تحت الضوءرأي وحوار

السعودية تواصل مسيرة التحول الرقمي وتستقطب خبراء عالميين في مؤتمر “ليب 2024”

بقلم: فراس آل الشيخ، المدير الإقليمي لشركة (ريد هات) Red Hat في المملكة العربية السعودية.


تشهد المملكة العربية السعودية تغيرات كبيرة على مختلف الأصعدة، وتمضي بثبات في مسيرة تحولية طموحة، لتحقيق المستهدفات الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030. وتعكس هذه التطورات كفاءة المبادرات التي نفذتها المملكة خلال العام الماضي ونجاحها، وتجسد التزامها الراسخ بضمان استمرارية النمو الاقتصادي.

وفي خضم هذه الرحلة التحولية، يبرز الاقتصاد الرقمي كأحد الركائز التي تستند إليها المملكة في مساعيها إلى دفع عجلة الابتكار، وتعزيز التنوع الاقتصادي. ولا تقتصر جهود المملكة على التكيف مع التغيرات المستقبلية فقط، بل تتمحور أيضًا حول ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد للتكنولوجيا، ويتجلى ذلك في الاستثمارات الإستراتيجية للمملكة في مجال التقنيات المتطورة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، وتحليلات البيانات الضخمة.

وتتمثل أبرز مؤشرات هذا التحول في التزام حكومة المملكة بزيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي إلى ما يقارب خُمس الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025، مما يمهد الطريق أمام طيف واسع من الفرص الجديدة لأقطاب التكنولوجيا والشركات الناشئة. واليوم، تستقطب المملكة العربية السعودية أنظار العالم باعتبارها مركزًا رائدًا للتكنولوجيا والتقدم والإبداع.

وفي ظل التطورات التقنية المتسارعة، يعكس المؤتمر التقني الدولي (ليب 2024)، الذي يُعدّ واحدًا من أهم الفعاليات التقنية العالمية، تفاني المملكة العربية السعودية في المضي قدمًا نحو المستقبل الرقمي. كما يجسد هذا الحدث التزام المملكة بتعزيز الابتكار ودفع حدود التقدم التكنولوجي. وغالبًا ما يُطلق على الحدث اسم (دافوس الرقمي)، إذ يحظى بسمعة مرموقة تتخطى كونه مجرد حدث تكنولوجي، ليشكل منصة تجمع أبرز العقول المبدعة في العالم للمساهمة في رسم ملامح مستقبل الابتكار الرقمي في المملكة العربية السعودية.

ويشير تطور المشهد الرقمي في المملكة العربية السعودية إلى معالم خريطة الطريق المستقبلية، ويسلط الضوء على ركائزها الرئيسية، لا سيما التقنيات المتطورة، وقادة الفكر وأصحاب الرؤى الطموحة، والشركات وأصحاب المصلحة الذين يقودون هذه المرحلة التحولية.

وعلى هذا الصعيد، تضطلع شركة (ريد هات) Red Hat بدور محوري بوصفها واحدة من أبرز الجهات الفاعلة في قطاع التكنولوجيا، وتلتزم بدفع عجلة الابتكار بوصفه عنصرًا جوهريًا من عناصر التحول الرقمي في المملكة. كما تُعدّ (ريد هات) أحد المشاركين الرئيسيين في مؤتمر ليب 2024، الأمر الذي يسهم في تعزيز دور هذا المؤتمر بوصفه حدثًا تكنولوجيًا رائدًا عالميًا، وانعكاسًا لنقلة إستراتيجية تجسد النهج الطموح والرؤى المستقبلية التي تتبناها المملكة لتعزيز الازدهار والتطور التكنولوجي.

وفي ضوء سعي المملكة الطموح إلى تحقيق رؤيتها لعام 2030، يؤدي التحول الرقمي دورًا محوريًا باعتباره عامل تمكين للحكومة لتحقيق التقدم المنشود. وفي إطار جهود المملكة على هذا الصعيد، شهد عام 2019 نقلة نوعية مع تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، إذ تعكس هذه الخطوة التزام المملكة بريادة الذكاء الاصطناعي المسؤول على نطاق عالمي، من خلال توفير منظومة عالمية المستوى للذكاء الاصطناعي ضمن القطاعين الحكومي والخاص.

وفي قلب هذا المشهد، يبرُز الذكاء الاصطناعي كمحفز رئيسي يتجاوز الحدود، وأداة إستراتيجية تعيد تشكيل ملامح القطاعات ومنهجيات حل المشكلات. كما يؤدي التكامل السلس بين الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية دورًا حيويًا في الارتقاء بعملية التطوير والنشر إلى مستويات غير مسبوقة، وتتيح استضافة المنصات والتطبيقات وخدمات البيانات ضمن البيئة السحابية وإدارتها تجربة هجينة وفعالة، مما يساعد في تخفيض التكاليف التشغيلية، وتبسيط العملية المعقدة لتوفير تطبيقات سحابية أصلية.

وترتبط الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي ارتباطًا وثيقًا، إذ تُعدّ تلك الخدمات العمود الفقري للتطور المستمر والانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي، كما تفتح المجال أمام إمكانات جديدة وتحولات في ممارسات الأعمال الحالية.

وفي عالم التكنولوجيا المتطور باستمرار، تبرز شركة (ريد هات) قوة دافعة للابتكار خلال مؤتمر (ليب 2024)، وبوصفها أكبر شركة مفتوحة المصدر على مستوى العالم، ترسي (ريد هات) معايير جديدة لقدرات التقنيات السحابية.

ويتماشى التزام الشركة وتفانيها تجاه إستراتيجية التقنية السحابية الهجينة المفتوحة مع مسيرة التحول الرقمي الطموحة للمملكة. وتسهم التكنولوجيا المتطورة لشركة (ريد هات) في تمكين الشركات، وتؤدي دورًا مؤثرًا في تحقيق رؤية المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا.

وأثبت مؤتمر (ليب) على مر السنوات مكانته باعتباره عاملًا محفزًا للتطورات التحولية، وسيكون الحدث أكثر ديناميكيةً في دورته الثالثة هذا العام في ظل التزام كبرى الشركات ومشاركتها الفاعلة.

وفي مؤشر على الأهمية المتنامية للمملكة في منظومة التقنية العالمية، أطلقت شركة (لينوفو) الصينية مشروع (مركز لينوفو للإبداع والابتكار) بهدف تعزيز التعاون والتحول الرقمي في المملكة.

كما أبرمت شركة (Zoom) وشركة (أرامكو)، شراكة لإطلاق منطقة Zoom السحابية في المملكة في إضافة نوعية للمبادرات المشتركة والمساعي التعاونية الكفيلة بتشكيل ملامح مشهد التطور التكنولوجي في المملكة.

وبالتوازي مع تنظيم الحدث التقني العالمي الرائد (ليب 2024)، تمضي المملكة العربية السعودية في بناء شراكات إستراتيجية مع مؤسسات عالمية معروفة، مثل: (ريد هات)، و(إكستريم نتوركس)، لتكون جزءًا من رؤية السعودية 2030.

كما تجسد هذه الشراكات التزام المملكة بتسخير الخبرات العالمية لتعزيز مسيرة التطور الرقمي والنمو الاقتصادي. واليوم، تبذل المملكة جهودًا حثيثة في مسار التطور التكنولوجي، وتدعم مسار الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي، وتحرص المملكة على وضع الأسس لمستقبل يجمع بين الازدهار والتقدم التكنولوجي، والتحول نحو عصر رقمي جديد ترسّخ فيه المملكة مكانتها في طليعة التطور التكنولوجي العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى