أخبار الإنترنتالأمن الإلكترونيدراسات وتقارير

تقرير يفضح دور هواوي في مساعدة الصين على مراقبة مسلمي الإيغور

كشف تقرير إخباري بأن شركة هواوي قدمت خدمات الحوسبة والبيانات الضخمة للسلطات الصينية في إقليم شينجيانغ بشمال غرب البلاد، حيث أمرت ببناء بنية واسعة النطاق للمراقبة والتحكم الرقميين على مسلمي الإيغور الذين تحتجز منهم أكثر من مليون شخص في مراكز شبيهة بالسجون، ولكنها تزعم أنها مركز للتلقين السياسي والتدريب المهني.

وكان (جون سوفولك) – مسؤول الأمن والخصوصية السيبرانية العالمية لدى هواوي – قد قال في شهر حزيران/يونيو الماضي: إن هواوي لا تتعامل مباشرة مع خدمات الأمن في شينجيانغ، مؤكدًا أن الشركة تعمل فقط مع متعاقدين خارجيين. وقال: “إننا نبقى في الفضاء التجاري”. ولكن هناك أدلة كثيرة تشير إلى خلاف ذلك، مما يؤكد أهمية هواوي بصفتها مزودة للتقنية المستخدمة في بناء جهاز مراقبة قوي للدولة؛ تقول السلطات: إنه مصمم للقضاء على التطرف، حيث تسعى الشركة لأن تصبح المزود الأول لتقنية المراقبة الذكية.

وقالت (فيكي شو) – الباحثة في مركز السياسة الإلكترونية بمعهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي: إن فكرة أن هواوي لا تعمل بصورة مباشرة مع الحكومات المحلية في شينجيانغ هي مجرد “هراء خالص”.

ووثقت شو النتائج التي توصلت إليها في تقرير صدر هذا الأسبوع، ويعتمد جزئيًا على بعض منشورات هواوي الخاصة لتوضيح أن الشركة قد عملت مع قسم شرطة Karamay في مشاريع الحوسبة السحابية، ومع مكتب الأمن العام لمحافظة Aksu في مركز بيانات معياري، ومع العاصمة الإقليمية أورومتشي بشأن إنشاء مختبر ابتكار “صناعة الأمن الذكي”، ومع شركة شينجيانغ للإذاعة والتلفزيون المحدودة في مشروع تعاوني تشمل أهدافه “خلق رأي عام جيد لتحقيق الأهداف العامة لشينجيانغ للاستقرار الاجتماعي والاستقرار الطويل المدى”.

وتخشى الحكومات في جميع أنحاء العالم من أن الصين قد تستخدم تقنية الاتصالات السلكية واللاسلكية التابعة لهواوي في التجسس. ونفت شركة هواوي هذه الاتهامات. وقالت شو: إنه حان الوقت للحكومات الغربية أن تفكر أيضًا في استعداد الشركة للمساعدة في بناء البنية التحتية للحكومات السلطوية.

وقالت شو: “بالنسبة لي، من دواعي القلق أن تكون هواوي شركة تلتزم التزامًا صارمًا بكل ما تريد الحكومة الصينية أن تفعله”. وأضاف أن ما تفعله هواوي لا يختلف كثيرًا عما تفعله (هيكفيجين) Hikvision، وهي شركة صينية متخصصة في صناعة كاميرات المراقبة.

وكان سوفولك قد قالها صراحةً في تعليقاته في شهر حزيران/يونيو الماضي أمام لجنة العلوم والتقنية التابعة لمجلس العموم البريطاني، حيث قال: “لا أعتقد أنه من المهم أن يكون النظام مراوغًا… ما يهم هو ما في القانون”. وأضاف: “نحن لا ننشئ أي أحكام أخلاقية بشأن ما نعتقد أنه صواب أو خطأ”. ورفض التعليق على ما إذا كانت الدولة الصينية تقمع حقوق الإنسان، ورفض وصف نفسه بأنه “فارغ أخلاقيًا”.

يُشار إلى أن هواوي ليست الشركة الصينية الوحيدة في دعم نشاطات الحكومة الصينية في شينجيانغ، فمثلها علي بابا التي توفر تقنية الحوسبة السحابية لحكومة الإقليم، و(بايت دانس) ByteDance – المطورة لتطبيق (تيك توك) TikTok الشهير – التي زار ممثلوها الإقليم وأثنوا على ما تقوم به السلطات المحلية.

هذا؛ وقد قال مسؤول تنفيذي في شركة هواوي في عام 2018: إن الشركة ترغب في أن تصبح المركز الثالث في العالم في تقنية المراقبة الذكية. وخلال العام الحالي، حدد مسؤول آخر هدفًا أكثر وضوحًا: “لن نتوقف حتى نكون رقم واحد”.

زر الذهاب إلى الأعلى