رأي وحوار

ما هي خطة مايكروسوفت للجيل القادم من الألعاب؟

لا بد أن آمالك قد خابت إذا كنت تعول على أن الجيل القادم من أجهزة إكس بوكس هي منصة الألعاب الأقوى والأهم، وذلك لأن تركيز شركة مايكروسوفت على خدمة الألعاب (Game Pass) كان يفوق تركيزها على المنصة الجديدة بحد ذاتها خلال فعالية الإعلان عن المنصة.

خدمة Game Pass:

ظهرت منذ فترة ليست بالقصيرة أهمية خدمة (Game Pass) بالنسبة لمايكروسوفت، ولم تنكر عملاقة البرمجيات طموحها المتمثل في بناء خدمة مشابهة لخدمة نيتفليكس في مجال الألعاب من أجل الوصول إلى شرائح جديدة من المستخدمين.

فقد وضح ذلك رئيس قسم الألعاب في مايكروسوفت بالتزامن مع الإعلان عن إطلاق الخدمة لأجهزة ويندوز 10 منذ أكثر من عام بقوله: “نريد توفير خدمة (Game Pass) لأي جهاز يرغب أحدهم في استخدامه في اللعب”.

ويبدو أن الخطة تسير على ما يرام، حيث بلغ عدد مشتركي خدمة (Game Pass) نحو 10 ملايين مشترك مقابل 2.2 مليون مشترك في (PlayStation Now)، وهي خدمة الاشتراك بالألعاب المنافسة من سوني.

منصات الألعاب الجديدة:

أعلنت مايكروسوفت خلال الصيف الماضي عن العديد من ألعاب الجيل القادم الخاصة بمنصات (Xbox Series S) أو (Xbox Series X)، وكان الانطباع الذي أعطته مايكروسوفت أنها ترى أجهزة إكس بوكس كإحدى وسائل الوصول إلى ألعاب الجيل القادم، لكنها ليست الوحيدة.

واستعرضت مايكروسوفت في حدث الإعلان عن (Xbox Series X) تسع ألعاب جديدة، والتزمت بجلبها إلى خدمة (Game Pass)، بينما لم تربط موعد صدور أي من منها مع موعد إطلاق أجهزتها الجديدة، ومن ضمنها الإصدار الجديد من (Halo). التي تعتبر من أكثر ألعابها شعبية، وكان من المتوقع إطلاقها بالتزامن مع المنصة الجديدة.

أما بالنسبة للمواصفات البصرية لألعاب الجيل القادم، فلم ترقَ أصداءُ لعبة (Halo Infinite) الجديدة إلى مستوى الألعاب التي استعرضتها سوني ضمن إعلاناتها عن الجيل القادم. رغم أن (Xbox Series X) تضاهي (PS5) من حيث مواصفات (الهاردوير).

أعلنت بعد ذلك مايكروسوفت عن (Xbox Series S)، وهي ذات مواصفات تقنية أَضعف من (Series X) ومصممة لتشغيل الألعاب بدقة أقصاها 1440p.

وقد يشير عدم تركيز مايكروسوفت على الجوانب البصرية والتقنية إلى أن رؤيتها لا تركز على القفزة التقنية في منصات الألعاب بين الجيل الحالي والجيل القادم. وقد يعود ذلك إلى إدراك مايكروسوفت ضرورة دعم ألعابها لطيفٍ أوسع من الأجهزة التي قد تختلف مواصفاتها التقنية.

تعزيز Game Pass:

عزّزت شركة مايكروسوفت خدمة (Game Pass) من خلال دمج خدمة (xCloud) على أجهزة أندرويد ضمن خدمة (Game Pass Ultimate)، حيث وفرت 150 لعبة يمكن الوصول إليها من أي هاتف أو حاسب لوحي يعمل بأندرويد.

كما استحوذت على شركة صناعة الألعاب (Bethesda)، وأكدت أن ألعاب (Bethesda) ستضاف إلى خدمة (Game Pass)، بينما لم تؤكد أن أيًا من هذه الألعاب ستكون حصرية لمنصة إكس بوكس.

وأعلنت تضمين خدمة (EA Play) في (Game Pass Ultimate)، مما يوفر أكثر من 60 لعبة ذات شعبية كبيرة، مثل (FIFA) و(Battlefield).

دور منصات الألعاب:

تدعم أجهزة (Xbox One) المتوفرة حاليًا خدمة (Game Pass)، وستستمر مايكروسوفت بتصنيعها ودعمها لسنوات. وهناك أكثر من مليار جهاز ويندوز يمكنه الاشتراك في الخدمة نفسها تقريبًا، وأكثر من مليار جهاز أندرويد يمكنه الاستفادة من خدمة البث السحابي للألعاب ضمن خدمة (Game Pass Ultimate).

يشير كل ذلك إلى أن مايكروسوفت ترى أجهزة إكس بوكس كإحدى وسائل الوصول إلى الألعاب والاشتراك في الخدمات، وأن بإمكانها تحقيق غايتها بغض النظر عن الطريقة التي يختارها المستخدم، طالما أنه اشترك بواحدة من خدماتها. ويظهر ذلك جليًا من خلال توقف مايكروسوفت عن اعتماد عدد منصات الألعاب المباعة كوسيلة لقياس نجاحها.

وتبقى بعض الأسئلة عالقة بخصوص توجه مايكروسوفت هذا، مثل مدى توفر هذه الخدمات، حيث إنها تتوفر حاليًا في دولتين عربيتين فقط، هما الإمارات والسعودية. فيجب على الشركة عدم إهمال المستخدمين في الدول التي لا تتوفر فيها خدماتها، مما قد يسبب تراجعًا في الإقبال على منصاتها في هذه الأسواق.

كما أن عدم تركيزها بشكل مناسب على الجوانب البصرية والتقنية قد يتيح فرصة أكبر لمنافسيها لاستغلال هذا الجانب، وقد توجد تحديات جديدة أمام المطورين الذين سيتحملون عبء دعم طيفٍ أكبر بكثير وأقل تجانسًا من الأجهزة.

زر الذهاب إلى الأعلى