دراسات وتقارير

الطلب على الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي يأتي من خارج أقسام تقنية المعلومات

أشارت أحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة (جارتنر للأبحاث) إلى أن الطلب الأكبر على مهارات الذكاء الاصطناعي لم يصدر عن أقسام تقنية المعلومات في المؤسسات على مدى السنوات الأربعة الماضية، بل من وحدات الأعمال الأخرى ضمن المؤسسة.

وتُظهر البيانات الصادرة عن تقرير مؤسسة جارتنر، الخاص بمستوى الطلب العالمي على المهارات الوظيفية، أنه على الرغم من تضاعف حاجة أقسام تقنية المعلومات إلى المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ثلاث مرات بين عامي 2015 و 2019، إلا أن عدد وظائف المتخصصين في هذا المجال، التي تنشرها أقسام تقنية المعلومات، لايزال أقل من نصف عدد الوظائف الصادرة عن وحدات الأعمال الأخرى.

وقال (بيتر كرينسكي)، مدير الأبحاث لدى (جارتنر): “إن الطلب المتزايد وأسواق العمالة المحدودة هي الأسباب التي أدت إلى جعل المرشحين من ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي يتمتعون بقدرة تنافسية عالية، لكن تقنيات التوظيف وإستراتيجياته لم تواكب هذه التغيرات، وفي دراسة حديثة من جارتنر خاصة بإستراتيجيات تطوير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، صنّف المشاركون مهارات الموظفين على أنها التحدي أو العائق الأكبر أمام اعتماد تقنيات الذكاء والتعلم الآلي”.

وتشمل الأقسام التي تقوم بتوظيف ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي بأعداد كبيرة كلاً من أقسام التسويق والمبيعات وخدمة العملاء والتمويل والبحث والتطوير، وتعمل وحدات الأعمال هذه على استخدام تقنيات الذكاء بغية تحديد عمليات انشقاق العملاء ونمذجتها، وتحليل مدى استفادة العملاء، وتقسيم العملاء ضمن مجموعات محددة أيضاً، بالإضافة إلى تحديد توصيات الارتقاء بالصفقات وتعزيز عمليات البيع المتقاطع، فضلاً عن وضع الخطط اللازمة للنهوض بمعدلات الطلب، وتحسين قدرات إدارة المخاطر.

وتشير التقارير إلى أن جزءًا كبيرًا من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي تقوم بها الصناعات التي تركز بشكل أساسي على قضايا الأصول التي تدعم أيضاً مشاريع محددة، مثل مشاريع الصيانة التنبؤية، وتحسين الإنتاج وسير العمليات، فضلاً عن مشاريع تحسين مراقبة الجودة وسلاسل التوريد. 

وغالباً ما يتم توظيف المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مباشرةً ضمن هذه الأقسام، مع مراعاة تحديد حالات استخدام واضحة لتقنيات هذه التقنية؛ بغية تمكين علماء البيانات وغيرهم من التعرف على أوجه التعقيد التي يتسم بها قطاع معين من الأعمال، والبقاء على صلة وثيقة بهذا القطاع خلال عملية تطوير متطلبات عملهم وتنفيذها.

وقال كرينسكي: “نظراً لحداثة تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعقيداتها وطبيعتها التي تغطي تخصصات متعددة، فضلاً عن آثارها العميقة المحتملة، فإن مديري تقنية المعلومات باتوا في وضع جيد لتقديم المساعدة اللازمة لمسؤولي الموارد البشرية  فيما يخص توظيف مهارات الذكاء الاصطناعي في كافة وحدات الأعمال في المؤسسة”. 

وأضاف: “يجب على مديري تقنية المعلومات وقادة الموارد البشرية أن يقوموا بإعادة التفكير معاً في المهارات التي يجب على الموظف، الذي ترتكز أعماله على الذكاء الاصطناعي، التحلي بها حقاً منذ اليوم الأول، بالإضافة إلى استكشاف المعايير التي يتحلى بها المترشحون، بما يرتبط مع المواصفات المطلوبة للوظيفة، كما يجب على مديري تقنية المعلومات تطبيق أفكارهم المبدعة بغية تعزيز دور تقنية المعلومات في إدارة مبادرات الذكاء الاصطناعي المتنوعة ودعمها، بالإضافة إلى فرق العمل الصاعدة التي تقود الأنشطة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي”.

زر الذهاب إلى الأعلى