مجمع الشارقة للابتكار يجذب كبرى شركات البناء الثلاثي الأبعاد

أعلن مجمع الشارقة للبحوث والتقنية والابتكار عن جذب شركات عالمية متخصصة في إنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، إذ سوف يُبنى أول منزل بهندسة معمارية تراثية على أرض المجمع باستخدام هذه التقنية؛ التي تعد من أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة المتعلقة بالبناء؛ بالتعاون مع شركة (سايب) Cybe الهولندية، التي تعد من أبرز الشركات التي تمتلك هذه التقنية في العالم.

ويأتي هذا المشروع ثمرةً للتعاون بين القطاع الحكومي، والخاص، والأكاديمي على أرض المجمع، إذ سوف تقوم شركة (جينكو) للمقاولات بتنفيذ العمل، وقد اختيرت شركة (سايب) لتقديم هذه التقنية، إذ سوف تُنشئ المنزل في مدة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين، وذلك في الربع الثالث من العام الجاري.

وخلال هذه العملية سوف تُدرَّب مجموعة من الطلبة الباحثين من كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة في هذا المجال على هذه التقنية؛ ليكون تنفيذ المشروع تدريبًا عمليًا فعالًا.

وتعمل الجامعة الأمريكية ممثلة بكلية الهندسة على تطوير هذه التقنية، وتدريب الطلبة عليها، من خلال إجراء بحوث علمية تطبيقية يجريها الطلبة، وأعضاء الهيئة التدريسية، وعدد من الباحثين من الشركات المتخصصة؛ وفي مقدمتهم شركة الشرق الأوسط للتقنيات الهندسية (ميت) Meet، المتخصصة في تطوير وبناء المباني العصرية ذات التكلفة المنخفضة، والأسرع في الإنجاز، والأكثر استدامة، من خلال الاختبار والتجريب عبر المشاريع التي ستنفذ بمجمع الشارقة للبحوث والتقنية والابتكار؛ لتطوير هذه التقنية وتطبيقها في المنطقة.

وسوف يُبنى المنزل بالكامل بأحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا النوع من البناء، وبتصميم يحاكي التراث الإماراتي، في خطوة يطمح المجمع من خلالها لترسيخ مكانة الشارقة كوجهة مفضلة لهذا النوع من تقنيات البناء والهندسة المعمارية المستقبلية، في الوقت الذي بدأ فيه قطاع البناء والتشييد يشهد تحوّلًا تدريجيًا على المستوى العالمي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي يبذلها مجمع الشارقة للبحوث والابتكار للتعريف بواحدة من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهي الطباعة الثلاثية الأبعاد، من خلال إنشاء بيئة سباقة وداعمة للتجارب والأبحاث، في مجال التقنيات المستقبلية للبناء، عبر إجراء التجارب العديدة لتطوير بعض تقنيات المباني الحديثة، ومنها تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد. والتي تُعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة، التي يُعول عليها للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة، من خلال نماذج رقمية للمكونات، كما يتطلع من خلال استخدام هذه التقنية مستقبلًا إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء.

وفي الحديث عن هذا المشروع، أكد (حسين المحمودي) – الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتقنية والابتكار – على أهمية إطلاق هذا المشروع الطموح، الذي يترجم رؤية المجمع وإستراتيجيته بإدخال كافة أنواع التقنيات المستقبلية، “ما يحتم علينا – كمركز تطبيقي واختباري لكافة العلوم والتقنيات المبتكرة – تكثيف الجهود؛ للبحث عن كل جديد، سعيًا منا إلى أن يصبح المجمع مركز تطوير إقليميًا للبناء الثلاثي الأبعاد، من خلال إيجاد بيئة مناسبة للبحث والتطوير، ويمثل هذا المشروع شراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي، فالهدف الرئيسي من المشروع هو تقديم مثال للمنطقة والعالم عن كيفية تكوين مجمع أبحاث وتقنية وابتكار ذكي لصالح المؤسسات التعليمية، ومراكز البحوث والاقتصاد المحلي”.

وأضاف المحمودي أن هذا المشروع يأتي مع ازياد تكلفة البناء التقليدية يومًا بعد يوم، أما هذا النوع من البناء فله العديد من المزايا: كسهولة الحصول على التصاميم المعقدة، والتعديل عليها بشكل بسيط، مع إمكانية الحصول على أجزاء متنوعة الأحجام، بالإضافة لاستخدام معدات بدرجة تقل كثيرًا عن الطرق التقليدية، مما ينتج عنه الاختصار في مدة التنفيذ والتكلفة.

وأضاف: إن استقطاب شركات عالمية رائدة في هذه التقنيات للعمل في المجمع يدل على مدى الثقة التي يوليها المستثمرون لاقتصاد الإمارة، والفرص الكبيرة التي يوفرها من خلال التسهيلات والحوافز المقدمة للمستثمرين، مؤكدًا على الدور المحوري الذي يلعبه المجمع، في دعم الخطط الإستراتيجية لإمارة الشارقة، الرامية إلى جعلها نقطة جذب رئيسة، وبوابة عالمية للمستثمرين العاملين في قطاع التقنية والابتكار، سواء كانوا أفرادًا أم شركات، عبر حزمة من المحفزات الاستثمارية، وتقديم التسهيلات، عبر خطط وسياسات استقطاب وضعت لجذب هذا النوع من الاستثمارات العالمية المباشرة. ويعمل المجمع على توفير مرافق متكاملة؛ لإنشاء بيئة تدعم البحث والتجارب العملية، كما يقدم حوافز كبيرة للمستثمرين؛ لتمكينهم من التكيف والمنافسة، والقدرة على اختراق الأسواق العالمية، تشمل الإعفاءات الضريبية والجمارك، والملكية الكاملة للمشروع، وغير ذلك.