أخبار قطاع الأعمالالأخبار التقنية

فعالية ديب فيست تسلط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في المجتمعات العالمية والمدن والقطاعات المتنوعة

سلّطت النسخة الثانية من فعالية (ديب فيست) – وجهة اللقاء الرئيسية لمنظومة الذكاء الاصطناعي العالمية في مؤتمر ليب 2024 في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض (ملهم) – الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالات الطيران والمناظر الطبيعية الحضرية وحتى الإنسانية.

وتتشارك فعالية ديب فيست الموقع مع مؤتمر ليب 2024، الفعالية التقنية الأبرز في العالم، وتحظى بدعم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).

ومن المقرر أن تشهد الدورة الثانية من فعالية ديب فيست مشاركة أكثر من 150 خبيرًا رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي و 120 شركة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي من الآن وحتى 7 من مارس الجاري.

البشرية هي معيار الحكم النهائي على الذكاء الاصطناعي:

أكّد محمد جودت، كبير مسؤولي الأعمال السابق في جوجل إكس ومؤلف كتاب حل من أجل السعادة، في كلمته أن البشرية وليس التكنولوجيا، هي معيار الحكم النهائي على نتائج الذكاء الاصطناعي، إن كان خيراً للإنسان أم دماراً للعالم.

وفي جلسة حوارية بعنوان: “السعادة القائمة على الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية”، تناول جودت السيناريوهات المتعددة لاستخدام الذكاء الاصطناعي على حساب المجتمع، متوقعاً أن الأفراد هم من يقررون في النهاية التأثير الدائم للتكنولوجيا.

ولدى سؤاله عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحويل العالم إلى بيئة أكثر سعادة، أجاب جودت بأن الأمر يتعلّق بالمحتوى والقيم التي يتلقاها من الإنسان: “إذا علّمنا التكنولوجيا مبادئ القتل والسرقة وكسب المال لمجموعة صغيرة من الأفراد، فذلك يعني هلاك البشرية، أمّا عند تغذيتها بمعلومات تتعلق بالتغير المناخي وعلاج السرطان والتفاصيل التي تمنح العالم السعادة، فهذا من شأنه تحسين حياة البشرية بأسرها”.

وتابع جودت: “الإنسان هو من يعلّم الذكاء الاصطناعي، فالخوارزميات الموجودة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً بُرمجت بناءً على تفضيلات كل مستخدم، أي أن المحتوى الذي لا ينال إعجابنا يتلاشى من قائمة الاقتراحات المقدمة من تلك المنصات، وهذا ما يقوم به الذكاء الاصطناعي تماماً، فهو يمنحنا الأشياء التي تعكس اهتماماتنا”.

ويعتقد جودت بأن “هذه المنهجية لا تتعلق فقط بعالم التكنولوجيا، لأن النظام الرأسمالي، على سبيل المثال، هو من علّمنا المبالغة في التوقعات، لذلك ينبغي عدم تكرار الخطأ نفسه مع العالم الرقمي، تماماً كما حصل مع نظرتنا إلى الجمال، التي بدأ  تضخيمها بشكل مبالغ فيه منذ ظهور المجلات، حيث تجمّل مشهد الموضة من خلال الصور النموذجية لعارضات وعارضي الأزياء بقوامهم الرياضي الممشوق. ولكن هل تتطابق حقيقة الأمر مع واقعه، وهل هذا ما يمنحنا السعادة؟”.

وأضاف: “علينا التعلّم من أخطائنا السابقة وعدم المبالغة في تقديراتنا لنتائج الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وأعتقد أنه ينبغي لنا التعاطي مع التكنولوجيا والإنسان وفق المنطق القائل، عامل الناس كما تريد أن تُعامل. وهذا ما يمكن إسقاطه على منصة إكس على سبيل المثال، التي تدعو المستخدمين إلى التعامل باحترام ولطف وعدم الانتقاد والتجريح  كي ينعم الجميع ببيئة محترمة تمنحهم السعادة”.

جهود التشجير في السعودية تهدف إلى تطوير مدن نظيفة وخضراء وآمنة:

شرح الدكتور سطام السبيعي، الرئيس التنفيذي لمركز تميز المدن الذكية في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا، دور منصة المدن الذكية الوطنية سمارت سي، في تحسين المشهد الحضري في مراكز مدن المملكة من خلال الكشف عن أماكن الحفريات وتتبع تقدم حملات التشجير، مما يتيح المساهمة في تحقيق رؤية المملكة لرفع نسبة الغطاء النباتي لتصل إلى 9% بحلول عام 2030.

وتتبع منصة سمارت سي منهجاً متكاملاً ومتعدد التخصصات بهدف الارتقاء مستوى السلامة والنظافة في المدن الكبرى، وتعتمد تحقيق ذلك باستخدام كاميرات متنقلة مثبتة في 22 سيارة لتفحّص طرق الرياض أسبوعيًا؛ حيث يُعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد أماكن الحفريات أو تجمع الرمال، بالإضافة إلى مناطق التلوث البصري من حاويات القمامة الممتلئة و اللافتات الطرقية القديمة. كما وُظف هذا النظام على نطاق أصغر في مدن أخرى بما يشمل: جدة والمدينة المنورة والدمام.

وتطمح رؤية المملكة 2030 خلال السنوات الستة القادمة إلى رفع نسبة الغطاء النباتي في الرياض لتصل إلى 9%، بعد ما كانت لا تتجاوز نسبة 1% في عام 2020، بالإضافة إلى العمل على تشجير سبعة ملايين شجرة.

كما توفر منصة سمارت سي وسيلة لاستعراض البيانات بنحو مفصل ومتابعة التقدم من خلال صور الأقمار الصناعية، الأمر الذي يتيح تحديد الأماكن التي نجحت فيها عمليات التشجير والأماكن التي تحتاج إلى مزيد من العناية.

 وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور سطام السبيعي: “يكمن دور منصة سمارت سي في تقديم الدعم للوكالات الحكومية المختصة في هذا المجال من أجل تحسين آلية سير العمليات، بالإضافة إلى مساعدة القائمين على تخطيط المدن على فهم الظواهر التي تحدث في مدننا، وتمكين المسؤولين عن إدارة المدن ووضع الإستراتيجيات من مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية في مجالات مختلفة”.

تقبل الرأي العام يتيح للذكاء الاصطناعي الارتقاء بقطاع الطيران:

في ظل تزايد عدد سكان العالم وتنامي متطلبات السفر، إلى جانب توفر إمكانية استكشاف الفضاء، أشار جريج أومباتش، النائب الأول للرئيس ورئيس قسم الأبحاث والتكنولوجيا المتقدمة في شركة إيرباص، إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز العديد من التحديات التي تواجه قطاع الطيران الحديث.

وفي كلمته الرئيسية التي ألقاها عبر منصة ديب فيست بعنوان: “ريادة الحياد الكربوني في قطاع الطيران بحلول عام 2050: تأثير الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة”، أوضح أومباتش أنه خلال العشرين عاماً القادمة سيكون هناك 46 ألف طائرة تحلق بانتظام على مستوى العالم، فضلاً عن الحاجة إلى وجود 600 ألف طيار، مما يسلط الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على لعب دور محوري في تعزيز الكفاءة التشغيلية وضبط التكاليف.

وقال أومباتش” تولد طائرة A350 الواحدة 2.5 تيرابايت من البيانات كل يوم، ونعمل على جمع هذه البيانات لتمهيد الطريق أمام هذه الثورة الرقمية في قطاع الطيران”.

وأوضح أومباتش سبل استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل لتعزيز السلامة وتحسين خدمة العملاء وخطط الطيران ومساراته. وستكون التكنولوجيا قادرة على فهم أنظمة التحكم في الحركة الجوية والطقس والتعامل معها.

كما يمكن أن تساهم في تحقيق الكفاءة التشغيلية وتعزيز القدرة على توقع متطلبات مراقبة الحركة الجوية. وأكد أومباتش أن نجاح التكنولوجيا في القيام بذلك يرتبط بمدى تقبل خبراء الطيران والمسافرين على حدٍ سواء، حيث قال: “يتعلق الأمر إجمالاً بمدى تقبل الرأي العام، بدءاً من الطيارين الذين يقودون تلك الطائرات ووصولاً إلى المسافرين، وهو ما أكده مقطع فيديو لاختبار الإقلاع الذاتي، حيث ظهر الطيار متردداً في التوقف عن التحكم في مقود التحكم. وعلينا أن نتقبل تماماً إمكانات التكنولوجيا وقدرتها على تسهيل حياة الجميع”.

وأثنى مايكل تشامبيون، الرئيس التنفيذي لشركة تحالف، المشروع المشترك بين شركة إنفورما العالمية والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وصندوق الفعاليات الاستثماري ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، على الإمكانات المتميزة التي تحملها فعالية ديب فيست للارتقاء بمستقبل الذكاء الاصطناعي.

وصرّح تشامبيون قائلاً: “قدمت النسخة الثالثة من ديب فيست للعام الثالث على التوالي نقاشات بارزة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في الطريقة التي نعيش ونعمل بها، وقد أكد مؤيدو الذكاء الاصطناعي حول العالم أننا لا نزال في بداية هذه الرحلة التكنولوجية، وستستمر فعالية ديب فيست في النمو ليكون منصة أساسية لرسم آفاق الذكاء التوليدي واستكشاف أفضل الممارسات وتحقيق نتائج مثلى. ويُمكن القول إنّ المملكة العربية السعودية هي الموطن الأمثل لفعاليات مماثلة لديب فيست”.

زر الذهاب إلى الأعلى