دراسات وتقارير

دراسة تلخص أهم برامج الذكاء الاصطناعي التي تساهم في تحسين جودة الحياة اليومية 

يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في حياة الجميع الآن، على الرغم من أن مناقشة موضوع نموه السريع قد يثير بعض القلق لدى الأغلبية. فقد يمتد تأثيره منذ اللحظة الأولى التي تستيقظ فيها في الصباح وتبدأ في تصفح حساباتك عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحتى اللحظة التي تقوم فيها بطلب السلع من موقع أمازون حتى ساعات متأخرة من الليل.

وهكذا، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مع أن الأغلبية تتحدث عن الآثار السلبية المحتملة له، إلا أن الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل في أعمالنا ومهامنا اليومية.

لهذا، حرصت شركة (لايك ديجيتال وشركاؤها) Like Digital & Partners على تسليط الضوء على الأساليب الرئيسية التي يمكن أن يُسهم بها الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة، وذلك من خلال هذا التقرير:

مساعد صوتي في جيبك:

يُعد من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي شيوعًا وجود المساعدات الصوتية المدمجة في الهواتف الذكية، مثل: سيري (Siri) من آبل، وأليكسا (Alexa) من أمازون، ومساعد جوجل (Google Assistant). إذ تُمكِّن هذه الأدوات المدعومة بتقنيات تعرّف الصوت وإنتاج اللغة الطبيعية المستخدمين من أداء مجموعة متنوعة من المهام دون الحاجة إلى استخدام اليدين.

وتشمل هذه المهام البحث عبر الإنترنت، وإرسال الرسائل، وإجراء المكالمات، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، يمنح استخدام تقنيات التعلم الآلي (Machine Learning) هذه التطبيقات قدرة على التعلم والتحسين الذاتي. فعلى سبيل المثال، عندما ترتكب سيري أو أليكسا خطأ أثناء الإجابة عن سؤال ما، يأتي هنا دور تحليل البيانات لضمان تقديم إجابة أفضل في المرات القادمة.

الذكاء الاصطناعي والتوقعات المخصصة:

أما فيما يتعلق بخدمات البث، تُعد هذه خير مثال آخر على كيفية تكامل الذكاء الاصطناعي بسلاسة في حياتنا اليومية. حيث تُستخدم خدمات بث الوسائط والموسيقى، مثل نتفليكس (Netflix) ويوتيوب (YouTube) وسبوتيفاي (Spotify)، الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باهتماماتك المستقبلية المحتملة في المشاهدة أو الاستماع.

وعلاوة على ذلك، تستخدم هذه الخدمات الأساسية مزيجًا من التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لاقتراح محتوى مبني على أنماط الاستخدام السابقة وتفضيلات مستخدمين آخرين ذوي تفكير مماثل.

التسوق الذكي:

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت عملية التسوق عبر الإنترنت أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت، حيث تقوم التجارة الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، باستخدام التحليلات التنبئية لتخصيص تجربة العميل وفقًا لتاريخ الشراء السابق وتفضيلات العميل وأنماط البحث وتلك الأشياء التي يشتريها العملاء الآخرون.

وقد جعل هذا النهج منصات مثل أمازون تتفوق في تقديم اقتراحات المنتجات بناءً على سلوكيات الاستخدام، حتى تستطيع التنبؤ بدقة متى قد ينفذ منظف الغسيل، على سبيل المثال. فضلًا عن أن بعض التطبيقات مثل سيفورا حاليا تقوم بتخصيص الاقتراحات للمنتجات وفقًا للميزانية المتوقعة للمتسوق، بهدف تحسين تجربة المستخدم وزيادة معدل التحويل.

القيادة والتوصيل:

يتسبب عادةً الذكاء الاصطناعي في تغييرات في تجربة التنقل إلى مكان العمل. إذ تستعين تطبيقات البحث عن الطرق مثل: وايز (Waze) بتقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات من مستخدمي الطرق الآخرين ومشاركة تحديثات حركة المرور لحظيًا، بهدف تسهيل رحلتك. يمكنك الاستفادة من هذه التطبيقات للعثور على أسرع طرق، وتلقي تنبيهات بشأن الحوادث المرورية المتوقعة والاختناقات المرورية.

كما تمتلك شركة أوبر العملاقة في مجال النقل التشاركي ذراعًا مخصصة للذكاء الاصطناعي، وهي أوبر أيه آي (Uber AI)، التي يهدف إلى البحث وتطوير تقنيات جديدة، بحيث تعتمد أوبر على التعلم الآلي وتقنيتها الداخلية المعروفة بديب إي تي إيه (DeepETA) لتوقع أوقات التسليم بدقة وتقدير الأسعار وتنظيم الزيادات المفاجئة في أعداد المستخدمين.

إيصال رسالتك:

كما تؤثر أدوات الكتابة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كيفية تفاعلنا وتواصلنا. سواء كانت تلك اقتراحات الكتابة الذكية في خدمة البريد الإلكتروني جيميل التي تعتمد على نمط رسائلك السابقة، أو خيارات الرد السريع في تطبيق واتساب، وحتى توصيات القواعد النحوية من خلال تطبيق (Grammarly)، هذه الأدوات جميعها قادرة على توفير الوقت وتحسين الأداء.

وأخيرًا، أظهرَ الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق (ChatGPT) توجيهًا جديدًا لإنتاج محتوى مشابه للمحتوى البشري. إذ يعتمد روبوت ChatGPT يستند إلى مجموعة ضخمة من البيانات تتضمن 175 مليار معلومة وسياق، مما يمكنه من توليد محتوى في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءًا من محاضرات الجامعة والتوجيهات القانونية وحتى وصفات الطهي.

السلامة في الأرقام:

بهذا المجال قامت شركتا جوجل وآبل بتدريب أجهزتها على نماذج التعلم الآلي المستمدة من حوادث السيارات الحقيقية، وهذه الأجهزة الآن مجهزة بأنظمة تكشف عن حوادث السيارات، وتُفعل هذه الأنظمة عندما يكتشف هاتفك أنك تعرضت لحادث، وترسل تنبيهًا بموقعك وتفاصيل الحادث إلى السلطات وجهات الاتصال التي قمت بتحديدها لحالات الطوارئ.

كما تتضمن المزايا المحسّنة للأمان في أحدث أجيال ساعات آبل ميزة الكشف عن السقوط التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات من مستشعرات الحركة والدوران في الساعة لقياس شدة السقوط، ومن ثم ترسل الساعة تنبيهًا إلى فرق الطوارئ فور اكتشاف تعرضك لسقوط خطير، وهذه الميزة مفيدة بشكل خاص لكبار السن وللأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.

لذلك، في حين أننا جميعًا ندرك جيدًا المخاطر والعثرات المحتملة للذكاء الاصطناعي، فقد حان الوقت لتذكر أن هذه التكنولوجيا تغير قواعد اللعبة وتوفر إمكانات لا حصر لها لتحسين حياتنا كل يوم من جميع النواحي.

زر الذهاب إلى الأعلى