أخبار قطاع الأعمالالأخبار التقنية

السعودية تستخدم تقنية مبتكرة لتبريد الطرق في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج

تُبادر المملكة العربية السعودية، ضمن سعيها الدائم إلى توفير أفضل الخدمات للحجاج، بتنفيذ مبادرة مبتكرة لتبريد طرق المشاعر المقدسة خلال موسم الحج هذا العام، وتهدف هذه المبادرة إلى تخفيف وطأة حرارة الطقس على ضيوف الرحمن أثناء سيرهم في رحلتهم الإيمانية.

وتتميز هذه المبادرة باستخدام مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من أشعة الشمس، مما يُسهم في خفض درجات حرارة الأسطح من 12 إلى 15 درجة مئوية.

وقد أثبتت المبادرة فعاليتها في العام الماضي في ممر المشاة المؤدي إلى الجمرات بمشعر منى، مما شجع على توسيع تنفيذها لتشمل المنطقة المحيطة بمسجد نمرة في مشعر عرفات بمساحة إجمالية تُقدر بأكثر من 25 ألف متر مربع.

ويُعدّ الممشى الرابط بين المشاعر المقدسة أطول ممشى في العالم، إذ يزيد طوله على 25 كيلو متر، وقد نفذته أمانة العاصمة المقدسة. ويمتد الممشى أو ما يعرف بطريق المشاة؛ من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات وحتى مشعر منى مرورًا بمزدلفة، وقد صُمم المشروع بأفضل المعايير الهندسية العالمية التي تضمن الاستفادة منه بالشكل المطلوب.

وتأتي هذه المبادرة ثمرة ابتكارات متطورة وشراكة بين الهيئة العامة للطرق وعدد من الجهات السعودية، منها: وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان، ووزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وأمانة العاصمة المقدسة.

معالجة ظاهرة الجزيرة الحرارية خلال موسم الحج:

جاءت فكرة هذه المبادرة التي نُفذت العام الماضي في منطقة المشاعر في كون الطرق تمتص درجة الحرارة أثناء النهار، وتصل درجة حرارة الطرق في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية، كما تقوم الطرق علميًا بإعادة إطلاق هذه الحرارة ليلًا؛ مما يسبب ظاهرة علمية تُسمى (ظاهرة الجزيرة الحرارية)، التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، وتلوث الهواء.

ولمعالجة هذه الظاهرة بدأت الجهات المختصة في تجربة استخدام ما يعرف باسم (الأرصفة الباردة)، وهي عبارة عن طلاء الأسطح الإسفلتية بعدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من الأشعة الشمسية، من خلال قدرة هذه المادة على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية، وتناسب هذه المادة الطرق المحيطة بالمناطق السكنية.

دور الهيئة العامة للطرق:

تعمل الهيئة العامة للطرق على تطوير الأبحاث والتجارب العملية انطلاقًا من دورها كجهاز حكومي مشرف ومنظم لقطاع الطرق في المملكة، وتماشيًا مع رؤية إستراتيجية القطاع التي تنص على التشجيع على الابتكار.

ويُعدّ مركز أبحاث الطرق التابع للهيئة العامة للطرق منارة علمية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يضم مختبرات علمية مجهزة بأحدث الأجهزة التقنية لإجراء الدراسات والبحوث العلمية المتقدمة. ويطور المركز هذه المادة العلمية بجهود كوادر وطنية متخصصة، بهدف تعزيز راحة ضيوف الرحمن وتوفير بيئة مناسبة لأداء مناسك الحج بكل راحة وسكينة.

زر الذهاب إلى الأعلى