مدينة المحاكاة، العالم الافتراضي الذي تتعلم فيه سيارات وايمو قيادة نفسها
مكعبات رمادية اللون مع سطح نحيف باللون الأزرق. تسير في طريق سريع مظلم، محاطة من جميع النواحي بمربعات خضراء متهورة. تحاول تخطي المكعبات الرمادية ذات السطع الأزرق والتغيير من حارة مرورية لأخرى. إلا أن المكعبات الرمادية تحافظ على ثباتها في ظل كل هذه الظروف العصيبة.
وصفت “مدينة المحاكاة” بهذا الشكل، وبالإنجليزية Simulation City. تُعد هذه المدينة عالم افتراضي متكامل تدرّب فيه شركة Waymo، والمنشقة عن جوجل، سياراتها في ظل أصعب الظروف الممكنة وذلك تمهيدًا لإطلاقها في الطرق الحقيقية. المكعبات الرمادية السابق وصفها هي واحدة من شاحنات الشركة الأوتوماتيكية ذات نصف المقطورة، بينما المكعبات الخضراء هي باقي المركبات التي تسير في الطريق.
وتعتبر شركة وايمو واحدة من أبرز الشركات ضمن سوق المركبات الذكية -أو الأوتوماتيكية المستقلة- والتي يتم تدريبها بالاعتماد على أكثر من برنامج محاكاة، منها برنامج “مدينة المحاكاة” السابق ذكره.
وأما عن برنامج المحاكاة الأول فهو برنامج CarCraft، والذي تدرّب الشركة مركباتها عليه منذ عام 2017، وقد قطعت سياراتها -افتراضيًا- مسافة تصل إلى 5 مليون ميل ضمن برنامج التدريب. أما مدينة المحاكاة فتمثل الجيل الثاني من هذا النوع من البرامج. ويُختبر فيه الشركة نظام “Waymo Driver“، نظام التشغيل الذي سيشغل المركبات.
اقرأ أيضًا: سيارات فورد تخبرك إذا تم اقتحامها
لماذا أطلقت وايمو برنامج مدينة المحاكاة؟
شعرت الشركة بالحاجة لإطلاق هذا البرنامج، والذي يمثل الجيل الثاني من برامجها للمحاكاة. بعدما تم اكتشاف “ثغرات” في البرنامج الأول، وهذا كما صرّح مدير المنتجات في الشركة.
وتستخدم برنامجها الجديد للتأكد من قابلية المركبات للسير في المدن بشكل فعلي، خصوصًا الشاحنات. وبالفعل، وايمو لديها الآن مركبات تسير على الطرق الحقيقية، وذلك في بعض ضواحي ولاية أريزونا، وكذلك ولايات مثل سان فرانسيسكو، ماونتن فيو، كاليفورنيا، وغيرهم.
وفي الوقت الحالي، تعتمد الشركة على تدريب الشاحنات بالبرنامج الجديد لكي تبدأ في توسيع تواجدها الفعلي في المدن. وحاليًا توجد 600 مركبة يتم اختبارها، منهم 300 مركبة في أريزونا وحدها.
ما أهمية عملية المحاكاة؟
عملية المحاكاة في مجال مثل هذا تعتبر في غاية الأهمية. حيث تساعد الشركة على تدريب السيارات على التعامل مع أكبر عدد ممكن من السيناريوهات والأوضاع التي ستتعرض لها الشاحنات فعليًا فيي المدينة.
ويميز العملية أيضًا أنها تتم على نطاق واسع جدًا، مما يزيد من فعالية التعلّم الخاص بالآلة بشكل أساسي. هذا إلى جانب أن الأساس في هذه المركبات هو الحفاظ على الأمن والسلامة.
كما ذكرت وايمو، الشركة استطاعت أن تحاكي 15 مليار ميل من القيادة من خلال مدينة المحاكاة. على عكس 15 مليون ميل تم قيادتهم في العالم الحقيقي من طرف الشاحنات!
وتتميز مدينة المحاكاة بأنها أكثر تقدمًا من الجيل السابق، وذلك من الناحية الحسابية. الشركة قادرة من خلال برنامج المحاكاة ذلك أن تحاكي ظروف بسيطة جدًا مثل قطرات المطر البسيطة وكذلك انعكاس آشعة الشمس على زجاج السيارة والسيارات المحيطة!
وإلى جانب المحاكاة، الاختبارات الحقيقية -الفيزيائية- ونتائج اختبارات الشركة في برامجها السابقة، الشركة تعتمد أيضًا على بيانات عديدة من “الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة” وتحديدًا بيانات الحوادث بالطبع، إلى جانب بيانات من “مجلس بحوث النقل”.
وكما يمكنك أن تتوقع، الشركة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بشكل ضخم، ومنها البيانات التي يتم جمعها من خلال المستشعرات الكثيرة التي تحملها السيارة، والتي تساعد على إنشاء صورة تخيلية لكل ما يحيط بها، وهي تقنية تسميها الشركة SurfelGAN، حيث أن Surfel هي اختصارًا لـ”surface element” أو عامل السطح، بينما GAN هي اختصار لـ”Generative Adversarial Network”، والمقصود هي شبكة تعمل على محاكاة التصرفات العدوانية من السائقين الآخرين.