دراسات وتقاريرمنوعات تقنيةنصائح تكنولوجية

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في حماية النحل وزيادة إنتاجيته؟

يُعتبر النحل هو المُلقح الأول للمحاصيل الغذائية في العالم، كما يوجد أكثر من 20 ألف نوع معروف من النحل في العالم، وتشير التقديرات إلى أنه يقوم بتلقيح نحو 80% من النباتات حول العالم.

بفضل النحل؛ يمكننا الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأطعمة من الفواكه والخضروات وكذلك القهوة والشكولاتة والمكسرات، وإذا كنت ترتدي ملابس قطنية، فذلك بفضل تلقيح نبتة القطن. تشير تقارير وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) إلى أن كل قضمة من بين أربع قضمات من الطعام التي يتناولها الناس هي من تلقيح النحل.  

لماذا من المهم إنقاذ النحل؟

على الرغم من أن النحل ليس المُلقح الوحيد للمحاصيل الزراعية في العالم – حيث يعتمد التلقيح الحيواني على الفراشات، والدبابير، والذباب، والخنافس وكذلك بعض الطيور والخفافيش – إلا أنه بشكل عام هو أكثر الملقحات فعالية نظرًا إلى أنه يزور العديد من الأزهار لجمع حبوب اللقاح وتخزينها في الخلايا، وبذلك يحمل المزيد من حبوب اللقاح. بينما باقي المُلقِّحات تزور الأزهار فقط لإطعام نفسها. 

وبناءً عليه بدون النحل سيختلف العالم تمامًا وستتغير حياتنا بشكل هائل؛ لأنه يعد المُلقِّح الأهم في العالم، إذ يلقح ثلث الطعام الذي نتناوله و80% من النباتات المزهرة. كما طُورت بعض أنواع النحل أيضًا لتلقيح نباتات معينة، وبدونها ستنقرض هذه النباتات.

هناك قلق عام متزايد من انقراض النحل في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقرير منظمة (IPBES) فإن المُلقحات في خطر. حيث يوجد العديد من الأسباب التي تدفع المُلقحات إلى الانقراض، مثل: تدمير مساكنها الطبيعية، وفقدان مصادر الغذاء، واستخدام المبيدات، والتلوث، والطفيليات، وتغير المناخ. 

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في حماية النحل وزيادة إنتاجيته؟

بدأت منظمة (مشروع النحل العالمي) World Bee Project في عام 2014 بجمع مجموعة من العلماء معًا لدراسة المشكلة العالمية لتراجع تعداد النحل؛ لتقديم نظرة ثاقبة حول هذه القضية للمزارعين والحكومات، وفي عام 2018 أعلنت شركة (أوراكل) Oracle عن شراكة مع المنظمة لتقديم أدوات التخزين السحابية (Oracle Cloud)، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم أهداف المنظمة وابتكاراتها.

طورت شركة أوراكل تقنية (World Bee Project Hive Network) التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات عن بُعد من بيئات مختلفة، من خلال خلايا مترابطة ومجهزة بأجهزة استشعار إنترنت الأشياء. 

تجمع المستشعرات العديد من البيانات؛ مثل: درجة حرارة الخلية، ونسبة الرطوبة، ووزن الخلية، وظروف الطقس في المنحل. كما تقوم بمراقبة الصوت داخل خلية النحل لتقييم سلوك النحل وصحته.

بعد التحقق من صحة البيانات بواسطة قاعدة بيانات (World Bee Project)، يمكن إدخالها إلى خدمة أوراكل السحابية التي تستخدم العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحلل البيانات لتزويد المنظمة برؤى جديدة حول العلاقة بين النحل وبيئاته المختلفة. ويمكن مشاركة هذه الأفكار الجديدة مع العلماء والباحثين والحكومات وكذلك المزارعين.

كما تعمل شركة (Apic.ai) الناشئة – التي تأسست في أغسطس 2018 – على استخدام التقنيات الجديدة لتطوير نظام قياس يلتقط صورًا للنحل عند دخوله وخروجه من الخلايا، ثم تُحلل بيانات الصور التي جُمعت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث توفر القيم المقيسة رؤى حقيقية حول صحة النحل وتنوع النبات في بيئته، مما يساعد في إيجاد حلول لزيادة الإنتاجية.

الجدير بالذكر أن شركة (Apic.ai) من بين الشركات التي تدعمها شركة جوجل في (برنامج مسرعة جوجل للشركات الناشئة) Google for Startups Accelerator؛ الذي يركز على أهداف التنمية المستدامة، والموجّه للشركات الناشئة ذات التأثير الاجتماعي، التي تعمل على صنع مستقبل أكثر صحة واستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى