لماذا يصعب التخلي عن كلمات المرور في الأنظمة والخدمات
يعيش الإنسان حاليًا في عصر شديد التقدم. نحن على مقربة من استعمال المريخ، اختراع سيارات قادرة على الطيران أو نطير بأنفسنا باستخدام بذلات نفاثة. لكن في ظل هذا التقدم الحالي والمستقبلي لازلنا متمسكين بأدوات وأساليب قديمة، على رأسها كلمات المرور.
وتسمح حاليًا أنظمة التشغيل والخدمات المختلفة بالتخلي عن تلك الطريقة التقليدية. يمكن الآن تسجيل الدخول بدون الحاجة لكلمة مرور تقليدية، إلا أن هذه الأداة لازالت محل اعتماد رئيسي من عدد ضخم من الخدمات والأنظمة.
وهذه الأداة التقليدية هي في الواقع سلاح ذو حدين. حيث أن كلمات المرور تشكل خطر أمني كبير نظرًا لإن إنشائها وإدارتها تعد عملية مملة، لذلك يميل المستخدم لإعادة استخدامها أكثر من مرة في أكثر من مكان.
اقرأ أيضًا: كيفية إزالة كلمة مرور تسجيل الدخول في ويندوز 10
هل تنتهي كلمات المرور قريبًا
تم التخلي عن هذه الأداة في عدد كبير من الأنظمة. الهواتف الذكية حاليًا على سبيل المثال أصبحت تسمح بتسجيل الدخول والوصول لمحتوى الهاتف فقط ببصمة الإصبع أو الوجه.
والوضع الآن أصبح أفضل، نظرًا لأن لا أحد -في الظروف الطبيعية- سيكون قادر على تخمين بصمة يدك، أو سرقة وجهك! وهذا مجرد تطبيق على المصادقة بدون كلمة مرور، وهو ما قد يحدث بأكثر من طريقة أخرى.
ومن ناحية أخرى، تقنيات المصادقة والتوكيد مثل بصمة الإصبع وبصمة الوجه تضيف طبقة إضافية من الأمان. حيث ييتم تسجيلها بشكل محلّي على الجهاز نفسه، دون الحاجة لتسجيلها -مثل كلمة المرور- على خوادم خاصة بالشركات.
ولعل الطريق للتخلي عن كلمات المرور يحتاج دعم كبير من الأنظمة والخدمات. وقد ظهر تطبيق على ذلك في نظام ويندوز 11 المنتظر، والذي سيضيف تكامل عميق مع تقنيات تسجيل الدخول دون كلمة مرور، أيًا كان شكلها أو طريقة عملها.
اقرأ أيضًا: 3 طرق لاستيراد كلمات المرور إلى متصفح كروم بسهولة
وقد قطعت جميع الجهات المهتمة طريقًا طويلًا للتخلي عن كلمات المرور. لكن تظل هناك تحديات كبيرة أمام التخل عن هذه الطريقة.
وأولى هذه التحديات هي مدى اعتياد المستخدمين من جميع الأنواع على كلمات المرور التقليدية. استخدام كلمات المرور هي عادة متأصلة لدى ملايين المستخدمين، ومن الصعب أن يتم إقناعهم باستخدام بديل آخر. خصوصًا أن بعض المستخدمين يصرون على استخدامها حتى في ظل وجود أدوات أخرى.
وثاني هذه التحديات هو التحديث الأصعب، حيث أن الأول يمكن تغييره مع مرور الوقت. ويكمن هذا التحدي في أن تقنيات تسجيل الدخول بدون كلمة مرور تحتاج في معظم الحالات لأجهزة إلكترونية أحدث.
وفي حالة أن ملاك الأجهزة الأقدم لا يقدرون على الوصول لهذه الخصائص نظرًا لأن أجهزتهم لا تسمح بذلك، ستظل هناك فجوة كبيرة يجب على الطريقة التقليدية سدها.