أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

جوجل تواجه شكوكًا من العملاء المحتملين لبالونات الإنترنت

يواجه رهان شركة جوجل على البالونات لتوفير الوصول إلى الإنترنت للمناطق الريفية والنائية – المسمى لون (Loon) – اختبارًا حاسمًا وسط شكوك حول جدوى التكنولوجيا من قبل بعض العملاء المحتملين.

وتقول الشركة: إن بالوناتها ستصل إلى كينيا في الأسابيع المقبلة في أول تجربة تجارية لها، فيما قالت هيئة الطيران الكينية: إن موافقتها النهائية ستوقع هذا الشهر.

ومن المفترض أن يسمح الاختبار مع شركة (Telkom Kenya)، الشركة رقم 3 في البلاد، لسكان الجبال بشراء خدمة الجيل الرابع (4G) بأسعار السوق لمدة غير محددة.

وتهدف لون (Loon) إلى توفير الوصول إلى الإنترنت للمناطق الريفية والنائية من العالم من خلال طيران معدات الشبكات العاملة بالطاقة الشمسية فوق المناطق التي تكون فيها أبراج الخلايا باهظة الثمن.

وتستخدم الشركة بالونات تطير على ارتفاعات عالية موضوعة في الطبقة العليا للغلاف الجوي على ارتفاع زهاء 18 كيلومتر لإنشاء شبكة لاسلكية جوية بسرعات الجيل الرابع.

وقد أثبتت بالونات الهيليوم فائدتها، إذ نجحت على مدار الأعوام الثلاثة الماضية في السماح لشركات الاتصالات في بيرو؛ وبورتوريكو؛ باستخدام البالونات مجانًا لتحل محل أبراج الهواتف المحمولة التي أسقطتها الكوارث الطبيعية.

ويبدو أن المسؤولين الكينيين متحمسون لأنهم يحاولون دفع المزيد من المواطنين لاستخدام الإنترنت، لكن المديرين التنفيذيين في خمس شركات اتصالات أخرى تتعامل مع لون (Loon) عبر أربع قارات أوضحوا أن البالونات ليست مناسبة حاليًا.

وتقول تلك الشركات، بما في ذلك تليكوم اندونيسيا؛ وفودافون نيوزيلندا؛ والعملاقة الفرنسية أورانج: يتعين على لون (Loon) أن تثبت أن تكنولوجيا الشركة موثوقة وآمنة ومربحة للناقلين.

وقال هيرفي سوكيت Hervé Suquet، كبير مسؤولي التكنولوجيا والمعلومات في شركة أورانج الشرق الأوسط وأفريقيا: إن لون (Loon) بحاجة إلى إثبات نفسها في كينيا، وفي حال كانت النتائج إيجابية، فسنكون مهتمين، بينما قالت شركة زين الكويتية: إنها تراقب التجربة الكينية عن كثب.

وتعتبر المخاطر كبيرة بالنسبة إلى شركة ألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، والتي وصفت “الرهانات الأخرى” المكونة من بعض الشركات الفرعية الصغيرة، بما في ذلك لون (Loon)، بأنها مهمة للغاية لمستقبلها المبني على التنوع بما يتجاوز مبيعات الإعلانات.

وتحقق “الرهانات الاخرى”، مثل شركة السيارات الذاتية القيادة ويمو (Waymo)، زهاء 0.4 في المئة من إيرادات ألفابت.

كما أن هناك مخاوف أخرى لدى ألفابت تتعلق بدعوى قضائية تزعم أن جوجل قد سرقت فكرة بالونات الهيليوم من منافس لها في عام 2008، ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في المحكمة الفيدرالية بسان خوسيه بولاية كاليفورنيا بتاريخ 2 أغسطس.

وفي حال خسارة جوجل للدعوى القضائية، فسوف تدفع الأضرار المحددة من قبل هيئة المحلفين إلى شركة تشاندلر (Chandler)، والتي تبيع بالونات الاتصالات للجيش الأمريكي.

وقال أليستير ويستجارث Alastair Westgarth، الرئيس التنفيذي لشركة لون (Loon) الفرعية التي شُكلت رسميًا في شهر يوليو الماضي: إن هناك كيانات إضافية عديدة تقترب من توقيع العقود معنا، كما تضاعفت القوة العاملة في الشركة ثلاث مرات إلى أكثر من 200 موظف في العام الماضي.

وجذبت شركة لون (Loon) تمويلًا خارجيًا تمثل في استثمار شركة الاتصالات اليابانية سوفت بانك (SoftBank) ما يصل إلى 125 مليون دولار كجزء من شراكة لهذا العام.

وأوضحت المصادر أن شركة لون (Loon) قررت عقد شراكات مع شركات الاتصالات بعد أن وجدت أن تشغيل شبكتها الخاصة ينطوي على خطر حدوث رد فعل من شركات الاتصالات والمساهمين والناشطين الذين يحذرون من تأثير جوجل.

وتهدف من خلال تلك الشراكات إلى فرض رسوم اشتراك ثابتة اعتمادًا على حجم منطقة التغطية، بالإضافة إلى الرسوم المرتبطة باستخدام البيانات،
لكن بعض عملاء الاتصالات المحتملين رفضوا ذلك، مفضلين الدفع على أساس عدد المشتركين.

بينما حذر البعض الآخر من القيود التقنية، إذ بالرغم من إمكانية سلسلة افتراضية مؤلفة من ست بالونات أن توفر شبكة لاسلكية بسرعة الجيل الرابع لآلاف الأجهزة على مساحة تقارب مساحة بورتوريكو، إلا أن المستخدمين قد يفقدون الاتصال إذا دفعت الرياح البالونات.

وتحتاج معدات الشركة العاملة بالطاقة الشمسية إلى أشعة الشمس على مدار السنة، مما يعني أن هناك أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة؛ وأوروبا؛ والصين؛ وأمريكا الجنوبية؛ وأفريقيا خارج مجال عملها، كما أن استخدام البالونات القريبة جدًا من المدن قد يُشكل ضغطًا على الاتصالات الأخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة البالون الواحد تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، ويجب استبداله كل خمسة أشهر بسبب تحلل البلاستيك.

وتواجه الشركة رياحًا معاكسة سياسية وثقافية، إذ دعت مسؤولين من إندونيسيا في عام 2015 إلى مقر شركة جوجل للإعلان عن تجربة في رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، والتي ينتشر سكانها البالغ عددهم 268 مليون نسمة في آلاف الجزر، مما يجعل التغطية التقليدية صعبة.

وبالرغم من مرور أربع سنوات، إلا أن شركة لون (Loon) ما تزال تنتظر الموافقة النهائية للاختبار في إندونيسيا، وقالت: إنها تجري محادثات متكررة مع السلطات الإندونيسية، وإن السلطات أصدرت في الشهر الماضي تصريحًا أوليًا.

زر الذهاب إلى الأعلى