5 طرق تستخدمها شركة شاومي لتعزيز علامتها التجارية
مع تأثر أعمال شركة هواوي خارج الصين بشكل كبير منذ إدراجها في قائمة الكيانات المحظورة بالتعامل مع التكنولوجيا الأمريكية نتيجة للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، استغلت شركة (شاومي) Xiaomi غياب هذه الشركة بشكل كبير لترسيخ علامتها التجارية في السوق.
حيث كان نموها ثابتًا طوال العام الماضي من خلال احتلالها للمرتبة 19 في قائمة العلامات التجارية التقنية الأكثر قيمة في جميع أنحاء العالم، كما احتلت المرتبة 81 في قائمة العلامات التجارية العالمية الأكثر قيمة، متقدمة على علامات تجارية شهيرة مثل: KFC، و adidas، و Uber. بالإضافة إلى ذلك؛ تعتبر الشركة من أفضل شركات تصنيع الهواتف الذكية التي حققت نجاحات بارزة في مختلف الأسواق حول العالم بين الربع الرابع من عام 2019 وعام 2020.
حيث احتلت المرتبة الأولى في إسبانيا في مايو 2020، متجاوزة شركة سامسونج الرائدة، واحتلت المرتبة الثانية في روسيا مستحوذة على نسبة 23% من السوق في الربع الثالث من عام 2020، بينما ما زالت تحتفظ بأكثر من ربع سوق الهواتف الذكية في الهند منذ يناير 2020 بعد أن شحنت ما يصل إلى 13.1 مليون جهاز خلال الربع الثالث من العام نفسه.
وبالنسبة لمكانتها في بلد المنشأ الصين، فقد كانت الشركة الوحيدة التي حققت نموًا إيجابيًا على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2020، وفي هذا الصدد يقول المدير العام للشركة في شرق أوروبا (Ou Wen): “من الصعب تصديق المدى الذي وصلت إليه شركة شاومي في ما يزيد قليلاً عن 10 سنوات، فنحن الآن ثالث أكبر صانع للهواتف الذكية على مستوى العالم وفي أوروبا”.
ويعزو نجاح الشركة في هذا الجانب إلى تميزها في صنع المنتجات المذهلة وتوفيرها بأسعار منافسة للغاية، مدفوعًا بنمو قاعدة معجبي منتجاتها وعلامتها التجارية في جميع العالم وبالتحديد في الأسواق الناشئة، مثل: الهند، ولكن مع ذلك لا تعتبر هذه الأسباب هي الوحيدة التي تُفسر النمو الكبير الذي تشهده الشركة في الفترة الأخيرة.
1- منتجات شركة شاومي تغطي جميع المجالات تقريبًا:
دخلت شركة شاومي ببساطة في كل مجالات تطوير المنتجات التقنية وإنتاجها، فبالإضافة إلى استحواذاها على نسبة تصل إلى 22% في سوق الأجهزة القابلة للارتداء في الصين في الربع الثالث من عام 2020 حيث يرجع ذلك على الأرجح إلى سلسلة أجهزة (Mi Band) الشهيرة ذات الأسعار المنخفضة.
فهي الآن تنتج وتبيع أي جهاز ذكي تقريبًا، ابتداءً من شاشات التلفاز والمكانس والغلايات الكهربائية، ومرورًا بأجهزة التوجية، ومكبرات الصوت والمصابيح الكهربائية وآلات الحلاقة الكهربائية وفرش الأسنان الكهربائية وكذلك الكاميرات الأمنية وكاميرات الواقع الافتراضي وحقائب الظهر وغيرها.
ومع ذلك وعلى عكس العلامات التجارية التقنية الأخرى، فليست كل منتجاتها التي تحمل علامة Mi ذكية فلديها أقلام حبر جاف عادية تحمل علامتها التجارية وهذا يخبرك بمدى تغللها في الأسواق المختلفة.
2- لا تهتم شركة شاومي بتحقيق الأرباح على الأقل في الوقت الراهن:
يوضح (نيل شاه) من شركة (CounterPoint) للأبحاث قائلًا: “لدى شركة شاومي نموذج أعمال مختلف، ومنهج للبحث والتطوير يختلف بصورة كبيرة عن العلامات التجارية الشهيرة الأخرى، مثل: آبل وسامسونج، ومعظم شركات تصنيع الهواتف الصينية الأخرى”.
ويضيف: “هدف الشركة هو تقديم منتجات استهلاكية بسعر منافس للانتشار أكثر، حيث يبدو أن الشركة ما زالت تُضحي بالأرباح – على الأقل حاليًا – لاكتساب العملاء وتعريفهم بعلامتها التجارية ومن ثم جذبهم إلى نظامها البيئي مثل ما تفعله شركتي سامسونج وآبل”.
وهذا هو السبب في أن أجهزة شركة شاومي ذات الأسعار المعقولة قد وجدت شعبية كبيرة لدى المستهلكين، كما نجده في هاتف (POCO X3 NFC) – علامة تجارية فرعية للشركة – الذي يعتبر أحد أفضل الهواتف الذكية قيمة في عام 2020، و هاتف (Mi 10T Lite) الذي يعتبر الهاتف الأقل تكلفة على الإطلاق يدعم شبكات الجيل الخامس 5G.
ولكن مع ذلك، لم تتخلي كُليًا عن تحقيق الأرباح، حيث تقوم ببث الإعلانات على شاشة هواتفها أثناء تثبيت التطبيقات، وهي وسيلة من الشركة لتحصيل جزء من أرباحها تستهدف بها المستخدمين الذين يبحثون عن أفضل هاتف بسعر مناسب ولا يمانعون من ظهور الإعلانات، بعكس المستهلكين الذي يستخدمون الهواتف الذكية التي تتجاوز الألف دولار.
3- الاستثمار في العديد من الشركات الناشئة:
قامت شركة شاومي بعمل بارز في الاستثمار في شبكة من الشركات الناشئة التي مولتها بنفسها، من أجل بناء منتجات ذكية تحمل علامتها التجارية (Mi) بهوامش ربح منخفضة للغاية.
حيث لا تركز الشركة في أعمال البحث والتطوير التقليديين فقط، ولكن تُركز أيضًا في الاستثمار في الشركات الناشئة المخصصة التي تساعد على انتشارها، ويشير المتابعين أن هذه الإستراتيجية غير النمطية يمكن أن تؤدي إلى تقليص مجالات الابتكار، ولكن يبدو أن هذا الأمر لا يمثل مشكلة للشركة.
4- نسخ ميزات منافسيها بدون تردد:
تعتبر شركة شاومي أكثر جرأة من الشركات التقنية التقليدية، مثل: شركة سوني، فهي لا تخشي تضمين التقنيات الجديدة في هواتفها الذكية أو تنسخها من الشركات الأخرى بشكل أو آخر، مثل: شاشة (Waterfall) وهو مصطلح صاغته شركة هواوي لهواتف (Mate 30 Pro)، أو مركز التحكم الجديد في هواتفها الشبيه بمركز التحكم الموجود في هواتف آيفون من آبل.
5- الإعلان عن التقنيات المبتكرة حتى لو أفكار فقط:
تتميز الشركة أيضًا بتقديم الكثير التقنيات الجديدة المبتكرة، حتى لو كانت مجرد فكرة قد لا ترى النور أبدا، مثل: تقنية الشحن (Mi Air Charge) التي تتيح شحن عدة أجهزة في الغرفة نفسها لاسلكيًا حتى في حالة وجود العوائق، مثل: المقاعد أو الطاولات.
وأخيرًا، نجد أن هناك الكثير قد تفعله شركة شاومي في المستقبل، ومع ذلك، فإن الطريق إلى الهيمنة على الوسط التقني ليس مضمونًا لأي عمل تجاري وبالتحديد للشركات الصينية، حيث تلعب التوترات مع الولايات المتحدة دورًا بارزًا في مستقبل هذه الشركات.
ولكن إذا تمكنت شركة شاومي من التغلب على هذه التوترات، وفي الوقت نفسه استمرت في زيادة جودة منتجاتها وأرباحها وتعزيز علامتها التجارية في الأسواق المختلفة، فهناك فرصة كبيرة أن تحتل الشركة الصينية البالغة من العمر 10 سنوات مركز الصدارة في سوق المنتجات الذكية أو على الأقل التقدم خطوات كبيرة في القائمة النهائية.