نصائح تكنولوجية

هل يجب عليك حذف تطبيق تيك توك فعلًا من هاتفك؟

لا يزال تطبيق (تيك توك) TikTok يواجه الكثير من التدقيق من الحكومات في العالم بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية، ووصل الأمر إلى المؤثرين في الإنترنت الذين يدعون متابعيهم إلى حذف التطبيق من هواتفهم، ولكن يبدو أن حذف تطبيق تيك توك ليس بهذه السهولة.

حيث أصبح التطبيق النافذة الأولى لملايين الشباب والمراهقين في التواصل وإبراز مواهبهم، وبالتأكيد كسب الأموال، من خلال الإعلانات والشركات التي أصبحت تبحث عن نجوم التطبيق لرعايتهم.

ولكن هل يجب عليك حذف تطبيق تيك توك فعلًا؟ وهل يشكل التطبيق خطرًا على خصوصية مستخدميه، والأهم لماذا يُستهدف التطبيق بهذه الصورة بينما نجد تطبيقًا مثل فيسبوك لديه الممارسات نفسها المتعلقة بجمع بيانات المستخدمين؟

فهل يجب عليك حذف تطبيق تيك توك فعلًا من هاتفك؟

بدايةً، لقد اتخذت شركة (ByteDance) المالكة للتطبيق العديد من الخطوات لإثبات أنها لا تتجسس على مستخدميها، وفي الوقت نفسه تبرهن على أنها لا تُشكل خطرًا على الأمن القومي لأي دولة، من خلال تعيين رئيس تنفيذي جديد وهو كيفين ماير الرئيس التنفيذي لشركة ديزني سابقًا.

كما تؤكد المتحدثة باسم الشركة: “بأن حماية خصوصية بيانات المستخدمين لها أهمية قصوى بالنسبة لتطبيق تيك توك، حيث يجمع التطبيق بيانات مستخدمي الولايات المتحدة بصورة أقل مما تفعل الكثير من الشركات الأخرى، وتُخزن هذه البيانات في الولايات المتحدة نفسها وسنغافورة، مع التشديد على أن هذه البيانات لن تُعطى للحكومة الصينية”.

ولكن، ما هي البيانات التي يجمعها تطبيق تيك توك؟

بالإضافة إلى قدرة التطبيق على قراءة المحتويات الكاملة للرسائل الخاصة لمستخدميه، نجد أن التطبيق أيضًا قادر على جمع بيانات أخرى، مثل: موقعك الجغرافي، وعنوان IP، ونوع الجهاز الذي تستخدمه، وجهات الاتصال في هاتفك، بالإضافة إلى عمرك ورقم هاتفك.

كل هذه البيانات التي يجمعها التطبيق عنك لا تقتصر فقط على استهدافك بالإعلانات المخصصة، ولكن أيضا يمكن استخدامها لفهم من أنت، ومن أصدقاؤك وعائلتك، وما يعجبك، وأنواع الفيديوهات التي تنال إعجابك، وما تقوله لأصدقائك.

يقول الخبير الأمني (باتريك جاكسون) من شركة (Disconnect):”إن التطبيق يرسل كميات غير طبيعية من البيانات إلى خوادمه، حيث وجد عندما فتح تطبيق TikTok في هاتفه أكثر من 500 كيلوبايت من البيانات المرسلة من التطبيق، وهو ما يعادل نصف ميجابايت أو 125 صفحة من البيانات المكتوبة، ومعظمها كانت معلومات حول الهاتف، مثل: دقة الشاشة، ومعرف إعلانات آبل، وهذه البيانات يمكن استخدامها لإنشاء بصمة رقمية للمستخدم؛ لتتبعه في حالة عدم تسجيل الدخول إلى التطبيق”.

بالإضافة إلى ذلك وجد الخبير الأمني أن التطبيق يستخدم بعض الإجراءات التقنية لترميز العمليات الخاصة بجمع البيانات، مما يجعل الكثير من المعلومات مخفية عن الباحثين الذين يجرون أبحاثهم حول كيفية عمل التطبيق.

ما هي الانتهاكات التي كان التطبيق طرفًا فيها حتى الآن؟

في شهر مارس الماضي، اُكتشف أن التطبيق يقوم باستمرار بقراءة حافظة المستخدم في آيفون، حتى عندما يكون التطبيق قيد التشغيل في الخلفية، بينما في ديسمبر، قال باحثون في شركة (تشيك بوينت) للأمن الإلكتروني: إنهم وجدوا أخطاء في التطبيق يمكن أن تسمح للمهاجمين بالوصول إلى البيانات الشخصية، وبالرغم من تأكيد الشركة المطورة للتطبيق أنها أصلحت كل هذه الثغرات إلا أن التطبيق ما يزال يواجه الكثير من الاتهامات بشأن انتهاك الخصوصية وربطها بالحكومة الصينية.

فهل يمكن للحكومة الصينية إجبار التطبيق على تسليم بياناتك؟

تقول الشركة المطورة للتطبيق: “إن الحكومة الصينية لم تطلب أبدًا بيانات مستخدمي التطبيق، وسوف ترفض مثل هذا الطلب في حالة حدوثه”.

كما أن الشركة تحاول قطع أي صلة لها بالحكومة الصينية، حيث اتخذت في بداية هذا الشهر خطوة الانسحاب من هونغ كونغ بعد بدء سريان القوانين الصينية التي تُلزم الشركات بتسليم البيانات إلى الصين.

ولكن بالرغم من ذلك، تترك سياسة الخصوصية في التطبيق الباب مفتوحًا للاستجابة لطلبات الحكومات دون تحديدها، حيث تنص إحدى الفقرات: “يجوز لنا الكشف عن معلوماتك للرد على مذكرات الاستدعاء أو أوامر المحكمة، أو الإجراءات القانونية أو طلبات إنفاذ القانون، أو المطالبات القانونية أو الاستفسارات الحكومية”.

هل هناك أي شيء يمكنك القيام به للحد من مخاطر الخصوصية عند استخدام التطبيق؟

يتيح لك إعداد الخصوصية في التطبيق الذي يُسمى (الإعلانات المخصصة) منع التطبيق من استخدام معلوماتك لاستهدافك بالإعلانات، ولكنه لن يمنعه من جمع بياناتك بشكل نهائي.

ولكن يمكنك اتخاذ إجراءات خاصة للحفاظ على خصوصيتك عند استخدام التطبيق، مثل: التسجيل باسم غير حقيقي وعنوان بريد إلكتروني غير نشيط، كما يمكنك مشاهدة مقاطع الفيديو من خلال متصفح الويب دون تسجيل الدخول.

زر الذهاب إلى الأعلى