كيف يبدو مستقبل قطاع الهواتف الذكية في شركة هواوي في 2021؟
قبل وصول الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) إلى البيض الأبيض، كانت شركة (هواوي) Huawei الصينية في طريقها تقريبًا لتكون من أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية متقدمة على شركة سامسونج الكورية الجنوبية، بعد أن زاحمتها في المركز الأول عدة مرات على مدار السنوات السابقة خاصة بعد أن تجاوزت شركة آبل سابقًا باعتبارها ثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم.
ولكن كل هذا تغير بعد أن شن ترامب حربًا تجارية شرسة ضد الصين، حيث وجدت شركة (هواوي) نفسها فجأة أداة رئيسية في هذا الحرب، بعد فرض إدارة الرئيس السابق عقوبات قاسية عليها منعتها من عقد الصفقات مع الشركات الأمريكية، ونتيجة لذلك انقطع وصولها إلى خدمات شركة جوجل وتطبيقاتها التي تعتبر مهمة للغاية في أي هاتف ذكي يعمل بنظام التشغيل أندرويد.
والآن مع بداية عام 2021 وبدء المستهلكين لاستقبال طرز الهواتف الذكية الجديدة، وجدت الشركة نفسها مجبرة على وضع أهداف متواضعة للغاية، حيث لم تعد قادرة على تضمين خدمات جوجل وتطبيقاتها في هواتفها الذكية التي ستطلقها هذا العام.
بالإضافة إلى شراء المعالجات وأجهزة المودم وغيرها من معدات الهواتف الذكية من الشركات الأمريكية، مما وضع الشركة في موقف بالغ التعقيد فيما يخص مستقبل هواتفها الذكية، ولكن إلى مدى وصل هذا السوء؟
توقع العديد من المراقبين أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تُخفف بعض القيود المفروضة على شركة (هواوي)، ولكن لم تظهر إدارة الرئيس (جو بايدن) أي علامة على التراجع عن الحظر التجاري المفروض عليها.
حيث ذكرت (جينا ريموندو) Gina Raimondo، المرشحة لوزيرة التجارة الأمريكية: “لا أري حاليًا أي سبب لإزالة الشركات المدرجة في القائمة السوداء من قائمة الكيانات بالوزارة لأن معظمها مدرجة فيها لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو السياسة الخارجية”.
وقد أجبر ذلك شركة (هواوي) على اتخاذ بعض الإجراءات القوية فيما يتعلق بمستقبل قطاع الهواتف الخاصة بها، من ضمنها بيع شركة (هونور) Honor – العلامة التجارية التابعة لها – إلى اتحاد يتكون من عدة شركات حتى تتمكن من عقد صفقاتها بشكل مستقل.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لمؤشر نيكاي فقد انخفضت التوقعات بشأن إنتاج هواتف هواوي في عام 2021 بشكل كبير، حيث ذكرت تقارير تُشير إلى أن الشركة قد أبلغت مورديها بأن الطلبات على مكونات الهواتف الذكية ستنخفض بأكثر من 60% هذا العام مقارنة بعدد 189 مليون هاتف ذكي شُحن في عام 2020، حيث من المتوقع أن تنتج الشركة الآن ما بين 70إلى 80 مليون هاتف فقط في عام 2021.
ولم يقتصر الأمر على حجم الطلبات وحدها، بل تعدى الأمر إلى طرز الهواتف التي ستطورها أيضًا، حيث ذكرت التقارير إن الطلب على المعالجات من شركة (كوالكوم) الأمريكية – بعد منحها الإذن في شهر نوفمبر الماضي – سيقتصر على طرز الهواتف التي تدعم شبكات الجيل الرابع 4G فقط نسبة لمنعها من استيراد معدات بناء الهواتف التي ستدعم شبكات الجيل الخامس 5G.
وتعتبر هذه التوقعات السيئة لمستقبل قطاع الهواتف في شركة (هواوي) ليست جديدة منذ وضعها في قائمة الكيانات المحظورة من التعامل مع الشركات الأمريكية، على سبيل المثال: أشار تقرير نُشر في شهر يناير من هذا العام إلى أن الشركة قد تكون قادرة فقط على انتاج حوالي 45 مليون هاتف ذكي فقط.
ولكن مع ذلك، ما تزال الشركة تحاول جاهدة للوصول إلى حلول، ومن ضمنها مواصلة المفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، أو بيع قطاع الهواتف الذكية – شركة هواوي نفت هذا الأمر بشدة لاحقًا – ولكن هذا لا يمنع القول إن الشركة تواجه العديد من التحديات إذا استمرت الإدارة الجديدة في المضي قدمًا في حظرها مما سيخرجها من سوق الهواتف الذكية بشكل كامل.