رأي وحوار

الرعاية الصحية.. كيف يمكن توظيف التكنولوجيا للتوصل إلى أفضل النتائج والتجارب للمرضى؟

بقلم: فايز عويدات؛ المدير الأول للمبيعات في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في شركة جونيبر نتوركس.


تركز دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في تطوير قطاع الرعاية الصحية، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق رؤية (نحن الإمارات 2031)، تماشيًا مع (مئوية الإمارات 2071). وقد احتلت الدولة المرتبة الثانية عالميًا، والأولى إقليميًا في مؤشر النتائج الصحية الصادر عن منظمة مراقبة البيانات المفتوحة في تقريرها لعام 2022، مع التزامها أيضًا بتعزيز الابتكار، بما يشمل: التكامل للذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية.

وتتخذ الحكومة الإماراتية خطوات ملموسة لمعالجة الأمراض المرتبطة بنمط الحياة لخطرها على نظام الرعاية الصحية، على الرغم من ارتفاع نسبة الشباب في الدولة، وذلك من خلال إطلاقها المبادرات التقدمية، مثل: (الإستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031). وعلى ضوء ظهور التحديات الجديدة على المستوى العالمي باستمرار، يفرض هذا الوضع متطلبات متزايدة على مقدمي الرعاية والطاقم الطبي عبر المنظومة المتكاملة.

وفي ظل هذه البيئة التشغيلية المعقدة، يمكن أن تؤدي هياكل تكنولوجيا المعلومات القديمة إلى إعاقة رعاية المرضى، فضلًا عن تأثيرها السلبي في إضعاف كافة جوانب عمليات الرعاية الصحية. ويمكن تغيير هذا الوضع بشكل جذري من خلال إدماج الأجهزة الذكية في البنية التحتية للرعاية الصحية.

التطبيقات على أرض الواقع:

على صعيد إنترنت الأشياء، شهدنا ظهور تقنيات طبية متصلة تُستخدم في عمليات المراقبة والفحص والعلاج مِن بُعد. ومن الناحية الإدارية، يمكن تحسين استخدام هذه الأجهزة للمساعدة في تقليل تكاليف التشغيل على وجه التحديد.

وهناك فرصة لاستخدام الخدمات الداخلية القائمة على المواقع لتمكين المؤسسات، مثل: المستشفيات، من العمل بكفاءة عالية. ولو افترضنا وجود شخص يحتاج إلى كرسي متحرك، يمكن الاستعانة بنظام رقمي تفاعلي لتحديد موقعه حال دخوله المبنى، ومساعدته في الوصول إلى وجهته دون الحاجة إلى تدخل الموظفين.

 ويمكن استخدام التكنولوجيا ذاتها لتعزيز السلامة، مثل: منع المرضى المعرضين للخطر من مغادرة منطقة معينة، أو عن طريق تنبيه الموظفين في حال ظهور موقف خطير قد يهدد حياتهم. وتتمتع هذه الأجهزة المنتشرة عبر البنية التحتية الكاملة بالقدرة على تحسين الممارسات بشكل أساسي ودعم الموظفين وإنقاذ الأرواح.

أفضل رعاية للمرضى:

من شأن الابتكارات الجديدة أن تتيح للمرضى مستوى أعلى من التحكم في رحلاتهم الطبية، وذلك بفضل التطبيقات السهلة الاستخدام والتقنيات الأخرى. وستكون أنظمة الرعاية الصحية عبر الإنترنت أكثر تفاعلية، تمامًا مثل: الطرق التي تعمل بها معظم البنوك في الوقت الراهن.

إذ إن إتاحة المجال أمام المرضى للوصول السهل إلى سجلاتهم الطبية يقلل من الحاجة إلى المواعيد غير الضرورية، كما يوفر الوقت والمال للجميع، كما أن الوصول إلى النظام يساعد المرضى في التحكم في مختلف الجوانب المتعلقة بصحتهم، مثل: اقتراح إجراءات وقائية قبل حدوث أي مرض.

ويمكن تحديد مؤشرات المخاطر المبكرة باستخدام أجهزة استشعار، مثل: الأقراص الذكية أو الأجهزة القابلة للارتداء. وستوفر هذه الحلول لمتخصصي الرعاية الصحية مراقبة مثالية لحالة المريض الصحية، من دون الحاجة إلى استشارة الطبيب. ويمكن استخدام المجسّات من هذا النوع لإجراء الفحوص، وفي عمليات المراقبة غير الجراحية في مجموعة متنوعة من المواقف. وفي بعض الحالات، يستطيع المريض على سبيل المثال طلب الرعاية الطبية الفورية عند ظهور علامات تحذيرية تدل على عدم انتظام ضربات القلب، مما يعني إنقاذه من خطر محدق، قد يصل إلى النوبات القلبية.

وبما أن العديد من الأجهزة تحتاج إلى الربط الشبكي في جميع الأوقات، تبرز فوائد الشبكة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان التحليل القوي للبيانات وتنفيذ عمليات سلسة في أرجاء المنشأة الطبية. ويكون من المهم جدًا توفير الأنظمة والتطبيقات الحيوية للعديد من المرضى، مثل: أولئك الذين قد يحتاجون إلى المساعدة التنفسية.

على ضوء ما تقدّم، تعد الرعاية الصحية الرقمية الخطوة التالية التي ينبغي إدراجها في الخدمات الطبية المستقبلية؛ لأنها تساعد المرافق على العمل بكفاءة كبرى، وتوفير الوقت والمال، وتحقيق النتائج المرغوبة قبل كل شيء.

يضاف إلى ذلك أهميتها في تبسيط العمليات وحتى إنقاذ حياة المرضى، ويتحقق كل ذلك من خلال البنية التحتية السلسلة والمتكاملة التي يستفيد منها الجميع، ومنهم المرضى والأطباء والموظفون. ويمكن لهذه التقنيات إحداث تغيير جذري في طريقة تقديم الرعاية الصحية، على الرغم من ضرورة الاستثمارات الأولية لاستبدال المعدات الحالية.

زر الذهاب إلى الأعلى