تحت الضوء

موظفون في جوجل ينتقدون “استعجال” الكشف عن مُنافس ChatGPT

انتقد موظفون في شركة جوجل ما قالوا إنه استعجال شركتهم في الكشف عن روبوت الدردشة الذكي الخاص بها (بارد) Bard، الذي كشفت عنه الشركة الأسبوع الماضي ليُنافس ChatGPT من شركة OpenAI.

وقال موقع قناة CNBC الأمريكية إنه اطّلع على بعض منشورات المنتديات الداخلية في الشركة حيث نشر الموظفون مجموعة من الانتقادات التي طالت مديرهم التنفيذي (سوندار بيتشاي) الذي تعجّل، حسب رأيهم، في الكشف عن خطط جوجل لتبنّي الذكاء الاصطناعي في محرّك بحثها، ووصفوا خطوة جوجل بالمُتعجّلة والفاشلة.

وكانت جوجل قد سارعت في عرض تقنيتها الجديدة للذكاء الاصطناعي، التي أطلقت عليها اسم (بارد) Bard، قبل يومٍ واحد من مؤتمر مايكروسوفت الذي كشفت فيه عن دمج إمكانيات ChatGPT ضمن مُحرّك بحثها Bing، إلا أن جوجل أوقعت نفسها في مأزق عندما ذكر (بارد) معلومةً غير صحيحة خلال عرض النسخة التجريبية منه في أثناء المؤتمر.

ويظهر في الفيديو الذي عرضته الشركة مثالًا على الأسئلة التي يستطيع الروبوت الإجابة عنها، حيث يُطرح السؤال: “ما هي الاكتشافات الجديدة من تلسكوب جيمس ويب التي أستطيع إخبار ابني الذي يبلغ من العمر 9 سنوات عنها؟”.

وقد جاءت الإجابة بشكل نقاط مُبسطة كما يطلب السؤال، إلا أنها احتوت على خطأ حيث ورد في إحدى النقاط بأن (جيمس ويب) التقط أول صورة لكوكب يقع خارج مجموعتنا الشمسية. لكن سُرعان ما لاحظ الناس هذا الخطأ، ومنهم علماء متخصصون بالفلك نشروا تغريدات عبّروا فيها عن استيائهم من برنامج؛ جوجل لأن أول صورة التُقِطت من هذا النوع كانت في عام 2004، وهي معلومة معروفة وموثقة على موقع وكالة أبحاث الفضاء (ناسا). وأدى هذا الخطأ إلى تراجع ثقة المُستثمرين بخطط الشركة المستقبلية مما أدى بدوره إلى انخفاض قيمة أسهم (ألفابيت)، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 9%.

ووفقًا للتقرير، فإن الشركة كانت قد أخبرت موظفيها في ديسمبر من العام الماضي أنها لا تنوي الاستعجال في طرح مُنافس لـ ChatGPT خوفًا من أن تؤدي هذه الخطوة إلى الإضرار بسمعتها، في إشارةٍ منها إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ما زالت غير جاهزة لتقديم بديل موثوق عن البحث التقليدي. لكن يبدو أن قيام منافِستها (مايكروسوفت) باستثمار 10 مليارات دولار في OpenAI، الشركة المطورة لـ ChatGPT، وعملها على دمج إمكانيات الروبوت الذكي في محرّك بحثها، أدى إلى إسراع جوجل في القيام بخطوة مماثلة كي تُثبت أنها ما زالت قادرة على المنافسة.

وتعتزم كل من جوجل ومايكروسوفت دمج نماذجهما الجديدة بمُحرّكات البحث الخاصة بهما، بحيث يمكن للمُستخدم طرح الأسئلة بلغة طبيعية للحصول على إجابة مُباشرة ومُختصرة تظهر إلى جانب نتائج البحث التقليدية، إلا أن النسخ الجديدة من مُحرّكي جوجل ومايكروسوفت ما زالت ضمن المرحلة التجريبية، ولم تتوفر بعدُ لعموم المستخدمين.

ويُذكر أن جوجل كانت قد قالت في تدوينتها التي أعلنت فيها عن إطلاق روبوتها الذكي، بأن (بارد) يعمل حاليًا على نسخة خفيفة من نموذجها للذكاء الاصطناعي، وهي نسخة أصغر حجمًا وأقل استهلاكًا للقدرة الحاسوبية، وهو ما يُساعد الشركة على تقديم الخدمة لعدد أكبر من المستخدمين للحصول على الملاحظات والاقتراحات بشكل أسرع.

ورغم الإمكانيات المثيرة للاهتمام التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لم يمنع ظهور الكثير من المخاوف والانتقادات لهذه التقنية، ومنها عدم دقة نتائجها أو إمكانية استخدامها لنشر الأكاذيب والتأثير في الرأي العام. كما قامت عدة جامعات ومدارس حول العالم بحظر الوصول إلى ChatGPT؛ بسبب استخدامه من قِبَل الطلاب لكتابة التقارير وحل الواجبات المدرسية، مما دفع عددًا من الشركات إلى تطوير أدوات خاصة للكشف عن النصوص التي كُتِبت باستخدام الذكاء الاصطناعي.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى