تحت الضوءدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

حصاد 2020.. أبرز الإخفاقات التي شهدتها الشركات التقنية خلال العام

يعتبر عام 2020 من الأعوام المليئة بالأحداث بسبب جائحة فيروس كورونا (COVID-19) المستمرة حتى الآن، حيث أثرت في جميع الشركات والقطاعات بسبب حالات الإغلاق، مما أدى إلى تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير، ويشير (صندوق النقد الدولي) IMF إلى أن هذه الجائحة تسببت في أسوأ موجة ركود اقتصادي شهدها العالم منذ سنوات (الكساد الكبير) في الثلاثينيات من القرن الماضي.

وبناء على ذلك؛ شهدت الكثير من الشركات التقنية بعض الإخفاقات على مدار العام، لذلك سنستعرض اليوم أبرزها:

1- شركة Quibi:

https://www.youtube.com/watch?v=LXOG9yNRjxk

تعتبر شركة (Quibi) واحدة من أكثر الشركات تضررًا من جائحة فيروس كورونا، حيث وصل الأمر إلى إغلاقها تمامًا، بعد الفشل في العثور على مشتري.

في بداية شهر أبريل 2020؛ انطلقت منصة بث فيديو جديدة تحمل اسم (كويبي) Quibi وهي اختصار لمصطلح Quick Bites، حيث إنها تقدم مقاطع فيديو قصيرة، وتهدف إلى تقديم المحتوى لمستخدمي الهواتف الذكية فقط.

أسس شركة (Quibi) اثنان من أبرز رواد الأعمال في هوليوود، هما: (جيفري كاتزينبرج) Jeffrey Katzenberg الذي كان رئيسًا لمجموعة ديزني خلال نهضة الرسوم المتحركة في التسعينيات، و(ميج ويتمان) Meg Whitman التي كانت الرئيسة التنفيذية السابقة لديزني، كما عملت رئيسة ومديرة تنفيذية في إيباي، و(هيوليت باكارد) HP.

ولكن على الرغم من القائمة الطويلة والمثيرة للإعجاب من العروض التي تضم أبرز الممثلين العالميين وصانعي الأفلام، وبعد جمع تمويل يصل إلى 1.7 مليار دولارِِ، لم تكن المنصة قادرة على منافسة كبرى شركات البث الرقمي مثل: نتفليكس، وأمازون، وآبل، وديزني، وخدمات البث الأخرى التي ظهرت خلال العام. وكانت النتيجة أنه بعد سبعة أشهر فقط من إطلاقها؛ أعلنت الشركة عن إغلاقها.

وقد صرح كل من (جيفري كاتزينبرج)، و(ميج ويتمان) في خطاب مفتوح للموظفين والمستثمرين والشركاء، أن Quibi لم تنجح على الأرجح لسبب من سببين: لأن الفكرة نفسها لم تكن قوية بما يكفي لتقديم خدمة بث للهواتف فقط، أو بسبب توقيت الإطلاق الذي جاء في بداية الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا، أو ربما للسببين معا.

2- TikTok:

حصاد 2020.. أبرز الإخفاقات التي شهدتها الشركات التقنية خلال العام

شهد تطبيق (TikTok) – الذي تملكه شركة (ByteDance) الصينية – الكثير من الأحداث خلال عام 2020، حيث زادت شعبيته بصورة كبيرة في بداية العام مع تفشي فيروس كورونا.

ولكن هذا النجاح اجتذب انتباه الرئيس الأمريكي ترامب، الذي اعتبر تطبيق (TikTok) – الذي لديه أكثر من 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة – خطرًا أمنيًا على الأمريكيين، بسبب مخاوف من قيام التطبيق بإرسال بيانات المستخدمين الأمريكيين مباشرة إلى الحكومة الصينية.

كانت تلك المخاوف هي السبب المزعوم لتوقيع ترامب خلال أغسطس الماضي على أمر تنفيذي يطالب شركة (بايت دانس) ببيع تطبيق (TikTok) لشركة أمريكية، أو سيتم حظره تمامًا في الولايات المتحدة. مما أجبر الشركة على البحث عن شركة تستحوذ على فرعها بالولايات المتحدة الأمريكية.

بدأ الأمر بالتفاوض مع شركة مايكروسوفت، ولكن شركة (بايت دانس) المالكة للتطبيق رفضت البيع ولذلك انسحبت مايكروسوفت، وبعد ذلك سعت لعقد شراكة مع شركة (أوراكل) Oracle لتصبح شريكًا تقنيًا موثوقًا به لتيك توك في الولايات المتحدة.

وقد بدا أن الصفقة حظيت بمباركة ترامب، ولكن بعد ذلك جرت الانتخابات الأمريكية خلال شهر نوفمبر 2020، وقد خسر الرئيس الانتخابات وبدا أنه قد نسي الأمر، لذلك لا يزال مصير تطبيق (TikTok) في الولايات المتحدة معلقًا حتى الآن.

3- اختراق تويتر:

حصاد 2020.. أبرز الإخفاقات التي شهدتها الشركات التقنية خلال العام

شهدت منصة (تويتر) Twitter اختراقًا كبيرًا خلال شهر يوليو 2020، ويعتبر هذا الاختراق واحدًا من أكبر خروقات البيانات التي حدثت خلال عام 2020.

أسفر هذا الاختراق عن الوصول إلى عدة حسابات رفيعة المستوى تخص سياسيين وقادة أعمال وشركات، منها: حسابات إيلون ماسك، وبيل جيتس، وجيف بيزوس، وكاني ويست وباراك أوباما، وجو بايدن – المرشح الديمقراطي للرئاسة الذي فاز بالانتخابات الأمريكية – وغيرهم الكثير.

والغريب في الأمر أن هذا الاختراق الكبير لم يكن لنشر معلومات مضللة أو للتأثير في الانتخابات، ولكنه كان لنشر عملية احتيال عبر العملات الرقمية، وقد كان العقل المدبر لهذا الاختراق، شاب أمريكي من ولاية فلوريدا يبلغ من العمر 17 عامًا، وقد ساعده اثنين آخرين.

أقرت شركة تويتر يوم 30 يوليو، أن هذا الاختراق حدث عن طريق استهداف عدد صغير من موظفيها من خلال هجوم تصيد احتيالي عبر الهاتف، وقد استخدم المهاجمون بيانات اعتماد بعض الموظفين للوصول إلى أنظمة الشركة الداخلية والحصول على معلومات حول عملياتها.

قامت تويتر بإغلاق جميع الحسابات التي تم التحقق منها قبل بدء التحقيق في الأمر، وبما أن هذا الاختراق كان يتعلق بجمع المال فقط، فقد أثار تساؤلاً حول ما كان سيحدث لو أن شخصًا أكثر احترافية قد سيطر على حساب الرئيس الأمريكي ونشر معلومات مضللة تضر بالرأي العام.

4- إغلاق خدمة (Mixer) لبث الألعاب:

خدمة بث الألعاب Mixer

قامت شركة مايكروسوفت خلال شهر يوليو 2020 بإغلاق خدمة بث الألعاب (Mixer) التابعة لها، وقالت: “إنها ستعقد شراكة مع فيسبوك لبث الألعاب عبر خدمتها (Facebook Gaming)”. وبناء على ذلك شجّعت مستخدميها على الانتقال إلى خدمة فيسبوك.

وقد كانت هذه خطوة مفاجئة منها، خاصةً أنها بذلت جهودًا كبيرة في تطوير خدمة البث هذه، واكتسبت حقوق البث لبعض من أكبر شخصيات الرياضات الإلكترونية، مثل: Ninja و Shroud.

 ولكنها على ما يبدو لم تتمكن من المنافسة مع الخدمات الأكثر انتشارًا، مثل: تويتش (Twitch) – التي تملكها شركة أمازون – وقد سيطرت على نسبة 91% من سوق بث الألعاب خلال الربع الثالث من عام 2020، وذلك بعد خروج خدمة (Mixer).

5- شركة Ring التابعة لأمازون:

حصاد 2020.. أبرز الإخفاقات التي شهدتها الشركات التقنية خلال العام

تعتبر شركة (Ring) – التي استحوذت عليها شركة أمازون خلال عام 2018 – من أهم الشركات في سوق أجهزة الأمان للمنازل الذكية، كما أنها من الشركات المثيرة للجدل نظرًا إلى تعاونها مع جهات إنفاذ القانون، حيث أطلقت لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب الأمريكي تحقيقًا في شراكات تبادل البيانات بين شركة (Ring) والحكومات المحلية وإدارات الشرطة في 19 فبراير 2020.

كما استدعت شركة (Ring) خلال شهر نوفمبر 2020؛ نحو 350,000 جهاز من الجيل الثاني من أجهزة (Ring doorbells) التي تم بيعها في الولايات المتحدة، ونحو 8700 جهاز آخر في كندا بسبب العديد من التقارير التي تشير إلى اشتعال النيران فيها. 

وقد قالت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية: “إن شركة Ring تلقت 23 تقريرًا عن اشتعال النيران في جرس الباب بالفيديو والتسبب في أضرار طفيفة في الممتلكات”.

وأشارت الشركة إلى ارتفاع درجة حرارة بطارية جرس الباب بالفيديو (Ring doorbells) عند استخدام مسامير غير صحيحة للتركيب، مما يؤدي إلى نشوب حريق ومخاطر حرق. وقامت بتحديث دليل المستخدم الخاص بها ليعكس ذلك. وأشارت إلى أن العملاء لم يضطروا إلى إعادة الأجهزة.

6- شركة Spotify:

تعرضت خدمة (Spotify) لبث الموسيقى لأكثر من اختراق أمني خلال عام 2020، حيث وجد الباحثون خلال شهر نوفمبر الماضي قاعدة بيانات غير مؤمنة على الإنترنت تحتوي على أكثر من 380 مليون سجل فردي، منها: بيانات التسجيل التي تم الاستفادة منها لاختراق 300،000 إلى 350،000 حساب سبوتيفاي. تضمنت السجلات المكشوفة مجموعة متنوعة من المعلومات الحساسة مثل: أسماء المستخدمين وكلمات المرور وعناوين البريد الإلكتروني وبلدان الإقامة.

وفي بداية شهر ديسمبر استولى مخترِق يُدعى (دانيال) على بعض صفحات النجوم المشهورين جدًا في الخدمة، ثم استخدم صفحات الفنانين، ويشمل ذلك: Pop Smoke، و Dua Lipa، للإعلان عن حبه لكل من (دونالد ترامب)، و(تايلور سويفت).

كما حذّرت الخدمة  مستخدميها يوم 14 ديسمبر الحالي من أن بعض بيانات التسجيل الخاصة بهم قد سُرِّبت عن غير قصد لشريك في الأعمال تابع لجهة خارجية، ليكون ذلك الاختراق الثالث  خلال شهر واحد تقريبًا.

وأوضحت سبوتيفاي أن البيانات المُسرَّبة تشمل: عناوين البريد الإلكتروني، وكلمات المرور، والجنس، وتواريخ الميلاد. وقالت في بيان عن التسريب: إنه كان بسبب ثغرة في البرنامج كانت موجودة خلال المدة الواقعة بين 9 أبريل و12 نوفمبر من العام الحالي، وقد صُححت الثغرة فور اكتشافها.

7- شركة FireEye:

كيفين مانديا، الرئيس التنفيذي لشركة FireEye.

أدى الكشف عن اختراق شركة (FireEye) الأمريكية للأمن الإلكتروني إلى الكشف عن أكبر اختراق للأنظمة الحكومية منذ إدارة أوباما، أو ربما في أي وقت مضى.

بدأ الأمر يوم 8 ديسمبر الحالي عندما اكتشفت شركة الأمن الإلكتروني (FireEye) اختراق أنظمتها، وقد كشفت الشركة فيما بعد أن القراصنة اخترقوا شركة البرمجيات SolarWinds ثم نشروا تحديثًا يتضمن برامج ضارة لمنصة Orion؛ من أجل إصابة شبكات العديد من الشبكات الحكومية والشركات الأمريكية.

قد تكون البرامج الضارة التي تم تضمينها في تحديثات منصة (Orion) منحت القراصنة الوصول إلى أنظمة حكومية مختلفة لعدة أشهر، حيث تشير التقارير الأولية إلى أن عمليات الاختراق بدأت في شهر مارس الماضي.

تقوم الأجهزة الأمنية الأمريكية حاليًا بتقييم الإدارات التي تم اختراقها بالضبط، وما هي المعلومات التي تم الوصول إليها. حتى الآن؛ أكدت وزارة التجارة أنها تعرضت للاختراق، ووردت أنباء عن تضرر وزارتي الخزانة والخارجية، ووزارة الأمن الداخلي، وأجزاء من وزارة الدفاع الأمريكية (Pentagon)، والمعاهد الوطنية للصحة. من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الوكالات الحكومية الأمريكية خلال الأيام القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى