نصائح تكنولوجية

ما الفرق بين الواقع الافتراضي VR والمعزز AR والمختلط MR؟

تتصدر النظارات الذكية السوق التقني خلال هذه الفترة، لذلك نجد الكثير من الشركات تعلن عن نظارتها الجديدة، ومنها: ميتا، وأوبو، وشركة HTC، ولكن أبرزها شركة آبل التي كشفت عن نظارتها (Vision Pro) الأسبوع الماضي، التي تُعد أول منتج تقدمه الشركة منذ سنوات، ومن المتوقع أن تكون سبب ريادة آبل لسوق النظارات الذكية بفضل إمكانياتها غير المسبوقة.

تجمع نظارة آبل (Vision Pro) بين الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR بطريقة لا تفصل المستخدم عن الواقع المحيط كما كان يحدث من قبل، كما تتميز بأنها لا تحتاج إلى أي ملحقات خارجية للتحكم، وتعتمد في عملها على تتبع حركة العين مع إيماءات اليد، فضلًا عن الأوامر الصوتية.

ولكن بالطبع هناك الكثير من الاختلافات بين النظارات الذكية الموجودة في السوق، وتلك المُعلن عنها فقط، فجميعها لا تعمل بالتقنيات نفسها ولا تقدم الميزات نفسها، فهناك نوع يدعم (الواقع الافتراضي) Virtual Reality، ونوع آخر يدعم (الواقع المعزز) Augmented Reality، بينما النوع الثالث يدعم (الواقع المختلط) Mixed Reality.

فما هو الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط، وما هي أهم الفروق بينها، وما هي حالات الاستخدام المحتملة؟

أولًا؛ ما هو الواقع الافتراضي VR؟

ما الفرق بين الواقع الافتراضي VR والمعزز AR والمختلط MR؟

يُعد (الواقع الافتراضي) VR هو النوع الأشهر من المحتوى الرقمي، وهو عبارة عن تقنية تسمح بإنشاء بيئة رقمية غامرة بالكامل ينفصل فيها المستخدم عن عالمه الحقيقي وينتقل إلى عالم آخر رقمي بمجرد ارتداء النظارة الذكية التي تضم العديد من المستشعرات والتقنيات التي تحوّل حركاته إلى العالم الافتراضي.

وتتصدر شركة ميتا سوق نظارات الواقع الافتراضي، إذ تستحوذ على الحصة السوقية الكبرى بنسبة 75% من خلال نظارتها الذكية (Quest) التي باعت منها 10 ملايين وحدة خلال عام 2022، ومن المتوقع أن تزيد سيطرتها مع انتشار الميتافيرس.

دخل الواقع الافتراضي إلى العديد من المجالات، ومنها: الألعاب الإلكترونية، والطب، والتعليم، والتصنيع، إذ تستخدمه الشركات لتحليل المعدات وتقييم عمليات الإنتاج وتدريب العمال، ومن أبرز استخداماته في الطب إعادة التأهيل للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية.

بالإضافة إلى ذلك؛ يوجد الكثير من الألعاب التي تدعم الواقع الافتراضي، وتعد شركة سوني من أبرز الشركات الرائدة في هذا المجال بفضل نظاراتها الذكية (PlayStation VR).

 ثانيًا؛ ما هو الواقع المعزز AR؟

ما الفرق بين الواقع الافتراضي VR والمعزز AR والمختلط MR؟

يضيف (الواقع المعزز) AR عناصر إلى واقعك، ولا يحل محله، فهو عبارة عن تقنية تسمح بتراكب العناصر الرقمية في بيئة العالم الحقيقي، حيث تساعدك في تعزيز الواقع الذي تواجهه حاليًا مع المرئيات المتراكبة أو البيانات الأخرى.

كتقنية؛ يمكن للواقع المعزز (AR) تحسين تصورات المستخدم أو تغييرها بإضافة معلومات رقمية في شكل صور ومقاطع مرئية وبيانات أخرى. يختبر معظم الأشخاص الواقع المعزز يوميًا باستخدام هواتفهم الذكية، إذ تتضمن أمثلة تجارب الواقع المعزز عدسات (سناب شات) Snapchat.

ومن أشهر تطبيقات الواقع المعزز تطبيق Pokemon Go، الذي يسمح للاعبين باستخدام هواتفهم الذكية للتفاعل مع الشخصيات الرقمية في العالم الحقيقي.

يُستخدم الواقع المعزز في بعض المجالات، ومنها: 

  • الترفيه: يُستخدم الواقع المعزز في بعض منصات التواصل الاجتماعي مثل: سناب شات، وفي الألعاب، وأبرزها: لعبة (Pokemon Go)، أو في تشغيل فيلم على شاشة افتراضية عملاقة بحجم 100 بوصة.
  • البحث: عندما تستخدم محرك بحث جوجل؛ يمكنك عرض بعض النتائج في الوضع الثلاثي الأبعاد والواقع المعزّز، ومن الأمثلة التي يمكنك البحث عنها وتجربتها عبر هذه التقنية هي: الحيوانات البرية والمائية والأليفة، ومصطلحات الكيمياء والبيولوجيا، والفيزياء.
  • التدريب: تستخدم بعض الشركات الواقع المعزز لتدريب العمال وإجراء الصيانة، إذ يمكن أن تعرض نظارات الواقع المعزز معلومات مفيدة في إعداد التصنيع، مثل: طراز الجهاز والرقم التسلسلي ودليل التعليمات وإجراءات الإصلاح بعرض إرشادات متحركة حول كيفية أداء مهمة معينة أو إصلاح قطعة من الآلات.
  • تحسين إستراتيجيات التسويق والمبيعات: تستخدم هذه التقنية في تجربة المنتجات قبل شرائها أثناء وجود المستخدمين في المنزل دون الحاجة إلى الذهاب للمتاجر لتجربتها.
  • المطاعم: يمكن للمطاعم أن تمنح عملاءها خيار عرض عناصر القائمة باستخدام تقنية AR عند الطلب داخل المطعم أو عبر هواتفهم المحمولة.

ثالثًا؛ ما هو الواقع المختلط MR؟

كل ما تحتاج لمعرفته عن نظارة Vision Pro الجديدة من آبل

وضع الباحثان (بول ميلجرام) Paul Milgram، و(فوميو كيتشينو) Fumio Kishino مصطلح (الواقع المختلط) MR في عام 1994 لوصف التواصل بين بيئتين؛ إحداهما واقعية بالكامل والأخرى افتراضية بالكامل.

إذ يأخذ الواقع المختلط (MR) الواقع المعزز خطوة إلى الأمام ويسمح للمستخدمين بالتعامل مع الأشياء والمعلومات الافتراضية والتفاعل معها، لذلك، يحصل المستخدم في تجارب الواقع المختلط على مدخلات من البيئة تتغير وفقًا لها.

يُعد هذا النوع هو الأكثر انتشارًا خلال الفترة الحالية، ومن المحتمل أن يكون له السيطرة مستقبلًا، بسبب تطور التقنيات المستخدمة في نظارات الواقع المختلط، وأبرزها: الكاميرات، والمستشعرات التي تُستخدم لقياس أبعاد العناصر في الواقع الحقيقي، ومن ثم يمكن بسهولة إضافة العناصر الرقمية بشكل واقعي إلى المحتوى الذي يشاهده المستخدم عبر النظارة.

كما تعتبر شركة آبل هي أحدث شركة تدخل هذا السوق بنظارتها الذكية (Vision Pro)، لتنافس شركة مايكروسوفت التي تستحوذ على حصة سوقية بنظارتها HoloLens الموجهة لقطاع الأعمال، وشركة ميتا التي أعلنت في بداية هذا الشهر عن نظارتها (Quest 3) للواقع المختلط، إلى جانب شركة HTC التي أعلنت عن نظارتها (Vive XR Elite Business Edition) الموجهة لقطاع الأعمال، وشركة أوبو بنظارتها (Oppo MR Glass Developer Edition) الموجهة لقطاع المطورين، إذ صممتها لتمكين المطورين من إنشاء التطبيقات، ومعرفة أفضل الاستخدامات لتقنية الواقع المختلط.

ومن المتوقع أن يشهد هذا السوق طفرة في التطور ومنافسة شديدة بين الشركات خلال العام الجاري؛ لأن هذا النوع من النظارات يسمح للمستخدم بالحصول على تجربة رقمية، مع الحفاظ على الاتصال بالواقع، لذلك يُطلق عليه اسم (الحوسبة المكانية) Spatial Computing، وتعتقد كبرى الشركات وأهمها آبل أنه سيشكل العصر التكنولوجي القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى