أخبار الإنترنتدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

كيف تعمل خرائط جوجل وآبل للتحقق من التزامنا بالتباعد الاجتماعي؟

هل تعلم أن هاتفك الذكي يتتبع موقعك الجغرافي طول الوقت؛ حيث إنها الطريقة التي يمكن أن تخبرك بها جوجل عن المطاعم القريبة منك، ويتيح لك فيسبوك من خلالها الإشارة إلى المكان الذي توجد فيه وقت نشر منشور في حسابك، كما تتيح لآبل أن تخبرك بالمكان الذي تركت فيه هاتف آيفون عند ضياعه.

ولكن الآن تقوم جوجل وآبل بتحويل هذه البيانات إلى أداة لتتبع مدى التزام الأشخاص في جميع أنحاء العالم بإجراءات التباعد الاجتماعي خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (Covid-19).

أطلقت آبل قبل بضعة أيام موقعًا بعنوان (Mobility Trends Reports)، بينما سبقتها جوجل بعدة أسابيع وأطلقت موقعًا بعنوان (COVID-19 Community Mobility Reports).

كلاهما متشابهان في نهجهما وأهدافهما، وهي: استخدام بيانات الخرائط التي تُجمع من الهواتف الذكية لمعرفة نسبة الأشخاص الملتزمين بتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في كل دولة من دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا.

1- موقع آبل:

يُعتبر موقع آبل، الذي تُطلق عليه اسم (Mobility Trends Reports)، هو الأكثر وضوحًا، حيث تُسحب البيانات المجهولة من طلبات المسارات في خرائط آبل، المُثبتة في جميع هواتف آيفون، مع مقارنتها بالاستخدام السابق؛ للكشف عن التغييرات في نسبة الأشخاص الذين يقودون السيارات، أو يمشون أو يستقلون وسائل النقل خلال يوم واحد، ثم تعرض تلك الطلبات في رسم بياني.

عند زيارة الموقع لأول مرة، سترى هذه البيانات مجمعة حسب البلد، حيث انخفضت طلبات مسارات التنقل في ألمانيا لمستخدمي هواتف آيفون بنسبة 42%، وفي المملكة المتحدة بنسبة 65%، وفي إيطاليا بنسبة 78% عن خط الأساس في وقت كتابة هذا التقرير.

يمكنك النظر إلى البيانات في منتصف شهر يناير، وسوف ترى كيف يمكن مقارنة الوضع الحالي بالحياة الطبيعية، حيث ينتقل الناس من مكان إلى آخر باستمرار.

آبل لا تقدم العدد المطلق للطلبات أو تحدد عدد الأشخاص الذين يتنقلون، ولكنها بدلًا من ذلك تُعبّر عن البيانات بنسبة مئوية للطلبات، مقارنة بخط الأساس في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني 2020.

باستخدام مربع البحث، في أعلى المخطط، يمكنك البحث عن إحصائيات لأجزاء معينة من العالم، ما عليك سوى كتابة اسم المدينة أو البلد ليظهر لك رسم بياني يوضح لك معدل الانخفاض ومدى الالتزام، ويعني المنحنى الأكثر انحدارًا تطبيق إجراءات إغلاق صارمة، أو على الأقل زيادة معدل الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.

كيف تعمل خرائط جوجل وآبل للتحقق من التزامنا بالتباعد الاجتماعي؟

تُعتبر هذه البيانات مثيرة للاهتمام، ولكن ضع في اعتبارك أنها تخبرنا بجزء من الصورة الإجمالية، فقد لا يحتاج الأشخاص الذين يسيرون على الأقدام إلى الحصول على الاتجاهات مثل الأشخاص الذين يقودون سياراتهم.

كما أن هناك أيضًا اختلافات موسمية يجب أخذها بالاعتبار؛ حيث يميل معظم الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في المنزل خلال شهري يناير وفبراير، على الأقل، في أجزاء من العالم، حيث تمثل تلك الأشهر ذروة فصل الشتاء.

2- موقع جوجل:

تقدم جوجل في موقعها، الذي تطلق عليه اسم (COVID-19 Community Mobility Reports)، البيانات نفسها تقريبًا، ولكن طريقة العرض تختلف، حيث لا يوجد مخطط توضيحي، ولكن تحتاج إلى النقر على على خيار (تنزيل PDF) بجوار البلد أو الولاية أو المدينة التي تريد إلقاء نظرة على بيانات التنقل فيها، وهنا ستكون البيانات التي تحصل عليها أكثر تفصيلًا من بيانات آبل.

كيف تعمل خرائط جوجل وآبل للتحقق من التزامنا بالتباعد الاجتماعي؟

بالإضافة إلى البلدان المدرجة، يمكنك استخدام مربع البحث للوصول إلى بيانات التنقل في أي مدينة حول العالم، ونجد أن نهج جوجل يختلف قليلاً، حيث إنها تجمع البيانات حول المكان الذي يقضي فيه الأشخاص وقتهم، بدلاً من جمع أعداد طلبات التنقل.

كيف تعمل خرائط جوجل وآبل للتحقق من التزامنا بالتباعد الاجتماعي؟

الرسوم البيانية نفسها ليست مفصّلة تمامًا مثل آبل، ولكنها تغطي ست فئات: البيع بالتجزئة والترفيه، والبقالة والصيدلة، والحدائق، ومحطات النقل العام، وأماكن العمل، والمساكن في معظم أنحاء العالم، كما نلاحظ تحولًا كبيرًا عن أماكن العمل إلى السكن خلال الشهرين الماضيين.

كما هو الحال مع بيانات آبل، فبيانات خرائط جوجل ليست بالضرورة دقيقة تمامًا عبر كل بلد، لذلك من الصعب إجراء مقارنات بين هذه البيانات وما يحدث فعليًا في الواقع.

خصوصية تتبع الخرائط:

إذا كنت تتساءل هل بيانات هاتفك مدرجة في هذه التقارير؟ فإن الإجابة هي نعم على الأرجح. ومع ذلك؛ تؤكد كل من آبل وجوجل أنها جمعت هذه البيانات مع مراعاة خصوصية المستخدم.

تقول آبل: “إن البيانات التي تُرسل من أجهزة المستخدمين إلى خدمة الخرائط مرتبطة بمعرفات عشوائية، لذا ليس لدى آبل ملف تعريفي خاص بك حول تحركاتك وعمليات البحث التي تجريها”.

من جانبها جوجل؛ تقول: “إنها لا توفر معلومات تحديد الهوية الشخصية، مثل: الموقع الجغرافي، أو جهات اتصال الفرد أو حركته  في أي وقت، حيث تُنشَأ الرؤى في هذه التقارير من بيانات مُجمّعة ومجهولة المصدر من إعداد “سجل المواقع” في خرائط جوجل والخدمات الأخرى، الذي يتوقف تشغيله افتراضيًا”.

بمعنى آخر؛ تقوم آبل وجوجل بسحب هذه البيانات من المستخدمين دون إرفاق أي معلومات تعريف شخصية، حيث تجمعها من إجمالي تقارير الموقع التي تُرسل إلى الخوادم على أساس منتظم.

عندما يتعلق الأمر بالخصوصية، فإن الموقع الجغرافي هو جزء من البيانات التي تسبب قلقًا للناس، فلا أحد يريد أن تتطفل جهات خارجية على الأماكن التي يذهب إليها، أو تتبعه عبر الخرائط. ولكن للأسف حاليًا من الصعب جدًا استخدام هاتف ذكي دون السماح لجوجل وآبل بتسجيل مكانك.

يمكنك التحكم في التطبيقات الموجودة في هاتفك، التي يمكنها الوصول إلى موقعك الجغرافي، وعمل سجلّ له من خلال إعداد (الخصوصية وخدمات الموقع).

ولكن على الرغم من ذلك سيظل بإمكان جوجل وآبل تتبع مكان جهازك كجزء من أنظمة تشغيل الهواتف iOS و Android. وذلك من أجل ضمان عمل أداة (العثور على هاتفك) في حالة ضياعه أو سرقته، وليتعرف هاتفك على الوقت والتاريخ، وما إلى ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى