برامج وتطبيقاتدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

أمريكا تستهدف وحدة الرقائق التابعة لهواوي لتكون الضربة القاضية

اتخذت الحكومة الأمريكية إجراءً جديدًا ضد شركة هواوي الصينية، ولكنه هذه المرة يستهدف بصورة خاصة قسم تطوير وإنتاج الرقائق التابع لها (هاي سيليكون) HiSilicon، الذي أصبح في غضون بضع سنوات لاعبًا أساسيًا في طموحات الصين في صناعة أشباه الموصلات، ولكنه سيفقد الآن إمكانية الوصول إلى الأدوات التي تُعد أساسيةً لنجاحه.

ويُعتقد أن هذا الإجراء يمكن أن يكون الأكثر ضررًا حتى الآن ضد هواوي، التي قال مسؤولون أمريكيون للصحفيين يوم الأربعاء: إنها “أداة للتأثير الإستراتيجي” للحزب الشيوعي الصيني. ومن جانبها، نددت شركة هواوي بالادعاءات الأمريكية، ووصفت الإجراءات الجديدة بأنها “تعسفية وخبيثة”.

وتُطوّر شركة (هاي سيليكون) – التي تأسست في عام 2004 – الرقائق في الغالب لشركة هواوي، وهي متأخرة في قطاع الرقائق العالمي الذي تهيمن عليه شركات أمريكية، وكورية، ويابانية. ومثل معظم شركات الإلكترونيات، اعتمدت هواوي على الآخرين في الرقائق التي تُشغِّل منتجاتها.

ولكن الاستثمار الضخم في البحث والتطوير ساعد في دفع التقدم السريع في (هاي سيليكيون)، وفي السنوات الأخيرة كانت الوحدة المكونة من 7,000 موظف أمرًا محوريًا في صعود هواوي بوصفها لاعبة مهيمنة في سوق الهواتف الذكية العالمي، وسوق شبكات الاتصالات من الجيل الخامس 5G.

ويعد معالج الهواتف الذكية (هاي سيليكيون كيرين) HiSilicon Kirin قريبًا في الأداء من تلك التي تصنعها شركات، مثل: آبل، وكوالكوم، ويُعتقد أن المعالج مثال نادر على منتج صيني متقدم في مجال أشباه الموصلات ينافس عالميًا. وتؤدي (هاي سيليكون) أيضًا دورًا مركزيًا لقيادة هواوي في سوق الجيل الخامس.

وفي شهر آذار/ مارس الماضي، كشفت هواوي أن 8% من 50,000 محطة أساسية لشبكات الجيل الخامس، كانت قد بيعت في عام 2019، جاءت بدون تقنية أمريكية، وذلك باستخدام رقائق (هاي سيليكون) عوضًا عن المكونات الأمريكية.

ولكن قاعدة مراقبة الصادرات الأمريكية الجديدة، التي أبلغت عنها وكالة رويترز الأسبوع الماضي، تهدف إلى منع وصول (هاي سيليكون) إلى أداتين مهمتين: برامج تصميم الرقائق من الشركات الأمريكية، مثل: Cadence Design Systems، و Synopsys، وبراعة تصنيع “المسابك” بقيادة شركة TSMC التايوانية، التي تنتج الرقائق للعديد من كبرى شركات أشباه الموصلات في العالم.

ويقول محللون: إنه مع القيود الجديدة، ستكون (هاي سيليكون) “في وضع لا يمكنها فيه تصنيع الرقائق على الإطلاق، وإن فعلت ذلك، فلن تعود في الصدارة بعد الآن”. وبدون المعالجات التي تنتجها بنفسها، ستفقد هواوي تفوقها لصالح المنافسين في سوق الهواتف الذكية الصيني، وذلك بعد أن فقدت الكثير من حصتها من السوق العالمية بعد حرمانها من خدمات وتطبيقات جوجل.

وتقول مصادر الصناعة: إن لدى هواوي مخزونًا من الرقائق، ولن تدخل القاعدة الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ الكامل لمدة 120 يومًا. ويشير المسؤولون الأمريكيون أيضًا إلى أنه يمكن منح التراخيص لبعض التقنيات. ويمكن لـ (هاي سيليكون) أيضًا الاستمرار في استخدام برامج التصميم التي قد حصلت عليها.

ومع ذلك، يتفق المحللون على أن (هاي سيليكون) أصبحت في موقف صعب، فإن جميع مصانع الرقائق تقريبًا على مستوى العالم – ويشمل ذلك: الشركات الصينية – تشتري المعدات من صانعي معدات محددين، وذلك بقيادة شركات أمريكية، مثل: Applied Materials، و Lam Research Corp، و KLA.

وتطالب القاعدة الأمريكية الجديدة الشركات التي تستخدم الآلات الأمريكية بالحصول على ترخيص قبل صناعة رقائق صممتها هواوي، أو ستُسلم إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى