أخبار قطاع الأعمال

كيف تستخدم كاوست تقنيات الفضاء للحفاظ على البيئة البحرية في السعودية؟

أجرى فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) دراسة عملية لاستخدام تقنية تحليل الحمض النووي المستخدمة في محطة الفضاء الدولية في المناخ القاسي للمملكة العربية السعودية أول مرة، وتهدف هذه الدراسة إلى اختبار جدوى تحليل عينات الحمض النووي المستخرجة من البيئات القاسية مباشرة وفي الموقع.

وتشير النتائج الأولية إلى أن المعلومات الجديدة والقيمة التي حصل عليها العلماء من هذه الدراسة ستفيد جهود الحفاظ على الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف وإعادة إحيائها في المملكة.

إذ يعتمد بقاء الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف إلى حد بعيد على التعايش مع الميكروبات، لذلك، يُعد فهم الميكروبيوم عنصرًا حاسمًا في أي جهد لحماية هذه الأنواع من تغير المناخ. وعلى عكس الموائل الأخرى التي تنمو فيها الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف، لا يوجد في البحر الأحمر أي أنهار متدفقة، مما يجعله أكثر سخونة وملوحة.

ويشير ذلك إلى أن الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف في المملكة العربية السعودية لديها قدرة كبيرة على تحمل البيئات القاسية، مما يجعل المنطقة موقعًا تجريبيًا مثاليًا للتنبؤ بكيفية تكييف الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف مع درجات الحرارة المرتفعة في المناطق الأخرى.

ويذكر أنه خلال عملية جمع العينات القياسية، يؤخذ الحمض النووي إلى المختبر لتحليله. وخلال فترة النقل، يتدهور بعض الحمض النووي، مما يعطي نتائج غير دقيقة عن الميكروبيوم. ولكن التقنية الجديدة، التي جاءت نتيجة التعاون مع مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء ناسا من خلال البروفيسور ألكسندر روسادو، أستاذ علوم الأحياء في كاوست، تقلل من هذا التدهور، وتتيح استخراج العينات وتركيزها وتسلسلها في موقع أخذ العينات نفسه.

وكدراسة حالة، جمع البروفيسور روسادو وزملاؤه عينات من غابات المنجروف في قرية المعززات الحيوية المرجانية (البروبيوتيك) في كاوست. ويؤكد روسادو أن النتائج الأولية لهذه الدراسة تشير إلى أن الميكروبيوم أكثر تنوعًا وتعقيدًا؛ مما كانت تُظهره الدراسات السابقة. وقال “أظهرت لنا التجارب أن توقيت أخذ عينات الميكروبات ونقلها هو أمر حاسم”.

يشار إلى أن هذه التقنية سبق ونُشرت في محطة الفضاء الدولية لدراسة كيفية تحور الميكروبات في البيئات المضادة للجاذبية والأشعة فوق البنفسجية العالية للتنبؤ بكيفية تغير ميكروبيوم الأمعاء والجوانب الفسيولوجية الأخرى لجسم الإنسان مع رحلات الفضاء. ومن المتوقع أن تساهم أيضًا في الكشف عن التغيرات في الميكروبيوم على الأرض نتيجة تغير المناخ.

زر الذهاب إلى الأعلى