كيف تخطط أوبرا للتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في متصفحها؟
لقد أشاد الكثيرون بالذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) باعتباره مستقبل البحث في الويب، وذلك بفضل اعتماد هذه التقنية في محرك بحث جوجل، ومحرك البحث بينج. فقد أعلنت جوجل عن (بارد) Bard يوم 6 فبراير عبر مدونة جوجل، وهو روبوت دردشة تفاعلي يستند في عمله إلى الذكاء الاصطناعي، يمكنه الرد على الاستفسارات والطلبات المختلفة بطريقة المحادثة.
وفي يوم 7 فبراير أعلنت مايكروسوفت عن إدماج إصدار مُحدث من ChatGPT في محركها للبحث بينج ومتصفح إيدج (Edg)، لتقديم ردود أكثر مرونة بلغة طبيعية على استفسارات البحث.
لكن شركة (أوبرا) Opera النرويجية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتجاوز عمليات البحث عبر الإنترنت، وسيُدمج في جميع الأنشطة التي يمارسها الأشخاص أثناء استخدام متصفح الإنترنت.
كيف تخطط أوبرا للتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في متصفحها؟
في تاريخ 12 فبراير أعلنت شركة أوبرا رسميًا عن عزمها إدماج خدمات المحتوى المُولَّد بتقنية الذكاء الاصطناعي (AIGC) لإنشاء الصور والنصوص والأصوات للمستخدمين في متصفحات الويب التابعة لها للحواسيب الشخصية والأجهزة المحمولة.
كما ستطرح شركة أوبرا في المستقبل القريب أداة يدعمها ChatGPT ستُلخص محتوى صفحات الويب عبر زر (Shorten) الذي سيُضاف إلى شريط الأدوات. وتخطط الشركة لتوسيع برنامجها الحالي للذكاء الاصطناعي ليشمل إضافة خدمات المحتوى المُولَّد بتقنية الذكاء الاصطناعي إلى منتجات التصفح، والأخبار، والألعاب.
قال (كريستيان كولوندرا) Krystian Kolondra، نائب الرئيس التنفيذي للمتصفحات في أوبرا لموقع fast company: “لقد أعلنا أولى مراحل إدماج ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي في متصفح الحواسيب الشخصية من خلال إظهار وظيفة تقصير محتوى صفحات الويب المتصلة بخدمة المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي في الشريط الجانبي للمتصفح”.
بالرغم من أن متصفح أوبرا لا يمتلك سوى حصة 2.4% في سوق متصفحات الويب، فإن هذا الإعلان يمثل سابقة لما يمكن أن يبدو عليه متصفح أوبرا في هذا العصر الجديد الذي يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي.
وقد أوضح كولوندرا أن شركة أوبرا سرّعت دخولها إلى عالم الذكاء الاصطناعي بسبب الإعلانات الأخيرة لمنافسيها، لكنه يدعي أن الشركة تعمل على حلول الذكاء الاصطناعي منذ حوالي 10 سنوات. فقد أشار إلى أن العمل على إدماج خدمات المحتوى المُولَّد بتقنية الذكاء الاصطناعي في منتجات متصفح أوبرا جديد نسبيًا لكنه سُرّع بشكل كبير.
من ناحية أخرى، أشار كولوندرا إلى أن أوبرا تدمج خدمات المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي في متصفحها في هذه المرحلة المبكرة لمساعدة المستخدمين العاديين في التكيف وإدراك الطريقة التي يمكن لهذه الأدوات من خلالها تغيير حياتهم.
ويتوقع أن نرى تغييرات أساسية في كيفية عمل المستخدمين والشركات باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب الأفراد والشركات ومجتمعاتنا، لذا من المهم تمكين الأشخاص ليكونوا في طليعة هذا التحول.
يعترف كولوندرا بأن شركته لديها عمل شاق في المستقبل لضمان بقائها في الجانب الصحيح رغم العديد من المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي كحقوق النشر والمعلومات المضللة. لكن كولوندرا يقول إنه من الأفضل أن نسابق لنكون في المقدمة في هذا التطور، بدلاً من التخلف عن الرَّكب.