أخبار قطاع الأعمال

فعالية ديب فيست تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات

كشفت فعالية ديب فيست، وجهة اللقاء الرئيسية لمنظومة الذكاء الاصطناعي العالمية في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض (ملهم)، عن محاور نقاش اليوم الثاني من الفعالية، التي ركزت على المحادثات بخصوص سيطرة تقنيات الذكاء الاصطناعي التحويلي وتأثيرها المحتمل.

وتتشارك فعالية ديب فيست الموقع مع مؤتمر ليب 2024، الفعالية التقنية الأبرز في العالم، وتحظى بدعم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.

ومن المقرر أن تشهد الدورة الثانية من فعالية ديب فيست مشاركة أكثر من 150 خبيرًا رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي و 120 شركة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي من الآن وحتى 7 من مارس الجاري.

الذكاء الاصطناعي قد يكون مفتاح الوقاية من الأمراض

قد يوفر الذكاء الاصطناعي الحلول اللازمة للوقاية من الأمراض، ويشمل ذلك السرطان، وخاصة في حال استخدام التكنولوجيا للكشف عن أدوية جديدة في غضون 12 دقيقة، وفقًا لشقيقين أمريكيين متخصصين في التكنولوجيا والطب.

وقد اعتلى سكوت وديفيد بينبيرثي منصة ديب فيست خلال مؤتمر ليب التقني 2024 في جلسة بعنوان: “كيف يغير الذكاء الاصطناعي عمليات التشخيص واكتشاف الأدوية والرعاية الشخصية”، وتحدثا عن مأساة فقدان والدتهما بسبب السرطان قبل 24 عامًا، مما شكل لديهما دافعًا لاستكشاف سبلٍ كفيلة بوقاية الأمراض.

وقال ديفيد بنبيرثي، أستاذ علاج الأورام بالأشعة في جامعة فيرجينيا: “أصيب 20 مليون شخص بالسرطان في عام 2020، وسيصل هذا العدد بحلول عام 2035 إلى نحو 40 مليون. يجري التشخيص اليوم في وقت مبكر، وهو أمر جيد، مع أن العلاج مكلف للغاية. نعمل اليوم على دراسة التسلسل الجينومي باستخدام الذكاء الاصطناعي التنبئي، مع التركيز على التدابير الوقائية. تؤثر هذه الدراسات الجارية اليوم في فرجينيا في سكان الرياض وخارجها لاحقًا، وهنا تكمن قوة العلاج الطبي المرتبط بالذكاء الاصطناعي”.

وأضاف شقيقه سكوت، المدير الإداري لمكتب الذكاء الاصطناعي التطبيقي في جوجل: “يمكننا تدريب الذكاء الاصطناعي على فهم الجسم وتحديد الجزيئات المفقودة بطريقة مماثلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد مقطوعة موسيقية أو مشهد سينمائي غير معروف. نعثر بهذه الطريقة على أدوية جديدة خلال 48 دقيقة، وفي بعض الحالات خلال 12 دقيقة، مما يتيح لنا تقديم التقنيات الفضلى لعلاج الأمراض”.

فعالية ديب فيست تستعد لريادة القطاع

يشغل مايكل شامبيون منصب الرئيس التنفيذي لشركة تحالف التي تشارك في تنظيم مؤتمر ليب 2024 بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية.

وتأسست الشركة بصفتها مشروعًا مشتركًا بين شركة إنفورما العالمية، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.

وقال مايكل: “سلطت فعالية ديب فيست اليوم الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تغيير أسلوب حياتنا والحفاظ على استمراريتنا في المستقبل. يسهم وجود أبرز رواد القطاع عالميًا في المملكة لمناقشة المواضيع المتعلقة بقدرات الذكاء الاصطناعي، بدءًا من قدرته على اكتشاف الأدوية خلال دقائق ووصولًا إلى تعزيز التعاون بين الدول، في تعزيز نمو القطاع وضمان تسخير هذه القدرات لخدمة الجميع دون استثناء”.

الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى قوانين تنظيمية قابلة للتطوير لتواكب مختلف التغيرات

قال مايكل كراتسيوس، الذي شغل منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا في حكومة الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس السابق ترامب، أمام المندوبين إنه بالرغم من الحاجة إلى قوانين تنظيمية للذكاء الاصطناعي، إلا أن القوانين يجب أن تكون قابلة للتطوير لتناسب احتياجات القطاع.

كما أشاد كراتسيوس بنجاح الولايات المتحدة في ريادة قطاع الذكاء الاصطناعي، وأكد أهمية الحوار المستمر بين الدول، مع إشارته إلى أن أي دعوات لإنشاء هيئة عالمية للإشراف على القواعد التنظيمية ستكون سابقة لأوانها.

وقال مايكل كراتسيوس، الذي يشغل حاليًا منصب المدير الإداري لشركة سكيل إيه آي، التي توفر بيانات التدريب لفرق عمل تقنيات تعلم الآلة: “يشكل التعاون بين الدول عنصرًا أساسيًا، وكلنا ثقة بقدرتنا على حل القضايا من خلال العمل بروح الفريق الواحد. لعل الأهم من ذلك هو أن نحرص على مواصلة اللقاء والتواصل لبحث سبل التعاون فيما بيننا لدعم التكنولوجيا وتوسيع نطاقها، إذ يمكن للدول التعاون في مجالات كثيرة لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي. عندما ننظر إلى القارة الأوروبية، نجد بأنها تميل لاتباع منهجية حذرة تجاه تقنية الذكاء الاصطناعي ودراسة المخاطر المحتملة. أما في الولايات المتحدة، فإننا نسعى إلى تعزيز منافع هذه التقنيات بدلًا من محاولة التخفيف من المخاطر. ندرك ضرورة إرساء لوائح تنظيمية بخصوصها، مع أنه ينبغي لهذه اللوائح أن تكون مخصصة لكل قطاع. وعلى سبيل المثال، تختلف الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي في تشغيل السيارات عن الحاجة إليه في عمليات اقتراض الأموال من البنوك. ولذلك لن يكون من المنطقي سن قانون وطني واحد لهذه التقنية، وإنما العمل على ضمان انتشارها بشكل أكبر بدلًا من تحديد نطاقها”.

الذكاء الاصطناعي يغير النسيج الاجتماعي للكوكب

تناول البروفيسور نيكولاس ديركس، الرئيس والمدير التنفيذي لأكاديمية نيويورك للعلوم، خلال مشاركته في فعاليات منصة ديب فيست دور تطور الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة في تغيير النسيج الاجتماعي للحياة نحو الأفضل أو الأسوأ.

ومن خلال تسليط الضوء على أهمية اللغة بوصفها جوهر الحضارة البشرية التي تتيح لنا إدراك موقعنا ضمن عالمنا الاجتماعي، أوضح البروفيسور ديركس الدور الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي فعليًا في رسم أسلوب حياتنا في العالم من خلال تحديد ما يمكننا شراؤه، وطبيعة تواصلنا في فعاليات مثل مؤتمر ليب 2024، وفيما إذا كنا نتمتع بالجدارة الائتمانية.

ومع نمو قدرات الذكاء الاصطناعي، فإنه سيتمكن من فهم السياق الاجتماعي بشكل أفضل ومشاركة هذا السياق، مما يؤدي بدوره إلى تغيير شكل المجتمع الذي نعيش فيه ونتفاعل داخله. ولأن التقييمات البشرية التي تهدف إلى تحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي تُستقدم فعليًا من مصادر خارجية إلى قوة عاملة غير مكلفة، فإن النتائج التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي أيضًا ستكون غير متوازنة بشكلٍ متزايد.

وتوقّع البروفيسور ديركس أن تطور المجتمع القائم على الذكاء الاصطناعي سيكون بأحد اتجاهين، حيث قال: “قد يقودنا ذلك إلى تعزيز ثقتنا بالآلات؛ لأنها مصممة لاتخاذ قرارات وإصدار أحكام أفضل. ولكن يمكن أن يؤدي ذلك بالمقابل إلى تراجع ثقتنا بالآلات، حيث نصبح في نهاية المطاف مجتمعًا لا يثق بأي شيء يتم عرضه على الشاشات. فقد تدفعنا تقنيات التزييف العميق، على سبيل المثال، إلى تعزيز رغبتنا في العيش مجددًا ضمن مجتمع يتم التواصل فيه بشكلٍ مباشر”.

زر الذهاب إلى الأعلى