الأمن الإلكترونيدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

تسريبات.. كيف تُستخدم التقنية في الصين لمراقبة مسلمي الإيغور؟

أظهر تقريران جديدان نُشرا خلال الأيام الماضية – بعد الاطلاع على وثائق حكومية صينية مسربة عن اضطهاد الإيغور، والأقليات المسلمة الأخرى في الصين – كيف تستخدم السلطات الصينية التقنية للمراقبة الجماعية، مما يتيح لها تتبع الحياة اليومية للناس على نطاق غير مسبوق.

وجاء التقرير الأول من صحيفة (نيويورك تايمز) التي فحصت أكثر من 400 صفحة من الوثائق المسربة التي تكشف بالتفصيل كيف طور قادة الحكومة، بما في ذلك الرئيس (شي جين بينج)، سياسات فُرضت على الإيغور.

ويأتي التقرير الآخر من (الاتحاد الدولي لصحفيي التحقيق) ICIJ، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية، ويتحدث عن أكثر من 24 صفحة من الوثائق التي توضح كيف تستخدم الحكومة التقنية للمشاركة في المراقبة الجماعية، وتحديد الأشخاص المطلوبين للاعتقال، والاحتجاز في معسكرات تركستان الشرقية التي تطلق عليها الصين اسم إقليم شينجيانغ. وتضم تلك المعسكرات أكثر من مليون من الإيغور، والكازاخستانيين، والأقليات المسلمة الأخرى، بما في ذلك الأشخاص الذي يحملون جنسيات أجنبية.

ويعد هذان التقريران مهمين لأن تسريبات بهذا الحجم من داخل الحزب الشيوعي الصيني أمر نادر وتؤكد صحة التقارير الواردة من السجناء السابقين وعمل الباحثين والصحفيين الذين كانوا يراقبون اضطهاد الإيغور، وهي جماعة عرقية تضم أكثر من 10 ملايين شخص في الصين.

ويشير تقرير ICIJ إلى أن الشرطة والسلطات الأخرى تستخدم (منصة العمليات المشتركة المتكاملة) IJOP، وهي منصة للشرطة، لجمع البيانات الشخصية، جنبًا إلى جنب مع البيانات من كاميرات التعرف على الوجه وغيرها من أدوات المراقبة، ثم تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد فئات من سكان شينجيانغ للاعتقال.

وكانت منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) قد بدأت في الإبلاغ عن المنصة التي تستخدمها الشركة الصينية في أوائل عام 2018. وقد وجدت المنظمة أن الشرطة تستخدم التطبيق لإدخال مجموعة واسعة من المعلومات الشخصية عن الأشخاص الذين تستجوبهم، بما في ذلك الطول، ونوع الدم، وأرقام لوحات الترخيص، ومستوى التعليم، والمهنة، والسفر حديثًا، وحتى قراءات عدادات الكهرباء المنزلية، والبيانات التي يمكن استخدامها بواسطة الخوارزمية التي تحدد مجموعات الأشخاص التي يُنظر إليها بعين “الاشتباه”.

وتقول الوثائق المسربة أيضًا أن الحكومة الصينية أمرت مسؤولي الأمن في شينجيانغ بمراقبة مستخدمي تطبيق (زابيا) Zapya، الذي يضم نحو 1.8 مليون مستخدم، لعلاقاتهم بالمنظمات الإرهابية. ويُستخدم تطبيق مشاركة الملفات لتمكين المستخدمين من تنزيل القرآن، وإرسال رسائل وملفات إلى المستخدمين الآخرين دون الاتصال بالإنترنت.

هذا؛ ويُعتقد أن تقريري نيويورك تايمز و ICIJ مهمان لأنهما يفضحان الحكومة الصينية ويردان على الادعاء بأن معسكرات الاعتقال هي “مراكز تعليمية وتدريبية مهنية” تهدف إلى منع العنف والتطرف ومساعدة مجموعات الأقليات على الاندماج في المجتمع الصيني السائد، ومع ذلك، فإن العديد من الخبراء الآن يصفون اضطهاد وسجن الإيغور بأنها إبادة جماعية. كما أبلغ السجناء السابقون عن التعذيب والضرب والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والإجهاض القسري.

زر الذهاب إلى الأعلى