نصائح تكنولوجية

كيف ستغير جوجل قواعد استهداف الإعلانات للحفاظ على الخصوصية؟

أعلنت شركة جوجل في يوم الخميس الماضي عن شروعها في التخلص من ملفات تعريف الارتباط – أو ما يُسمى (الكوكيز) Cookies – التابعة للجهات الخارجية تدريجيًا التي تستخدم لتتبع المستخدم في متصفح (كروم) Chrome لاستهدافه بالإعلانات واستبدالها بتقنية جديدة من تصميمها تُسمى (Federated Learning of Cohorts) التي تُعرف اختصارًا (FloC) تهدف إلى استهداف المستخدمين بشكل جماعي بدلًا من الاستهداف الفردي لحماية خصوصيتهم.

ولكن كيف ستغير جوجل طريقة تتبع المستخدمين في متصفح جوجل كروم لاستهدافهم بالإعلانات، وهل سيكون هذا بمثابة تغيير لسوق صناعة الإعلان بأكمله، وهل هو من أجل خصوصية المستخدمين بالفعل؟

للوهلة الأولى يبدو توجه جوجل الجديد للمحافظة على خصوصية مستخدميها وكأنه ربح للطرفين، فشركة جوجل أعلنت بأنها نظرًا إلى قيامها بإزالة ملفات تعريف الارتباط التابعة للجهات الخارجية من متصفح جوجل كروم، إلا إنها لن تستبدلها بأي طريقة أخرى لتتبع المستخدمين الفرديين عبر مواقع الويب.

حيث ذكر مدير إدارة المنتجات وخصوصية الإعلانات وثقة المستخدم في شركة جوجل (ديفيد تيمكين) David Temkin: “لن نبني معرفات بديلة لتتبع الأفراد أثناء تصفحهم عبر الويب ولن نستخدمها في منتجاتنا”، وهو يمكن أن يُساعد في حماية خصوصية المستخدمين نوعا ما.

ولكن الشيء المؤكد هو أنه من الواضح أن جوجل لا يزال بإمكانها جمع البيانات أثناء استخدامك لمنتجاتها – وهو ما يفعله الجميع تقريبًا طوال اليوم وكل يوم – واستخدام هذه البيانات لاستهدافك بالإعلانات، حيث تريد الآن بدلًا من استخدام ملفات تعريف الارتباط أن تستخدم تقنية (Federated Learning of Cohorts) فما هي هذه التقنية وكيف تعمل؟

تعتبر تقنية (FLoC) طريقة جديدة للشركات للوصول إلى الأشخاص بالمحتوى والإعلانات ذات الصلة من خلال تجميع مجموعات كبيرة من الأشخاص ذوي الاهتمامات المتشابهة، حيث يخفي هذا الأسلوب بشكل فعال الأفراد في مجموعة كبيرة أو (حشد) ويستخدم المعالجة على الجهاز للحفاظ على خصوصية سجل الويب الخاص بأي شخص يستخدم متصفح جوجل كروم.

حيث أظهرت اختبارات فرق إعلانات جوجل، إلى أنه عندما يتعلق الأمر بتكوين مجموعات مستخدمين قائمة على الاهتمامات، يمكن أن توفر تقنية (FLoC) إشارة بديلة فعالة لملفات تعريف الارتباط التابعة للجهات خارجية، بعد إظهار الاختبارات الخاصة بالتقنية أنه يمكن للمعلنين أن يصلوا إلى جهور عريض من مستخدمي منتجات جوجل بنسبة 95% على الأقل من التحويلات لكل دولار يتم إنفاقه عند مقارنته بالإعلانات القائمة على ملفات تعريف الارتباط.

ولكن، لماذا تقوم جوجل بتغيير طريقة استهداف المستخدمين بالإعلانات؟

بالتأكيد هذه الخطوة من شركة جوجل لا تتعلق بحماية خصوصية المستخدمين بشكل كُلي، ولكنها طريقة بسيطة للتخلص من شيء يكرهه المستخدمون ولا تحتاج إليه جوجل حقًا، حيث يعتقد عدد من الخبراء أن كل ما تفعله جوجل هو تعزيز تفوقها في سوق الإعلانات الرقمية فقط لا غير.

علاوة على ذلك، فإن طريقة استهداف المستخدمين عبر ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية أصبحت قديمة بالفعل وفي طريقها للاختفاء تقريبًا، حيث يذكر (بيتر داي) Peter Day مدير التكنولوجيا في شركة Quantcast الإعلانية: “ما يقرب من نصف الزيارات على الإنترنت اليوم لا تحتوي على ملفات تعريف ارتباط خاصة بالطرف الثالث، وتلك الموجودة تميل إلى الاختفاء، وفي الواقع، المستقبل هو لبيانات الطرف الأول، والشركات الإعلانية الكبيرة ستفوز بكل شيء”.

إذًا، إلى أين تتجه تقنيات تتبع المستخدمين مستقبلًا؟

يتفق العديد من الخبراء في أنه لفهم كيفية عمل تقنيات تتبع المستخدمين عبر الإنترنت، فإنه يجب على الجميع النظر إلى ما يفعله متصفح (سفاري) Safari من آبل وكيفية تحكمه وتنظيمه للشركات الإعلانية في تتبع المستخدمين عبر الويب.

حيث ظهر أن المتصفح متقدم بمراحل عندما يتعلق الأمر بالمحافظة على خصوصية مستخدميه من خلال حظره لملفات تعريف الارتباط منذ فترة طويلة، حيث تستخدم آبل ما تسميه (حماية التتبع الذكية) Smart tracking protection في متصفح (سفاري) على مدار العامين الماضيين لجعل الأمر أكثر صعوبة على المعلنين أو أي شخص آخر لتتبع المستخدمين.

كما يقوم المتصفح أيضًا بتشغيل ميزة مشابهة لميزة الخصوصية الجديدة القادم لنظام التشغيل (آي أوإس) iOS، حيث يقوم بحظر معظم أكواد التتبع افتراضيًا، ويتعين على المستخدمين السماح لمواقع الويب بالعمل، وهو ما يجب على جوجل فعله في متصفحها بدلًا من تغيير بعض التقنيات فقط بينما جوهر عملية التتبع والاستهداف بالإعلانات التي تقوم بها ما تزال كما هي.

زر الذهاب إلى الأعلى