انتبه .. الأخ الكبير يراقب كيف تكتب أو تحمل هاتفك
في كل مرة تمسك فيها هاتفك الذكي، قد توفر بيانات مهمة حول هويتك، حيث تساعد أحدث التقنيات البيومترية في التعرف عليك على الإنترنت من خلال إجراءات بسيطة مثل الإمساك بالهاتف أو السرعة التي تكتب بها الرسائل، وتأمل الشركات في المملكة المتحدة أن تحل هذه التكنولوجيا محل كلمة المرور لتحسين الأمان، لكنها قد تأتي بتكلفة مرتفعة.
وتوفر Veridium، وهي شركة يقع مقرها في المملكة المتحدة، للمستخدمين القدرة على نسيان كلمات المرور إلى الأبد من خلال مراقبة استخدام هاتفك ومعرف بصمة الإصبع والطريقة التي تكتب بها على جهازك أو تمسكه بها، حيث أصبحت الشركات والمؤسسات على دراية بأن هناك إمكانية لاستبدال كلمات المرور، وأدرك الناس خلال الأشهر الستة الماضية أن الكثير من الانتهاكات الإلكترونية كانت بسبب كلمات المرور المخترقة.
أمن أفضل:
تعرض مطور اللعبة الاجتماعية Zynga لأحد هذه الخروقات، حيث كشفت الشركة في شهر ديسمبر عن سرقة أكثر من 170 مليون اسم مستخدم وكلمة مرور من الشركة المطورة للعبة المزرعة السعيدة Farmville، كما واجهت شركة الكاميرا الذكية Ring نفس الحقيقة عندما تم نشر الآلاف من بيانات الحسابات في منتديات القرصنة.
وتدعي شركة Veridium أن عناصرها السلوكية تعمل كحارس ضد مثل هذه الانتهاكات، حيث تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي الذي يتعلم الطريقة التي يتعامل بها شخص ما مع أجهزته، ويمكن للبرنامج تحديد الاختلافات في طريقة استخدام لوحة المفاتيح أو الفأرة، مما يضيف طبقة أمان إضافية.
وبدأت الكثير من الشركات ترى الإمكانات ضمن القياسات الحيوية السلوكية والفوائد الواسعة التي يمكن أن تقدمها، مثل أمازون، التي تخطط لإصدار أجهزة مسح ضوئية بحيث يمكن لعملاء برنامج Prime الذين لديهم بطاقة مصرفية استخدام اليد بدلًا من الهاتف أو البطاقة عند إجراء عملية شراء.
الطلب على البيانات:
تحاول TypingDNA، وهي شركة ناشئة رومانية تقدم مصادقة خالية من الاحتكاك بناءً على طريقة كتابتك، دخول هذا المجال مع داعمين من أمثال جوجل من بين مستثمرين آخرين في الشركة، والتي أوضحت أن الطرق البديلة للتوثيق أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهناك حاجة حقيقية لهذه التكنولوجيا.
وتعتقد الشركة أن المصادقة أحادية العنصر لن تكون شيئًا كبيرًا في المستقبل، وذلك لأننا نستخدم الكثير من الأجهزة، وتبني TypingDNA أنماطًا للكتابة لأشخاص بعد قياس مدى قوة الضغط عند لمس الشاشة أو لوحة المفاتيح والسرعة التي يكتبون بها وأي بيانات أخرى حول أسلوبهم الشخصي لتحديد هوية شخص ما.
ويمكن للشركة الناشئة أيضًا استخدام أداة تحديد الاتجاه (الجيروسكوب) الخاصة بالجهاز المستخدم لمعرفة كيفية إمساك الجهاز أثناء الكتابة وإذا كان متسقًا مع نمط المالك.
لكن شركة Veridium أقل تفاؤلاً بمستقبل بدون كلمات مرور في المدى القريب، ووفقًا لتصريحاتها فقد كان من الواجب وجود تكامل بين كلمات المرور والقياسات الحيوية بدلًا من استبدالها، وذلك بالنظر إلى التهديدات السيبرانية.
وقالت الشركة: نحن لا نركز على استبدال كل شيء، وكل من يفكر في استبدال شكل من أشكال المصادقة في عام 2020 لا يفهم التهديدات التي نراها الآن، إذ تزداد التهديدات بسرعة أكبر من عدد التطبيقات التي يتم إنشاؤها لمكافحتها.
الطريقة التي تمسك بها هاتفك:
كان بنك اسكتلندا الملكي من أوائل الجهات التي تبنت عمليات تسجيل الدخول بواسطة البيانات الحيوية منذ تقديمها عام 2016، وسجل البنك أكثر من 2000 إيماءة تفاعلية عندما قام أحد عملائه من ذوي الثروات العالية بتسجيل الدخول.
ويقيس بنك اسكتلندا الملكي أشياء مثل الزاوية التي يمسك بها الناس أجهزتهم والسرعة التي يمررون بها والأصابع المستخدمة للنقر على الشاشة، وأدت التجربة الناجحة إلى تعميم البرنامج المطور من قبل شركة BioCatch على جميع حسابات التجزئة المصرفية والخدمات المصرفية للأفراد.
وجرب البنك أيضًا بطاقات الدفع البيومترية التي تحتوي على مستشعرات مدمجة لبصمات الأصابع، مما يلغي الحاجة إلى رقم التعريف الشخصي PIN الذي غالباً ما يتم نسيانه.
وقدمت العديد من البنوك في المملكة المتحدة أيضًا التعرف على الوجوه أو الصوت كبديل لعمليات تسجيل الدخول التقليدية أو التحقق من المعاملة، ومن المتوقع أيضًا أن تقتحم القطاع المصرفي طرق التحقق الأخرى، مثل القزحية واليد والوريد ونبض القلب.
وأشارت شركة Veridium إلى أن الناس أصبحوا أكثر دراية بكيفية استخدام القياسات الحيوية ويشعرون بمزيد من الراحة حيال ذلك، والموقف تجاه القياسات الحيوية يتعلق بالثقة في المكان المخزنة فيه وكيفية تخزينها، ويشعر الناس بالارتياح إذا ظلت القياسات الحيوية على أجهزتهم حيث تكون فرصة اختراقها منخفضة.
فقدان الخصوصية:
قالت سيلكي كارلو Silkie Carlo، مديرة المجموعة الداعمة للخصوصية Big Brother Watch: ترتبط القياسات الحيوية في مكان العمل بمراقبة صاحب العمل وفقدان الخصوصية، ويمنحنا تنظيم البيانات كل الحق في اختيار ما إذا كنا سنقدم بياناتنا المتعلقة بالقياسات الحيوية أم لا عندما يكون الغرض هو الراحة.
وأضافت “يجب أن نكون حذرين للغاية في تطبيع تبادل مثل هذه البيانات الجسدية الحساسة عن أنفسنا والثقة بها في أيدي الآخرين، وأعتقد أن المجتمعات الصحية والحرة سوف تستخدم الأمن الحيوي كإستثناء وليس كقاعدة”.