منوعات تقنية

سلطان النيادي يكمل أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب

هبطت مركبة الفضاء (دراجون) التي تحمل طاقم (Crew 6) الذي يضم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، على الأرض صباح اليوم الاثنين، وفقًا لمقطع فيديو نشره مركز محمد بن راشد للفضاء.

وضم الطاقم 4 رواد فضاء أدوا العديد من المهام العلمية في محطة الفضاء الدولية لمدة 6 أشهر قبل أن يعودوا إلى الأرض وتحط مركبتهم الفضائية في ولاية فلوريدا الأمريكية.

وكانت مركبة الفضاء انفصلت عن محطة الفضاء الدولية في وقت سابق من يوم الأحد قبل أن تدخل الغلاف الجوي اليوم الاثنين، وقضى الطاقم اليوم على متن مركبة (دراجون) التي يبلغ عرضها 13 قدمًا بينما كانت تتحرك عبر مدار الأرض نحو موقع الهبوط المستهدف قبالة ساحل جاكسونفيل، فلوريدا، حيث هبطوا.

وأكد سالم حميد المري؛ المدير العام مركز محمد بن راشد للفضاء أثناء لقائه مع قناة دبي؛ أن حالة سلطان النيادي النفسية والجسدية ممتازة.

وأفاد المري، بأن سلطان النيادي سيخضع للملاحظة الطبية بعد عودته إلى الأرض لمدة 45 يومًا، للتأكد من سلامته تمامًا، وأشار إلى أن الفريق الطبي سيضم أطباء من الإمارات، وسيكون ذلك في مستشفى خاص بالولايات المتحدة.

وقال المري في تصريح لصحيفة الإمارات اليوم“: “سوف تعلن نتائج التجارب التي شارك فيها سلطان النيادي، خلال العام المقبل 2024، وسيكون ذلك ضمن كتاب سيتم إصداره”.

اهتمام كبير برحلة سلطان النيادي:

حظيت رحلة سلطان النيادي باهتمام كبير من جميع أنحاء العالم، وسلطت الضوء على جهود دولة الإمارات في مجال الفضاء.

وقد احتفى الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعودة رائد الفضاء سلطان النيادي، سالمًا إلى كوكب الأرض.

وكتب الشيخ محمد بن زايد في منشور له عبر منصة “X” تويتر سابقًا: “ولدي سلطان النيادي، الحمد لله على عودتك سالمًا إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية في الفضاء”.

وأضاف: “صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازًا إماراتيًا تاريخيًا وساهمتم في خدمة العِلم والبشرية. بكم جميعًا طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله”.

من جانبه، كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عبر حسابه في المنصة نفسها: “نهنئ شعب الإمارات وجميع الشباب العربي بالعودة السالمة لسلطان النيادي لكوكب الأرض – أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة في محطة الفضاء الدولية. أجرى سلطان 200 مهمة بحثية علمية.. وقضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء.. وألهم ملايين الشباب العربي بأننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية”.

إنجازات سلطان النيادي في الفضاء:

نجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في تحقيق إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات إقليميًا وعالميًا كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت لمدة ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.

وأصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة “السير في الفضاء” خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ 69 في شهر أبريل الماضي، التي استمرت نحو 7 ساعات لتنفيذ عدد من المهام الأساسية كالصيانة والتحديث علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة، حيث تشكل الطاقة الشمسية دورًا محوريًا في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.

وعزز هذا النجاح ريادة الإمارات عالميا في قطاع الفضاء، حيث أصبحت دولة الإمارات العاشرة عالميًا في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، مما يعكس جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في مواصلة استكشاف الفضاء؛ كما يضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى سجل إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.

وبعد إكمال النيادي نحو 4000 ساعة عمل في الفضاء؛ أسهم رائد الفضاء الإماراتي في تطوير المسارات العلمية والتكنولوجية في الدولة، من خلال إجرائه نحو 200 تجربة علمية في مختلف المجالات استغرقت نحو 585 ساعة، كان من أبرزها: 

  • دراسة آثار الجاذبية الصغرى على استجابة الخلايا البشرية للالتهابات بالتعاون مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي من طاقم “Ax-2”.
  • تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة “PCG2”.
  • دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى.
  •  بالإضافة إلى إعداد أبحاث عن رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، وغيرها من التجارب العلمية التي تعاون فيها سلطان النيادي مع طاقم البعثة 69.

وحقق رائد الفضاء الإماراتي نجاحًا في التجارب العلمية بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، حيث نفذ النيادي نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، وأسهم هذا التعاون في إنجاز تجربة “Lumina” الأولى من نوعها لدراسة درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إعداد دراسات علمية طبية تشمل دراسة نظام القلب والأوعية الدموية ودراسة مسببات الأمراض في الفضاء.

وأسهمت رحلة النيادي في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع، وذلك عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة “لقاء من الفضاء” التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالًا مرئيًا مع الجمهور و7 اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تكمن أهمية التواصل في تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.

زر الذهاب إلى الأعلى