أخبار قطاع الأعمالالأخبار التقنية

جلسات مؤتمر الحطام الفضائي تعرض التحديات وتطالب بتشريعات دولية صارمة لضمان استدامة الفضاء

يشهد العالم اليوم تطورًا سريعًا في مجال استكشاف الفضاء، ولكن مع هذا التطور السريع، تواجه البشرية العديد من التحديات، منها: تزايد الحطام الفضائي الذي يشوه الفضاء ويهدد سلامة الرحلات الفضائية.

ولتعزيز الوعي حول هذه التحديات واستكشاف طرق لمواجهتها، عقدت وكالة الفضاء السعودية مؤتمر الحطام الفضائي، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المنطقة، والذي تهدف المملكة من خلال فعالياته وأنشطته المختلفة إلى جمع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الفضاء؛ لفهم حجم التحديات والمخاطر المرتبطة بالحطام الفضائي، وذلك في خطوة تؤكد التزام المملكة بتبني ودعم السياسات التي تضمن حماية المستقبل.

جلسات مؤتمر الحطام الفضائي:

تضمن اليوم الأول من المؤتمر عددًا من الكلمات الرئيسية، و 4 جلسات حوارية، ناقشت التشريعات والتوجهات المستقبلية في مواجهة تداعيات الحطام الفضائي.

وتطرقت دورين بوغدان؛ الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في الكلمة الرئيسية الأولى إلى التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه بيئة الفضاء، مشيرة إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات يدرك أهمية وجود معايير دولية، للحفاظ على بيئة الفضاء وضمان استمرارية الاتصالات الدولية، لافتةً النظر إلى أن مسؤولية الاتحاد نابعة من إدراكه حجم المخاطر، لذلك يجدد دعوته الحكومات والشركات إلى التخلص من الحطام الفضائي وضمان استخدام الفضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكدت آرتي هولا؛ مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، في كلمتها أهمية تعميق العمل الدولي المشترك وتحقيق التوافق على قوانين متفق عليها في مجال الفضاء، لافتة النظر إلى أن العالم سيواجه تحديات جمة مع استمرار عمليات إطلاق الأقمار الصناعية، الأمر الذي يستوجب تسريع الجهود والتركيز على العمل ضمن فريق عالمي واحد، لتجاوز المعوقات الرئيسة وتحقيق التقدم في هذا المجال.

وأعربت معالي سارة الأميري؛ وزيرة الدولة للتقنية المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمتها عن تطلعها لرؤية مخرجات مؤتمر الحطام الفضائي، الذي يبرهن على التزام المملكة وسعيها الجاد إلى استدامة الفضاء وجعله قابلًا للاستكشاف الدائم، ودعم نمو اقتصاده، داعية إلى إيجاد قانون دولي مشترك للحفاظ عليه نظيفًا ومنظمًا عبر تعزيز الممارسة الصحية للاستكشاف من خلال تصميم مركبات ابتكارية تضمن الاستدامة الدائمة.

وكالات الفضاء تتّحد من أجل مستقبل فضائي مستدام:

واستهل المؤتمر، أولى جلساته بجلسة بعنوان: “ما وراء الحدود، ما وراء الحطام.. وكالات الفضاء تتحد من أجل مستقبل فضائي مستدام”، حيث استعرض المشاركون حجم التحدي الذي يحيط باستدامة الفضاء بفعل وجود الحطام الفضائي خاصةً في ظل وجود أكثر من 128 مليون قطعة من المخلفات الفضائية، التي لا يزيد قطر الواحدة منها على سنتيمتر واحد تدور حول الأرض، الأمر الذي يهدد أكثر من 21 ألف جسم اصطناعي، وطالب المتحدثون بانضمام المجتمعات البحثية والتقنية المتقدمة والقطاع الخاص، لوضع دراسات يمكن تقديمها لمواجهة تحديات الحطام الفضائي.

 إيجاد تقنيات جديدة للحد من الحطام الفضائي:

سلطت الجلسة الثانية، التي عقدها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، والتي حملت عنوان: “تحويل السياسات لتحقيق التقدم”، الضوء على الأدوار التي يسعى المكتب إلى القيام بها؛ وأبرزها: إيجاد تقنيات جديدة للإسهام في وضع حد لظاهرة الحطام الفضائي، ومنها: تقنيات تستخدم الحقول المغناطيسية للأرض وتقنيات أخرى.

دور جهات الترخيص في مواجهة تحدي الحطام الفضائي:

ركزت الجلسة الثالثة التي عُقدت بعنوان: “دور جهات الترخيص” مناقشاتها في أهمية دور المملكة العربية السعودية عبر مؤتمرها المتخصص في مواجهة تحدي حطام الفضاء، وأكد المشاركون ضرورة أن تغطي الجهود البحثية والأنظمة التشريعية قطاع الفضاء، وتسهم في تعزيز الاستدامة والأمان في هذا المجال.

وأوضح المشاركون خطورة الجسيمات الصغيرة على الأقمار الصناعية، إذ تشكل تهديدًا يتطلب اتخاذ إجراءات فورية للتصدي لها، ودعا المشاركون الجهات الوطنية المسؤولة عن وضع السياسات إلى وضع المعايير والقوانين اللازمة لتنظيم الأنشطة الفضائية، مع التركيز على الأبحاث التي تساهم في تنظيف الفضاء والحفاظ على سلامته.

التشريعات والإرشادات المستقبلية:

اختتم المؤتمر يومه الأول؛ بجلسته الحوارية الرابعة، التي حملت عنوان: (التشريعات والإرشادات المستقبلية)، والتي ناقش خلالها المشاركون التأثيرات السلبية التي يحدثها الحطام الفضائي، مثل: الحد من استكشاف الفضاء، الأمر الذي يتطلب إجراء المزيد من المناورات الفضائية بوجه عام، بالتعاون مع الوكالات الفضائية الدولية، واتباع إرشادات الاستدامة، مؤكدين أن المؤتمر سيكون نافذة نحو آفاق جديدة تضمن استدامة وصول الأجيال القادمة إلى الفضاء من خلال تعزيز المبادئ والأعراف التي تضمن استدامة البيئة الفضائية.

زر الذهاب إلى الأعلى