تحت الضوءرأي وحوار

الشبكات المؤسسية القائمة على الذكاء الاصطناعي تقود عصرًا جديدًا في مجال الضيافة

بقلم: رفعت الكرمي؛ مهندس استشاري في شركة جونيبر نتوركس.


أصبح السفر حاليًا أسهل ويعتمد على التجارب أكثر من ذي قبل، وأدى ذلك إلى الزيادة في توقعات العملاء. وتواجه الفنادق تحديات لتتجاوز نطاق توفير الإقامة والراحة البدنية، وذلك من خلال تقديم تجارب مخصصة لضيوفها، لأنها تمثل نقطة انطلاق للشروع في رحلات فريدة في هذا السوق الحافل بالمنافسة.

ومن بين هذه التحديات قدرتها على توفير خدمات ومنتجات مصممة وفق الرغبات المطلوبة. وأصبح التخصيص رديفًا للبيانات في العالم الرقمي الراهن الذي يتميز بالتطور السريع. ونتيجة لذلك، تؤدي التكنولوجيا دورًا أساسيًا في الجيل الجديد من الفنادق التي توظّف حلول الشبكات المؤسسية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

ويمكن لهذه الحلول أن تقدم رؤى غير مسبوقة وخصائص الأتمتة لشركات تشغيل الفنادق، لتمكينها من تقديم أفضل التجارب الممكنة للمسافرين.

تحسين تجارب عملاء الفنادق:

يأتي رضا العملاء في طليعة اهتمام القائمين على صناعة الضيافة منذ مدة طويلة، ومن أهم الأسئلة المطروحة في هذا الصدد: كيف يمكن للفنادق أن تلبي الرغبات والتوقعات المتنوعة والمتغيرة باستمرار للمسافرين؟ ولتحقيق ذلك، ينبغي وضع إستراتيجية مشاركة شخصية متقدمة جدًا تبدأ بالحجز وتستمر حتى تصل إلى عملية الدفع، لضمان شعور العملاء بالتقدير والاحترام بصورة دائمة.

ولو تخيلنا فندقًا يتيح لضيوفه تسجيل الوصول من خلال تطبيق الهاتف المحمول، مع وجود مندوب جاهز لتقديم المساعدة إذا لزم الأمر، ومن ثم إنشاء مفتاح رقمي، سيتمكن الضيوف بعدها من الوصول إلى غرفهم بسرعة خلال دقيقة واحدة فقط. وعند دخولهم إليها، يمكنهم استخدام الحواسيب اللوحية المزودة بتقنية “واي فاي” هناك أو هواتفهم الذكية للتحكم في درجة الحرارة والإضاءة والستائر.

وقد يوفر تطبيق الفندق أيضًا لزواره إمكانية الوصول إلى قوائم الأطعمة والمشروبات بما يتوافق مع عاداتهم أو رغباتهم الغذائية، إضافة إلى التوصية بزيارة المعالم والأنشطة الموجودة في المدينة، بناءً على هواياتهم واهتماماتهم المحددة.

ويمكنهم أيضًا بث تطبيقاتهم أو أفلامهم أو ألعابهم بسلاسة عبر شاشات التلفاز العالية الوضوح، ومشاركتها مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، دون قلق بشأن التهديدات المحتملة التي قد تطالهم أو تلحق الأذى بشبكة الفندق.

ميزة تنافسية مع حلول الشبكات المؤسسية القائمة على الذكاء الاصطناعي:

إن مثل هذا النوع من مشاريع التحول الرقمي الطموحة في مؤسسات الضيافة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق النجاح أو التسبب بكوارث. ويتوقف الأمر على البنية التحتية للشبكة؛ إذ يجب أن يُسجل الوصول دون أي تدخل. كما ينبغي فتح أبواب الغرف من المحاولة الأولى باستخدام التطبيق، ويفترض أن تكون خدمة شبكة “الواي فاي” ممتازة بصورة دائمة، حتى في أثناء البث.

ويُتوقع أيضًا أن تعمل أدوات التحكم داخل الغرفة فقط. وإذا فشلت الشبكة في التعامل مع كل ما سبق بثقة وتناغم وسلاسة، فإنها ستؤدي حتمًا إلى تدمير تجربة العميل.

وتساعد حلول الشبكات المؤسسية الحديثة القائمة على الذكاء الاصطناعي في جعل الشبكات السلكية واللاسلكية قابلة للتنبؤ والقياس وموثوقة مع رؤية عالية الدقة للارتقاء بتجربة المستخدم.

وإضافة إلى توفير الاتصال الآمن بصورة لحظيّة مع التجارب المخصصة للعملاء، تعمل هذه الحلول على تسهيل نشر وإدارة البنية التحتية والخدمات لتكنولوجيا المعلومات عبر العديد من المنشآت الفندقية الموزعة، مع توفير الخدمات ومواصلة سير الوظائف والأعمال بطرق مؤتمتة ودون تلامس عبر السحابة. ويمكن للفنادق أن تعمل بكفاءة مع عدم وجود أي موظفين مخصصين للشبكة، بفضل قدرتها على اكتشاف أي حالات غريبة والتعامل معها وإصلاحها بشكل استباقي.

ويمكن للمندوبين والمديرين المناوبين وموظفي الدعم في الفنادق الوصول بسرعة وبطرق موثوقة إلى تطبيقات الضيافة والأعمال الرئيسية، بما يشمل: إدارة الفنادق والمحتوى وأمن المنشآت والمدفوعات والفيديو والصوت.

ويمكن أيضًا توظيف جدران الحماية المتطورة التي توفر خدمة كاملة من فحوص الحركة، والقدرات الرائدة على مستوى القطاع للحماية من التهديدات، والحفاظ على أعلى مستوى من الأداء، مع الأخذ في الحسبان الدخول اليومي للأجهزة الخارجية الجديدة وغير المعروفة ومن ثم غير الموثوقة إلى شبكة الفندق.

وتضمن هذه القدرات حماية عملاء الفنادق وموظفيها بشكل فعال، وإمكانية دخولهم إلى شبكة الإنترنت والأصول الرقمية الأخرى.

الخاتمة:

مع أن غالبية الفنادق تقدم الخدمات الأساسية ذاتها، تبقى هناك نسبة منها قادرة على تحقيق التميز في تصميم تجارب فريدة تبقى في أذهان عملائها. وتؤدي مشاركة العملاء بأساليب راقية إلى تنمية ولائهم، وتحوّل الفنادق من مجرد تقديم الضروريات الأساسية إلى توفير خدمات تستحوذ على إعجابهم في كل رحلة. وهنا تبرز أهمية حلول الشبكات المؤسسية القائمة على الذكاء الاصطناعي، لأنها تكون بمنزلة حجر الأساس وعامل التمكين لترجمة هذا التحول على أرض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى