أخبار الإنترنتالأمن الإلكترونيدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

المملكة المتحدة مستعدة إلكترونيًا لاستهداف الدول المعادية

أفاد تقرير صادر عن صحيفة الجارديان البريطانية أن المملكة المتحدة تستعد في وقت لاحق من الربيع للإعلان رسميًا عن المجموعة السيبرانية الوطنية البريطانية (NCF) المتخصصة، والقادرة على استهداف الدول المعادية، والجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة.

ويأتي ذلك بعد عدة أشهر من الجدل حول تفاصيل المجموعة السيبرانية الوطنية البريطانية بين وزارة الدفاع ومقر الاتصالات الحكومية، المعروف باسم (GCHQ)، بحيث ستكون المجموعة، التي تديرها وزارة الدفاع ومقر الاتصالات الحكومية، أول مجموعة في بريطانيا مكرسة للعمل العدائي ضد الخصوم في الخارج.

وتحرص المملكة المتحدة على أن يُنظر إليها على أنها قوة إلكترونية قادرة على تعطيل الدول المعادية، واستهداف شبكات الأقمار الصناعية والهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب، فضلاً عن محاولة القضاء على شبكات الاتصالات التي تستخدمها الجماعات الإرهابية.

وتتكون المجموعة السيبرانية الوطنية البريطانية من نحو 500 متخصص من المتسللين، وهي مبادرة مشتركة بين وزارة الدفاع ومقر الاتصالات الحكومية، وقال عاملون إنها ستدمج بعض القدرات الموجودة بالإضافة إلى تطوير قدرات جديدة.

ومع ذلك، فإن المسؤولين يبتعدون عن الخوض في التفاصيل، بحجة أنه يجب أن تكون معظم نشاطات المجموعة السيبرانية الوطنية البريطانية سرية، ولا يُتوقع الكشف علنًا عن هوية قائد المجموعة، مع الإشارة إلى أن التكهنات السابقة بأنها ستكون امرأة غير دقيقة.

ويرى الخبراء أن الافتقار إلى الوضوح يجعل من الصعب مناقشة الحدود المناسبة للحرب السيبرانية في الدول الديمقراطية ونوعية الهجمات أو التدابير التخريبية التي يمكن اعتبارها شرعية، لا سيما إذا كان هناك بُعدٌ عسكري قوي لعملها.

وقال (جيمس سوليفان) James Sullivan، رئيس البحوث الإلكترونية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية: “كان هناك نقاش عام محدود حول غرض المجموعة السيبرانية الوطنية البريطانية الهجومية وأخلاقياتها، والظروف التي يمكن أن تُستخدم فيها، وأنواع التأثيرات التي قد تكون مقبولة”.

وتعد الأمثلة المعلنة عن القرصنة البريطانية نادرة، حيث تباهى (جيريمي فليمنج) Jeremy Fleming، مدير مقر الاتصالات الحكومية (GCHQ)، في عام 2018 بحملة هجومية إلكترونية كبيرة ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال إنها حققت نجاحًا كبيرًا في قمع الدعاية، وأعاقت قدرتها على تنسيق الهجمات.

وتأتي جهود المملكة المتحدة المتأخرة في أعقاب الولايات المتحدة، التي اعترفت تدريجيًا بقدرتها الهجومية الإلكترونية الموسعة، حيث اعترف (جون بولتون) John Bolton، مستشار الأمن القومي الأمريكي في الصيف الماضي، بأن واشنطن كانت توسع نطاق عملياتها بعد أن خفف الرئيس دونالد ترامب القيود.

ونادرًا ما تعترف الولايات المتحدة بما يفعله متسللوها، وذلك بالرغم من أن القيادة السيبرانية الأمريكية قد شوشت في عملية تعرف باسم (Synthetic Theology) على الخوادم التابعة لوكالة أبحاث الإنترنت الروسية، في محاولة واضحة لمنع تدخل الكرملين في انتخابات منتصف المدة في الولايات المتحدة في عام 2018.

ومن المقرر استثمار نحو 76 مليون جنيه إسترليني في المجموعة السيبرانية الوطنية البريطانية خلال العام الأول، على أن تعمل المجموعة جنبًا إلى جنب مع المركز القومي للأمن السيبراني (NCSC)، الذي يركز بشكل أساسي على الأنشطة الإلكترونية الدفاعية لحماية الدوائر الحكومية والبنية التحتية الإستراتيجية والصناعية.

زر الذهاب إلى الأعلى