تحت الضوء

مقارنة بين Bing و ChatGPT .. من الأفضل؟

أعلنت شركة مايكروسوفت في السابع من شهر فبراير الجاري عن النسخة التجريبية الجديدة من محرّك بحثها المدعومة بالذكاء الاصطناعي Bing AI، الذي قالت إنه مبني على التقنية نفسها التي بُني عليها روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، مع فارق أن التقنية المستخدمة في محرك مايكروسوفت تعتمد نموذجًا لغويًا أكثر تطورًا من ذلك المُستخدم في ChatGPT، عملت مايكروسوفت على تحسينه خصوصًا لعمليات البحث.

فهل يتفوّق روبوت الدردشة المُدمج في محرّك Bing فعلًا على ChatGPT؟ أم أنّ لكل من البرنامجين نقاط قوّته التي يتميّز بها عن الآخر؟ البوابة العربية للأخبار التقنية حصلت على وصول إلى النسخة المبكّرة من محرّك Bing الجديد ووضعته تحت المقارنة مقابل ChatGPT لمعرفة الإجابة. وهنا سنقدّم النتيجة للقارئ لمساعدته في تحديد أي الأداتين أفضل لاستخداماته.

الحصول على مصادر المعلومات

واحدة من أبرز نقاط القصور في ChatGPT هي تقديم إجاباته خاليةً من أي مصادر. وهذا يعني عدم قدرة المُستخدم على العودة إلى مصادر المعلومات للتوسّع في بحثه، أو للتأكّد من دقتها. أما في نسختها من روبوت الدردشة فحلّت مايكروسوفت هذه المشكلة، إذ يضع روبوت Bing مصدر كل معلومة من المعلومات المذكورة في إجابته، وهي ميزة لا يمكن الاستغناء عنها في حالة Bing لكونه أولًا وأخيرًا مُحرّك بحث وعليه المحافظة على ثقة مُستخدميه.

Bing أقل عرضةً للمشاكل التقنية

لا بد أن كل من استخدم ChatGPT قد شاهد الرسالة الظاهرة أعلاه، التي تُفيد بتعطّل التطبيق عن العمل وتطلب من المُستخدم المحاولة مجددًا. يتعرّض ChatGPT للتوقّف مرارًا خلال اليوم وخاصةً في أوقات الذروة؛ ذلك لأن الإقبال الهائل عليه يفوق إمكانيات شركة صغيرة مثل OpenAI المطوّرة له مما يؤدي إلى تعطُّل خوادمها باستمرار تحت الضغط. ولا يمكن للمُستخدم تفادي هذه الأخطاء إلا عبر الاشتراك بالنسخة المدفوعة من ChatGPT التي تُكلف عشرين دولارًا شهريًا، إذ تَعِد الشركة الناشئة بتوفير سعة أعلى تمنع ظهور هذه الأخطاء لمشتركي خطتها المدفوعة. في المقابل، لا يعاني محرّك Bing من مثل هذه المشاكل، إذ تقف خلفه شركة عملاقة يُعتبر التعامل مع الملايين من مُستخدميها جزءًا من عملها اليومي.

انقطاع الخدمة فجأةً أثناء الدردشة أمر مُزعج يعوق المُستخدم عن متابعة بحثه، مما يُعطي تفوقًا لمحرك Bing من هذه الناحية.

Bing لا يقبل النصوص الطويلة

لا يقبل Bing عبارة بحث تتجاوز أكثر من 2000 حرف، وهي ليست بمشكلة بالنسبة لعبارات البحث البسيطة، لكن لو طلب المُستخدم من Bing إعادة صياغة نص يتجاوز هذا الحد أو تلخيصه، فهذا لن يكون ممكنًا دون تقسيم النص إلى عدة أجزاء. هذه المشكلة ليست موجودة في ChatGPT الذي لا يُلزم المُستخدم بعدد محدد من الحروف، إلا أن النصوص الطويلة قد لا تُقبَل أحيانًا بسبب المحدوديات التقنية للبنية التحتية المُشغّلة لـ ChatGPT كامتلاء ذاكرة الخادم في فترات الضغط.

الاحتفاظ بسجل المحادثات

قد يرغب المُستخدم أحيانًا بالعودة إلى محادثاته السابقة لمراجعة المعلومات أو لمتابعة الدردشة. يتفوق ChatGPT في هذه الناحية إذ يوفّر عبر الشريط الجانبي للموقع سجلًا بجميع المحادثات السابقة، ويُعطي عنوانًا لكل محادثة لتسهيل العثور عليها. أما Bing فهو لا يقدم مثل هذه الإمكانية إذ لا يستطيع المستخدم العودة إلى محادثاته السابقة إلا من خلال سجل المتصفح History وهي عملية صعبة ومُرهِقة لصعوبة العثور على المحادثة المطلوبة.

حداثة المعلومات

لا يمتلك ChatGPT فكرة عن المعلومات والأحداث العالمية التي حصلت بعد عام 2021، وذلك لأن البيانات التي دُرِّب عليها تعود إلى تلك الفترة وما سبقها. في المقابل يستقي روبوت Bing معلوماته من الروابط التي يؤرشفها محرّك البحث نفسه، وهذا يعني قدرته في العثور على معلومات حديثة ومنها تلك التي أصبحت مُتاحةً قبل دقائق من عملية البحث، وهو ما يعطي أفضلية كبيرة لمحرك Bing عندما يتعلق البحث بمعلومات ذات حساسية زمنية.

تقييد جلسات الدردشة

قيّدت شركة مايكروسوفت مستخدمي Bing بـ 50 جلسة دردشة يوميًا و 5 أدوار لكل جلسة، بمعنى أنه يجب على المستخدم بدء جلسة دردشة جديدة بعد خمسة أسئلة في كل جلسة. والجلسة الجديدة تعني عدم امتلاك الروبوت أية فكرة عن سياق الدردشة التي سبقتها، مما يُصعّب على المستخدم متابعة طرح الأسئلة ضمن السياق نفسه. ووضعت الشركة هذا التقييد بعد أن قالت إن جلسات الدردشة الطويلة تسبب الارتباك لنموذج الذكاء الاصطناعي وهذا قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

من جهته لا يضع ChatGPT أية تقييدات على عدد جلسات الدردشة اليومية أو على عدد الأسئلة المطروحة في كل جلسة.

دقّة وغنى الإجابات

قد يكون السؤال الأهم عند مقارنة البرنامجين هو: أيهما أكثر قدرة على تقديم إجابات أدق وأوضح وأكثر غنىً بالمعلومات؟ من تجربتنا بدا أن الأمر يعتمد على مجال السؤال وطريقة طرحه، وهذا يعني صعوبة تقديم إجابة فاصلة حول أي البرنامجين أفضل من حيث جودة الإجابات. على سبيل المثال: يتفوق محرّك Bing في الإجابة عن الأسئلة التي تطلب تحديد الخطوات اللازمة لأداء عمل معيّن، كعمل قائمة بالأماكن التي ينبغي زيارتها في مدينة ما، أو وضع برنامج لممارسة الرياضة بهدف خسارة الوزن، حيث تأتي نقاط Bing أكثر وضوحًا وتنظيمًا وغنىً بالمعلومات، وهو نوع من الأسئلة التي يتّضح منها أن مايكروسوفت حرصت على تحسين إجاباتها. أما في الأسئلة التي تتعلق ببعض الاختصاصات كالبرمجة مثلًا، يأتي تفوق ChatGPT واضحًا حيث يمكنه تقديم إجابات أكثر عمقًا وتفصيلًا تصل إلى مساعدة المستخدم عبر تقديم الشيفرات البرمجية اللازمة لكتابة برامج كاملة.

بالنسبة للأسئلة العامة، كالاستفسارات العلمية مثلًا، يقدّم البرنامجان إجابات متشابهة مع تفوّق أحدهما على الآخر أحيانًا من حيث غنى الإجابة المُقدّمة، لكن -كما أسلفنا- يصعب تحديد من هو الأكثر تفوقًا بشكلٍ عام؛ لأن طريقة صياغة الإجابة قد تختلف أحيانًا حتى عند طرح السؤال مرتين على الروبوت نفسه.

الخلاصة: أي الروبوتين يجب أن أستخدم؟

تعتمد الإجابة على نوع المعلومة التي يبحث عنها المستخدم. لو كانت حداثة المعلومة أو معرفة مصادرها أمرًا ذا أهمية كبيرة بالنسبة للمُستخدم، يجب حينها التوجه إلى Bing. أما إن كان السؤال معقّدًا ومن المتوقع الاحتياج إلى طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات اللاحقة فقد يكون من الأفضل التوجه إلى ChatGPT بسبب تقييد عدد الأسئلة في جلسات Bing. أما بالنسبة للأسئلة الاختصاصية التي تتجاوز كونها أسئلة معلومات عامة، كالأسئلة التي قد يطرحها الأطباء والمهندسون وغيرهم، فحينها يُنصح بطرح السؤال نفسه على كلا البرنامجين لمعرفة البرنامج الأقدر على تقديم إجابات أفضل بحسب نوع السؤال، وبعدها يمكن للمُستخدم اعتماد البرنامج الأفضل في تقديم الإجابات المتعلقة بالاختصاص المطلوب.

أخيرًا، فإن روبوتات البحث الذكية ما زالت في مهدها وتنتظر حصول الكثير من التطويرات عليها وظهور منافسين جدد، من أبرزهم روبوت (بارد) Bard من جوجل الذي لم يتوفر لعموم المستخدمين بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى