا سامسونج وإنتل نظام تحديد المواهب المدعوم بالذكاء الاصطناعي والذي يمكن للحاضرين تجربته في ملعب فرنسا، وهو الملعب الرياضي الأكثر شهرة في فرنسا.

وباستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتقنية الرؤية الحاسوبية من سامسونج والذكاء الاصطناعي المستند إلى السحابة من إنتل، يمكن للمشاركين تأدية العديد من التمارين الرياضية، ثم تلقّي اقتراحات بشأن الرياضة الأولمبية التي ينبغي لهم ممارستها.

أجرت إنتل تجربة رائدة لهذه المبادرة في السنغال مع اللجنة الأولمبية الوطنية السنغالية، وقد ساعدت في اختيار الشباب المحليين الذين أظهروا مواهب رياضية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب المقرر عقدها في عام 2026.

استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي:

في الشهر الماضي، أعلنت شبكة التلفاز الأمريكية NBC أن نسخة مستنسخة بالذكاء الاصطناعي من صوت المُعلّق الرياضي الشهير آلان مايكلز (Alan Michaels) ستروي ملخصات بث يومية للألعاب الأولمبية الصيفية، وستُعرض على منصتها (Peacock) ضمن قسم ملخصك اليومي للأولمبياد (Your Daily Olympic Recap).

وسيتضمن هذا القسم أيضًا مقاطع قصيرة من أبرز الأحداث تبلغ مدتها 10 دقائق، لطرح تحديثات الأحداث الأولمبية وقصص الرياضيين وغيرها من المحتوى ذي الصلة.

حفظ تراث الألعاب الأولمبية:

ستُستخدم تقنية مخصصة تعمل بالذكاء الاصطناعي من إنتل للمساعدة في الحفاظ على تراث الألعاب الأولمبية، وهي تقنية الاستنساخ العصبي للأجسام التي ستحوّل لقطات الفيديو الخاصة بأبرز الأحداث في الألعاب الأولمبية إلى نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد.

وفي الوقت الحالي، تُجرى اختبارات على هذه التقنية التي طوّرتها مختبرات الذكاء الاصطناعي الناشئة في إنتل، لتمكين المتحف الأولمبي من تحويل بعض الأحداث المميزة المصورة إلى بيئات رقمية تفاعلية، حيث يمكن للمشاهدين تدوير واستكشاف مشاهد من تاريخ الألعاب الأولمبية كما لو كانت بين أيديهم.

حماية اللاعبين من التنمر:

يعاني معظمُ الرياضيين التنمرَ عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما قد ينعكس سلبًا على صحتهم العقلية وأدائهم، ولمحاربة ذلك ستستخدم اللجنة الأولمبية الدولية أدوات الذكاء الاصطناعي لرصد أي إساءة موجهة للرياضيين عبر الإنترنت لحظيًا، إذ تستخدم هذه الأدوات إمكانات متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية لتحديد المحتوى الضار الموجّه إلى الرياضيين والمسؤولين.

زر الذهاب إلى الأعلى