صندوق الاستثمارات العامة يقود عملية متكاملة لتوطين صناعة السيارات في السعودية
يضع صندوق الاستثمارات العامة السعودي قطاع السيارات والتنقّل على رأس أولوياته الاستثمارية، إيمانًا منه بأهميته في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للابتكار. ولهذا أطلق الصندوق شركة (سير) Ceer، في نوفمبر 2022 لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، كما دعم تأسيس الأكاديمية الوطنية للمركبات والسيارات (نافا) لتنمية المهارات في هذا القطاع، واستثمر في العديد من الشركات، بهدف بناء منظومة متكاملة لهذا القطاع، تتماشى مع أهداف رؤية 2030 لبناء مستقبل مستدام.
وقد ورد في نشرة الصندوق التي نُشرت عبر موقعه الإلكتروني في شهر مايو الماضي بعنوان: “دور صندوق الاستثمارات العامة في تطوير قطاع المركبات والتنقل”، أن هذا القطاع سيوفر فرصًا متنوعة، والعديد من الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، كما سيساهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وسد الثغرات في القدرات على المستوى الإقليمي. ومن المتوقع أيضًا أن تسهم استثمارات الصندوق في إتاحة المزيد من الفرص للقطاع الخاص، بالإضافة إلى تعزيز مجال البحث والتطوير.
لذلك سنعرض في هذا المقال أهم الخطوات التي اتخذها صندوق الاستثمارات العامة خلال المدة الأخيرة، والتي تساهم في توطين صناعة السيارات وخاصة السيارات الكهربائية في المملكة:
1- إطلاق شركة (سير) لصناعة السيارات الكهربائية في السعودية:
يجسد إطلاق شركة (سير)، التي تُعدّ مشروعًا مشتركًا بين الصندوق وشركة فوكسكون، إنجازًا هامًا ضمن مسيرة صندوق الاستثمارات العامة في تطوير قطاع المركبات لأنها أول علامة تجارية وطنية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية نحو تحقيق الاستقلال التقني في مجال تصنيع السيارات، وتعزيز مكانة المملكة كرائدة في مجال التنقل المستدام.
وقد أعلنت شركة (سير) في شهر مارس الماضي إرساء مشروع إنشاء (مجمع سير لصناعة السيارات الكهربائية).
وتعليقًا على هذا الإعلان، قال جيم ديلوكا، الرئيس التنفيذي لشركة (سير): “يسعدنا أن نخطو الخطوة الأولى في تنفيذ خطتنا لبناء مجمع سير لصناعة السيارات الكهربائية، الذي نستهدف أن يكون معلمًا صناعيًا رائدًا، ليس على مستوى المنطقة فحسب، وإنما على مستوى العالم، لما يوفره من مرافق وتقنيات ومعدات ومساحات للعمل، التي تأتي بالشراكة مع شركات عالمية رائدة، مثل: (در) Dürr، و(شولر)، و(سيمنس) وغيرها من الشركات.
2- افتتاح أول مصنع لشركة لوسيد في المملكة:
تساهم استثمارات الصندوق أيضًا في دفع النمو الاقتصادي وتنويعه، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030، حيث استثمر في شركة السيارات الكهربائية الأمريكية (لوسيد) Lucid، التي افتتحت خلال شهر سبتمبر الماضي أول منشأة لتصنيع السيارات في المملكة.
وفي مقابلة للحديث عن جهود الصندوق في تعزيز نمو مستقبل التنقل، أشار محمد الشيحة، مدير قطاع المركبات والتنقل في الإدارة العامة لاستثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة، إلى أن الصندوق يبدي اهتمامًا كبيرًا في التقنيات المستقبلية، مما يعني التركيز في المركبات العاملة بالطاقة الكهربائية والهيدروجينية لبناء مستقبل أكثر استدامة.
ووفقًا للشيحة فقد وُضعت أسس صناعة السيارات في السعودية بشكل راسخ، وبدأت المملكة الآن بالانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تركز في تطوير قاعدة قوية من المورّدين، وتشمل أبرز الأمثلة في هذه المرحلة شراكة الصندوق مع شركتي (بيريللي) وهيونداي موتور.
3- تأسيس مصنع للإطارات في السعودية:
وقّع صندوق الاستثمارات العامة السعودي خلال شهر أكتوبر الماضي اتفاقية مشروع مشترك مع شركة (بيريللي) المتخصصة عالميًا في صناعة الإطارات، لتأسيس مصنع للإطارات في السعودية.
أعلن #صندوق_الاستثمارات_العامة وشركة @Pirelli للإطارات الرائدة عالمياً في صناعة الإطارات، توقيع اتفاقية مشروع مشترك لتأسيس مصنع للإطارات في المملكة. ستبلغ حصة الصندوق من المشروع المشترك الجديد 75%، في حين ستمتلك بيريللي نسبة 25%.
للمزيد: https://t.co/UQdNXxA1bQ pic.twitter.com/e8qljcwuQl
— صندوق الاستثمارات العامة (@PIFSaudi) October 26, 2023
ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الإنتاج في 2026، وتشمل منتجاته تصنيع الإطارات العالية الجودة التي تحمل العلامة التجارية لشركة بيريللي، والمخصصة لمركبات نقل الركاب، كما سينتج المشروع إطارات تحمل علامة سعودية جديدة موجهة للأسواق المحلية والإقليمية.
وتبلغ القيمة التقديرية للاستثمارات في المشروع ما يقرب من ملياري ريال. وتقدر القدرة الإنتاجية للمصنع بنحو 3.5 ملايين إطار سنويًا، حيث يسهم المصنع إيجابيًا في الاقتصاد الوطني، مع التزامه بالاستدامة البيئية. وسيكون المشروع ركيزة لجذب المزيد من الاستثمارات النوعية إلى المملكة.
4- مشروع مشترك مع هيونداي لإنشاء مصنع للسيارات في السعودية:
وقّع صندوق الاستثمارات العامة السعودي أيضًا في شهر أكتوبر الماضي اتفاقية مشروع مشترك مع شركة هيونداي موتور لإنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات في المملكة، باستثمارات تتجاوز 1.8 مليار ريال سعودي (نحو 480 مليون دولار).
أعلن #صندوق_الاستثمارات_العامة و @Hyundai_Global توقيع اتفاقية مشروع مشترك بهدف إنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات في المملكة. وستبلغ حصة الصندوق في المشروع المشترك 70% في حين ستمتلك هيونداي 30%.
للمزيد: https://t.co/Q4KaCnDSdz pic.twitter.com/Y11bBkcGsE
— صندوق الاستثمارات العامة (@PIFSaudi) October 22, 2023
ويستهدف هذا المشروع المشترك إنتاج 50,000 سيارة سنويًا، بينها سيارات تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي وأخرى سيارات كهربائية، وتشمل الخطط وضع حجر الأساس للمصنع العام الجاري، وبدء الإنتاج في عام 2026.
5- إطلاق شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية (EVIQ):
إلى جانب هذه الشراكات مع العلامات التجارية العالمية، أطلق الصندوق والشركة السعودية للكهرباء خلال شهر أكتوبر الماضي أيضًا شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية (EVIQ)، بهدف تطوير بنية تحتية عالية الجودة لدعم خدمات الشحن السريع للسيارات الكهربائية في المملكة، وتعتزم تقديم خدماتها في أكثر من ألف موقع وتوفير ما يزيد على 5 آلاف شاحن سريع بحلول عام 2030، وذلك في مختلف مدن المملكة والطرق الرابطة بينها.
أعلن #صندوق_الاستثمارات_العامة والشركة السعودية للكهرباء اليوم عن إطلاق شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية. حيث سيمتلك صندوق الاستثمارات العامة حصة 75% في الشركة، بينما ستمتلك الشركة السعودية للكهرباء الحصة المتبقية والبالغة 25%.
للمزيد: https://t.co/m5tGXPOgee pic.twitter.com/Gc8jWFvvdc
— صندوق الاستثمارات العامة (@PIFSaudi) October 8, 2023
وقد أطلقت شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية خلال شهر ديسمبر الماضي مركزًا للبحث وتطوير شواحن السيارات الكهربائية في الرياض، ويُعدّ الأول من نوعه في المنطقة.
ويركز المركز في مهام اختبار التقنيات المستقبلية لشحن السيارات الكهربائية ودراستها بدءًا من أجهزة الشحن وحتى البرمجيات؛ لضمان استخدام أفضل المعدات والبرامج في المجال، مما يؤكد التزام الشركة بالجودة.
كما أعلنت الشركة خلال شهر مايو 2024 تعاونها مع شركة (لوسيد) لتوفير بنية تحتية متطورة للشحن العالي السرعة، بما يدعم تسريع وتيرة انتشار السيارات الكهربائية في المملكة.
6- إطلاق شركة تسارُع لاستثمارات التنقل:
أطلق صندوق الاستثمارات العامة خلال شهر أكتوبر الماضي الشركة الوطنية للاستثمار في قطاع السيارات والتنقل، التي تُعرف باسم (تسارُع لاستثمارات التنقل)، وهي شركة استثمارية متخصصة في تطوير القدرات المحلية لسلاسل إمداد قطاع السيارات والتنقل في المملكة.
وستقود هذه الشركة الاستثمارات الإستراتيجية وبناء الشراكات مع شركات القطاع الخاص المحلية والعالمية، لتعزيز منظومة عمل السيارات الكهربائية والسيارات الذاتية القيادة في المملكة.
7- تأسيس الأكاديمية الوطنية للمركبات والسيارات (نافا):
أسهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي في تأسيس الأكاديمية الوطنية للمركبات والسيارات (نافا)، دعمًا لتنمية المهارات الوطنية المتقدمة في قطاع المركبات والتنقّل، إذ تساهم هذه الأكاديمية في رفد القطاع بكوادر مؤهلة تواكب أحدث التقنيات العالمية، وتعزز من قدرات البحث والتطوير في مجال صناعة السيارات.
وبدوره، بيّن جواد خان، المدير العام للأكاديمية الوطنية للمركبات والسيارات (نافا)، أن الصندوق كان هو الراعي المؤسس للأكاديمية من حيث المساهمات المالية، كما يربطها بجميع الشركاء داخل منظومة عمل قطاع السيارات، وكذلك مع شركات القطاع الخاص الأخرى في جميع أنحاء السعودية.
8- دعم الاقتصاد الدائري:
ذكر الشيحة العديد من الأمثلة التي تؤكد دور الصندوق في دعم الاقتصاد الدائري لبناء مستقبل مستدام، ومنها: تأسيس منشأة لتصنيع البطاريات، والاستثمار في إعادة تدوير البطاريات وإعادة تدوير السيارات عندما تصل إلى نهاية عمرها الافتراضي.
وختامًا، يساهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، من خلال رؤيته الثاقبة واستثماراته الإستراتيجية في رسم ملامح مستقبلٍ واعد لقطاع السيارات والتنقّل وخاصة السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية، وبالتأكيد هذا المستقبل يزخر بالفرص الواعدة والابتكارات الرائدة، ويعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي رائد في مجال التنقل المستدام.