الأمن الإلكتروني

تقرير: قراصنة كوريا الشمالية يسرقون العملات المشفرة لتمويل البرامج النووية

أظهرت الأبحاث أن قراصنة مرتبطين بكوريا الشمالية سرقوا مئات الملايين من العملات المشفرة لتمويل برامج الأسلحة النووية للنظام.

وبحسب شركة تحليلات سلسلة الكتل (بلوك تشين)، (تي آر إم لابز) TRM Labs، فقد سرق القراصنة التابعون لكوريا الشمالية خلال المدة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى 18 آب/ أغسطس الماضي ما قيمته 200 مليون دولار من العملات المشفرة، وهو ما يمثل أكثر من 20 في المئة من إجمالي العملات المشفرة المسروقة هذا العام.

وقالت (تي آر إم لابز) في مناقشة أُجريت في شهر حزيران/ يونيو مع خبراء في الشأن الكوري: «في السنوات الأخيرة، كان هناك ارتفاع ملحوظ في حجم ومستوى الهجمات السيبرانية لكوريا الشمالية على الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة». وأضاف: «لقد تزامن ذلك مع تسارع واضح في برامج البلاد النووية والصواريخ الباليستية».

وفي تلك المناقشة، قالت (تي آر إم لابز) إن هناك تحولًا بعيدًا عن «الأنشطة التقليدية المُدِّرة للدخل» لكوريا الشمالية، وهو مؤشر على أن النظام ربما «يتحول على نحو متزايد إلى الهجمات السيبرانية لتمويل نشاطه في مجال نشر الأسلحة».

وعلى نحو منفصل، قالت شركة أبحاث العملات المشفرة (تشيناليسيس) Chainalysis في تقرير صدر في شهر شباط/ فبراير إن «معظم الخبراء متفقون على أن حكومة كوريا الشمالية تستخدم هذه الأصول المسروقة لتمويل برامج الأسلحة النووية الخاصة بها».

ومنذ أول تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية في عام 2006، فرضت الأمم المتحدة عقوبات متعددة على النظام المنعزل، المعروف رسميًا باسم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أو جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بسبب برامجه النووية والصاروخية الباليستية.

وتهدف العقوبات، التي تشمل حظر الخدمات المالية والمعادن والأسلحة، إلى الحد من وصول كوريا الشمالية إلى مصادر التمويل التي تحتاجها لدعم أنشطتها النووية.

وفي الشهر الماضي، حذّر مكتب التحقيقات الاتحادي شركات العملات المشفرة من أن القراصنة المرتبطين بكوريا الشمالية يخططون لـ «سحب» 40 مليون دولار من العملات المشفرة.

وقالت الوكالة أيضًا في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي إنها تواصل «تحديد سرقة كوريا الشمالية وغسل العملة الافتراضية وتعطيلها، تلك التي تستخدم لدعم برامج الصواريخ الباليستية وأسلحة الدمار الشامل لكوريا الشمالية».

ويستغل القراصنة التابعون لكوريا الشمالية نقاط الضعف في منظومة العملات المشفرة بعدة طرق.

وقالت (تي آر إم لابز) في التقرير إن بعض الأمثلة تشمل التصيد الاحتيالي وهجمات سلسلة التوريد، وكذلك من خلال اختراقات البنية التحتية التي تنطوي على سرقة المفتاح الخاص أو العبارات الأولية.

وفقًا لبيانات من Chaina Analysis، كان عام 2022 هو العام الأكبر على الإطلاق لقرصنة العملات المشفرة.

وقالت الشركة إن مهاجمين مرتبطين بكوريا الشمالية قد سرقوا مبلغًا ضخمًا قدره 3.8 مليارات دولار من شركات العملات المشفرة، وذلك في المقام الأول من خلال استغلال بروتوكولات التمويل اللامركزية.

وفي شهر آذار/ مارس من العام الماضي، اتهم المسؤولون الأمريكيون قراصنة مرتبطين بكوريا الشمالية بسرقة مبلغ قياسي يزيد على 600 مليون دولار من الأصول المشفرة من شركة (رونين بريدج) Ronin Bridge في لعبة البلوك تشين المشهورة (أكسي إنفينيتي) Axie Infinity، وذلك باستخدام مفاتيح خاصة مسروقة، وهي كلمات مرور تسمح للمستخدمين بالوصول إلى الأموال وإدارتها.

زر الذهاب إلى الأعلى